استمع إلى الملخص
- **جرائم كراهية عبر الإنترنت:** يواجه جوردان بارلور المحاكمة في ليدز لنشره رسائل عنف على فيسبوك، وحذر رئيس الحكومة من عقوبات صارمة ضد مثيري العنف عبر الإنترنت.
- **تأثير وسائل التواصل الاجتماعي:** امتدت المشاحنات إلى مواقع التواصل، حيث دعا إيلون ماسك إلى "حرب أهلية"، وردت الحكومة بدعوة شركات التواصل لمكافحة المعلومات المضللة.
تواصل الشرطة البريطانيّة تنفيذ اعتقالات في صفوف مثيري الشغب من أنصار اليمين المتطرف، الذين اعتدوا على الممتلكات العامّة والمنازل والسيارات، في موجة الاضطرابات العنيفة التي شهدها العديد من مدن وبلدات بريطانيا خلال الأسبوع الأخير، كما وُجّهت أول تهمة لرجل بنشر محتوى عبر الإنترنت بهدف إثارة الكراهية والعنصريّة.
وبحسب بيانات شُرطيّة عديدة، طاولت الاعتقالات خلال الأسبوع الأخير أكثر من 400 شخص حتى الآن. ومن المقرر أن يمثل 28 شخصًا أمام محكمة تيسايد الجزئيّة اليوم بتهمة إثارة الشغب العنيف وجرائم أخرى بعد الأحداث التي شهدتها مدينة ميدلسبره خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويمثل ستة أشخاص أمام المحكمة في شيفيلد في أعقاب أعمال شغب وقعت خارج الفندق في روثرهام خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتشمل التهم الاضطرابات العنيفة والاعتداء على عامل طوارئ.
وقالت شرطة ديفون وكورنوال، إن ستة اعتقالات جرت في بليموث بعد إطلاق الطوب والألعاب النارية على الضباط. كما تم القبض على رجل يبلغ من العمر 18 عامًا بعد إلقاء الطوب على الشرطة أثناء الاضطرابات العنيفة في دارلينجتون مساء الاثنين، وفقًا لشرطة دورهام.
كما تم الإعلان من قبل وزارة الداخلية عن توفير مساحات إضافية في السجون اعتبارًا من الأسبوع المقبل لإدارة بعض الاحتجازات الناجمة عن الاضطرابات. فيما قالت وزيرة العدل هايدي ألكسندر لبرنامج "Today" على راديو "بي بي سي 4": "سنتأكد من أن أي شخص يُحكم عليه بالسجن نتيجة لأعمال الشغب والفوضى، سيكون هناك مكان في السجن ينتظره".
وردًا على أعمال الشغب، قدّمت الحكومة 567 مكانًا إضافيًا في السجن كان من المقرر أن يتم تقديمها في نهاية الشهر، كما قالت ألكسندر. وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من إعلان الحكومة الإفراج المبكر عن آلاف السجناء الذين قضوا 40% من مدة عقوبتهم في إنكلترا وويلز لحل أزمة الاكتظاظ الوشيكة في السجون.
جرائم كراهية عبر الإنترنت
وفي مدينة ليدز، سيكون جوردان بارلور أول شخص يواجه المحاكمة لنشره رسائل إجراميّة مزعومة مرتبطة بالعنف. وقال نيك برايس، من دائرة الادعاء العام، إنها فوضت شرطة غرب يوركشاير باتهام بارلور باستخدام كلمات أو سلوك تهديدي بقصد إثارة الكراهية العنصريّة.
وتتعلق التهمة بمنشورات مزعومة على موقع فيسبوك بين 1 و5 أغسطس/آب الحالي في ما يتعلق بالاضطرابات العامّة. وقال برايس: "من المهم للغاية ألا يكون هناك أي تقارير أو تعليقات أو تبادل للمعلومات عبر الإنترنت يمكن أن يضر بأي شكل من الأشكال بهذه الإجراءات". ويمكن لشخص مدان بهذه التهمة أن يقضي سبع سنوات أقصى حد للعقوبة.
ويأتي توجيه هذه التهمة بعدما حذّر رئيس الحكومة كير ستارمر من أن أي شخص يثير العنف عبر الإنترنت سيواجه "القوة الكاملة للقانون". وبعد رئاسة اجتماع طارئ للجنة كوبرا صباح أمس الاثنين، قال رئيس الوزراء إن "القانون الجنائي ينطبق على الإنترنت وكذلك خارج الإنترنت".
تحذيرات قانونيّة
بدوره، حذّر خبير قانوني من أن أي شخص نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف المساعدة أو التشجيع على الفوضى في شوارع بريطانيا في الأيام الأخيرة يمكن مقاضاته بسبب العنف، حتى لو لم يكن في مكان الحادث. وقال مارك جونز، الشريك في شركة المحاماة باين هيكس بيتش في حديث لصحيفة "ذا غارديان"، إن الأفراد "لا يحتاجون إلى الوجود عند ارتكاب الجريمة نفسها، ومع ذلك يمكن أن يكونوا مذنبين مثل الشخص الذي يرتكب الجريمة نفسها".
وأضاف جونز: "الأشخاص الذين يساعدون أو يشجعون شخصًا آخر، أو آخرين، على ارتكاب جريمة يُعرفون بالمتواطئين أو الأطراف الثانوية. لا يحتاجون إلى الوجود عند ارتكاب الجريمة نفسها، ومع ذلك يمكن أن يكونوا مذنبين مثل الشخص الذي يرتكب الجريمة نفسها".
إيلون ماسك والحرب الأهلية في بريطانيا
وامتدت المشاحنات الكلامية في مواقع التواصل الاجتماعي حول أعمال الشغب في المملكة المتحدة لتصل إلى صاحب موقع إكس إيلون ماسك، ورئيس الحكومة كير ستارمر. إذ علّق بالقول "الحرب الأهليّة حتميّة"، لوصف أعمال الشغب في بريطانيا.
وردًا على ذلك، قال داونينغ ستريت إن التعليقات "ليست مبررة" وإن شركات التواصل الاجتماعي "يمكنها وينبغي لها أن تفعل المزيد" بشأن انتشار المعلومات المضللة، والتي يُعتقد أنها ساهمت في انتشار الفوضى على نطاق واسع. ثم رد مالك إكس على مقطع فيديو لستارمر، متسائلاً: "ألا يجب أن تقلق بشأن الهجمات على جميع المجتمعات؟".
يُذكر أنه بعد عام من شراء ماسك موقع تويتر الذي غير اسمه إلى "إكس"، أعيد الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي لينون، إلى المنصة بعد حظر دام خمس سنوات. وأمضى روبنسون المجرم المدان والمقيم خارج بريطانيا، عطلة نهاية الأسبوع في نشر رسائل تحريضيّة لمتابعيه البالغ عددهم 900 ألف على منصّة إكس، أثناء وجوده في قبرص، بعيدًا عن أمر الاعتقال بحقه في حال عودته.
ويُتوقع أن تكون الإجراءات التي قد تتخذها حكومة المملكة المتحدة ضد جميع شركات التواصل الاجتماعي في أعقاب الاضطرابات وأعمال الشغب، نقطة نقاش رئيسيّة في الأسابيع والأشهر المقبلة.