برهم صالح: نرفض أن يكون العراق ميداناً للنزاعات

29 ديسمبر 2020
الرئيس العراقي يناقش مع بلاسخارت تطورات الأوضاع الإقليمية (الأناضول)
+ الخط -

جدد الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الثلاثاء، تأكيده على إبعاد بلاده عن التوترات الحالية في المنطقة، وذلك خلال لقائه ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، في بغداد. 

وقال المكتب الإعلامي للرئيس العراقي إن اللقاء ناقش تطورات الأوضاع الإقليمية، إذ جرى التأكيد على ضرورة تخفيف التوترات في المنطقة، والتزام العراق بالنأي عن الصراعات، ورفضه أن يكون ميداناً للنزاعات. 

كما بحث اللقاء مجمل التطورات السياسية والأمنية في البلاد، إلى جانب التطورات في المنطقة، كما جرى التأكيد على ضرورة تعزيز سلطة الدولة والأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق، وبسط الأمن العام، ومنع تكرار الجرائم الإرهابية التي تعرض حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر، إلى جانب تأمين سلامة المباني الحكومية، والبعثات الدبلوماسية وأفرادها من الاعتداءات. 

وأوضح البيان الرئاسي أن لقاء صالح وبلاسخارت تناول أيضا ملف الانتخابات العراقية المقبلة، والتأكيد على أهميتها، وضرورة تهيئة الظروف الأمنية المناسبة لإجرائها بعيداً عن سطوة السلاح والضغوط، فضلاً عن توفير جميع مستلزماتها. 

مسؤول عراقي بارز أكد لـ "العربي الجديد" أن هناك توافقاً بين الرئاسات الثلاث (الجمهورية والبرلمان والحكومة) على ضرورة العمل في منع انزلاق العراق لأن يكون ساحة حرب بالنيابة، ومنع الذهاب بأي محور مع آخر"، في إشارة إلى التوتر الأميركي الإيراني المتصاعد.

وأوضح أن هذا الموقف باتت تعي خطورته كتل وأحزاب سياسية مختلفة أدركت أن أي عمل عسكري أميركي رداً على هجمات المليشيات سيكون كارثياً على أمن البلاد واستقرارها وحتى اقتصادها، وهناك حاجة الآن لإخراج العراق من سطوة النفوذ الخارجي الذي كان طاغياً خلال السنوات السابقة. 

وأشار إلى وجود فهم لدى السلطات العراقية أن الهجمات المتكررة التي تشهدها مناطق توجد فيها مصالح أميركية وأجنبية تندرج ضمن الصراع بين واشنطن وطهران، مبيناً أن الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تمر بها البلاد تجعل العراق حذراً من الانجرار وراء أي محور. 

عضو ائتلاف "دولة القانون"، سعد المطلبي، أكد صعوبة نأي العراق بنفسه عن الصراعات الإقليمية والدولية، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن العراق لا يمكنه النأي بنفسه وهو جزء من الصراع. 

وتابع أن "العراق أصبح جزءاً من الصراع ودليل ذلك عدم تسليم الديون الإيرانية"، موضحاً أن ذلك يشير إلى أن العراق بدأ يلتزم بما يريده منه المعسكر الغربي. وأضاف: "نحن دخلنا في المحاور شئنا أم أبينا وأصبحنا جزءاً من المحور الغربي"، مشيراً إلى أن النأي بالنفس أصبح فكرة قديمة. 

واتهمت الحكومات العراقية السابقة، وآخرها حكومة عادل عبد المهدي التي أُرغمت على الاستقالة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 على وقع الاحتجاجات الشعبية، بالانحياز إلى إيران، إلا أن سياسيين يتحدثون عن وجود رضا أميركي على الحكومة الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي الذي يخوض منذ أيام صراع ليّ أذرع مع المليشيات المدعومة من طهران على خلفية اعتقال القوات العراقية لقيادي في مليشيا "عصائب أهل الحق" بتهمة التورط في قصف المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقر السفارة الأميركية. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

 استهداف رتل يحمل معدات للتحالف الدولي في العراق

على صعيد آخر، وفي هجوم هو الرابع من نوعه خلال هذا الأسبوع، يستهدف قوافل وأرتالاً تنقل معدات لصالح التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق، انفجرت، اليوم الثلاثاء، عبوة ناسفة برتل يحمل معدات دعم لوجستي للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة الديوانية جنوبي العراق.

واستهدف التفجير رتل الدعم للتحالف الدولي على الطريق الدولي السريع المار ضمن محافظة الديوانية، وتسبب في إلحاق أضرار بإحدى سيارات الرتل. 

وأمس الإثنين، انفجرت عبوة ناسفة برتل ينقل معدات للتحالف الدولي في الديوانية، وقبل ذلك بيوم واحد استهدف تفجير بعبوة ناسفة رتل دعم لوجستي للتحالف في محافظة بابل (جنوباً)، كما شهد يوم الجمعة الماضي انفجار رتل تابع لشركة عراقية متعاونة مع التحالف الدولي في الديوانية نتج عنه تضرر إحدى سيارات الرتل وإصابة سائقها. 

وتوجه الولايات المتحدة الأميركية اتهامات لمليشيات عراقية مدعومة من إيران، بالوقوف وراء الهجمات التي تستهدف سفارتها في بغداد وأرتال التحالف الدولي. وكان هذا الملف في مقدمة القضايا التي ناقشها وفد عراقي أرسله الكاظمي إلى طهران الأحد الماضي برئاسة المستشار في مكتب رئيس الوزراء أبو جهاد الهاشمي. 

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقال مسؤول في مكتب الكاظمي لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق الثلاثاء، إن الوفد يسعى لتحقيق تفاهم مع "إيران الدولة"، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن الهدف هو أخذ ضمانات واضحة من المسؤولين الإيرانيين بشأن مساعدة الحكومة في فرض القانون والنظام. 

وأكد المتحدث باسم رئيس الوزراء، وزير الثقافة، حسن ناظم، اليوم الثلاثاء، أن الوفد الأمني الذي زار طهران ناقش هناك ملف الأوضاع الأمنية في العراق، مشيراً، في مؤتمر صحافي، إلى وجود سلاح منفلت بحاجة إلى نقاشات ومفاوضات. 

وفي شأن أمني منفصل، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، الثلاثاء، إن وحدة المراقبة والتحري في جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تفكيك عبوة ناسفة كانت معدة لاستهداف أحد الأرتال العسكرية العراقية.

 وأشار، في بيان، إلى قيام قوات الأمن بتنفيذ  ثلاث مهام متفرقة في محافظتي كركوك (شمالاً) وبغداد، أسفرت عن إلقاء القبض على عنصرين من بقايا تنظيم "داعـش" في مركز محافظة كركوك من خلال عملية تمت بالتنسيق مع جهاز المخابرات العراقي. 

كما أكدت وكالة الاستخبارات العراقية أن قوة أمنية تمكنت من القبض على من يسمى "مسؤول ديوان الغنائم" في تنظيم "داعش"، وفقاً للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب من خلال عملية أمنية في كركوك، موضحة، في بيان، أن عملية مداهمة منزله تمت بعد الحصول على موافقات قضائية. 

المساهمون