ألمانيا "متشككة" حيال تمديد مهمتها في مالي.. والأمم المتحدة تترقب "أثر" الانسحاب الفرنسي على بعثتها
عبرت وزيرة الدفاع الألمانية، الخميس، عن "شكوك" حيال تمديد مهمة الجنود الألمان في مالي بعد الإعلان عن الانسحاب الفرنسي.
وقالت كريستين لامبرخت، في بروكسل: "أخذنا علماً بقرار فرنسا الانسحاب من مالي وإنهاء التزامها هناك، والذي سيترك بالطبع تداعيات على الشركاء"، وأضافت "يجب أن أقول إنني متشككة جداً حيال احتمال تمديد مهمة المشاركة في بعثة التدريب العسكري التابعة للاتحاد الأوروبي" والتي تساهم فيها ألمانيا، وتابعت: "السؤال هو بشأن معرفة ما إذا كنا نصل إلى أهدافنا السياسية، أي من ندعم ومن ندرب".
والجيش الألماني مشارك حالياً في الانتشار في مالي عبر عمليتين؛ الأولى 328 جندياً يشاركون في بعثة تدريب الاتحاد الأوروبي في مالي، والثانية 1170 جندياً في بعثة الأمم المتحدة لإرساء الاستقرار في مالي (مينوسما).
وبشأن بعثة الأمم المتحدة، حذرت الوزيرة الألمانية من أنه يجب "السعي بشكل طارئ إلى حل" إذا "تخلفت القدرات الفرنسية".
وفي مايو/أيار سيقرر البوندستاغ ما إذا كان الجيش الألماني سيواصل هاتين المهمتين أم لا.
الانسحاب الفرنسي من مالي سيترك "أثراً" على بعثة الأمم المتحدة
وكان الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في مالي أوليفيه سالغادو قد أعلن، الخميس، أن انسحاب القوات الفرنسية من البلاد سيترك "أثراً" على البعثة التي ستقوم بما هو ضروري "لكي تتكيف" مع ذلك.
وقال: "سيكون هناك بالتأكيد أثر"، مضيفاً: "يجري بحثه حالياً"، وتابع: "سنتخذ الإجراءات اللازمة لكي نتكيف مع الإطار الجديد لكي نتمكن من مواصلة تطبيق مهمتنا".
وتحدث سالغادو عن "الدور المحدد والمكمل الذي تلعبه (عملية مكافحة الجهاديين) برخان في مكافحة الإرهاب، والدعم الذي تقدمه لنا هذه العملية"، في إشارة إلى الإذن الصادر بموجب قرار مجلس الأمن ويحدد مهمة بعثة الأمم المتحدة، وهو يتيح للقوات الفرنسية التدخل لدعم قوات حفظ السلام "في حال حصول تهديد خطير ووشيك".
تتعاون عملية "برخان" وبعثة الأمم المتحدة (مينوسما) في مجالات أخرى، على سبيل المثال في المجال الصحي أيضاً.
الاتحاد الأوروبي يتحقق مما إذا كانت الشروط متوافرة لإبقاء مهماته في مالي
وفي السياق ذاته، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الخميس، أن الاتحاد سيتحقق مما إذا كانت الشروط والضمانات متوافرة لإبقاء مهمات التدريب التي يقوم بها في مالي بعد الانسحاب العسكري لفرنسا وشركائها من هذا البلد.
وقال بوريل: "أوفدت بعثة إلى مالي للتحقق مع السلطات المالية بأي شروط وبأي ضمانات سنتمكن من التفكير في احتمال إبقاء أو عدم إبقاء عمل بعثة التدريب"، وأضاف: "سيأتي الرد في الأيام المقبلة".
وتحت ضغط "العقبات" التي تضعها المجموعة العسكرية الحاكمة في باماكو، أعلنت فرنسا وشركاؤها الأوروبيون، الخميس، رسمياً انسحابهم من مالي، مؤكدين أنهم سيبقون ملتزمين لدى دول منطقة الساحل وخليج غينيا.
وقالت باريس وشركاؤها في بيان مشترك: "نظراً للعقبات المتعددة التي تضعها السلطات الانتقالية المالية، ترى كندا والدول الأوروبية التي تعمل ضمن عملية برخان (الفرنسية) وداخل مجموعة تاكوبا الخاصة، أن الشروط لم تعد متوافرة لمواصلة مشاركتها العسكرية بشكل فعال في مكافحة الإرهاب في مالي، وقررت بالتالي بدء انسحاب منسق من الأراضي المالية لوسائلها العسكرية المخصصة لهذه العمليات".
(فرانس برس)