برلين تستدعي سفير إيران بعد تنفيذ طهران أول حكم بالإعدام مرتبط بالتظاهرات

09 ديسمبر 2022
تشهد إيران احتجاجات منذ سبتمبر الماضي (Getty)
+ الخط -

استدعت الخارجية الألمانية السفير الإيراني في برلين، وفق ما أعلن مصدر مقرب من الوزارة الخميس، بعد تنفيذ طهران أول حكم بالإعدام مرتبط بالاحتجاجات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية.

ولم تَرِد أي معلومات متعلقة بهذا الاستدعاء، لكن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك كتبت، في وقت سابق من اليوم نفسه على "تويتر"، إنّ "ازدراء النظام الإيراني للإنسانية لا حدود له". وقالت الوزيرة إنّ محسن شكاري "حوكم وأُعدم في إطار محاكمة خادعة وسريعة، لأنه لم يتّفق مع النظام"، مضيفة "لكن التهديد بالإعدام لن يخنُق إرادة الناس في الحرية".

ونفذت إيران، الخميس، للمرة الأولى منذ بدء التظاهرات التي تشهدها البلاد، أول حكم بالإعدام مرتبط بالاحتجاجات، ما أثار تنديداً في الخارج، وتحذيرات من منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان من عمليات إعدام وشيكة أخرى. وقال موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية إن "محسن شكاري، مثير الشغب الذي قطع شارع ستار خان في طهران في 25 سبتمبر/ أيلول وجرح أحد عناصر الأمن بساطور، أُعدِم هذا الصباح".

من جهتها، اعتبرت الولايات المتحدة، الخميس، أنّ تنفيذ أول عملية إعدام في إيران على خلفية الاحتجاجات المتواصلة يشكّل "تصعيداً مروعاً"، متعهدة بمساءلة السلطات الإيرانية.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركي نيد برايس: "إعدام محسن شكاري يشكل تصعيداً مروعاً للقضاء على أي معارضة وقمع الاحتجاجات".

تحقيق بمقتل شاب خلال احتفاله بخسارة منتخب إيران

إلى ذلك، أوقفت السلطات الإيرانية قائد شرطة بتهمة قتل شاب بإطلاق النار عليه خلال احتفاله بخسارة المنتخب الإيراني في بطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية عن محامي عائلة الضحية.

وأفاد موقع "ميزان أونلاين" بأنّ مهران ساماك، البالغ 27 عاماً، قُتل في مدينة بندر أنزلي، شمالي البلاد، في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني بعد إصابته بعيارات نارية. وقال مسؤول في الشرطة لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، الأربعاء، إنّ ساماك قُتل "خلال تجمع" بعد خسارة إيران أمام منتخب الولايات المتحدة وخروجها من البطولة.

وأثارت هزيمة المنتخب في مونديال قطر ردود فعل متباينة من المؤيدين والمعارضين للحكومة. وقال المستشار القانوني لشرطة محافظة كيلان الكولونيل محمود رجبي إنّ "القتيل مهران ساماك أصيب بطلق ناري وتوفي للأسف متأثراً بجروحه". ونُقل عن رجبي قوله لوكالة الأنباء الإيرانية إنه "يجرى التحقيق في قضية عدد من الأشخاص، بينهم العقيد جعفر جوانماردي، قائد شرطة بندر أنزلي السابق".

وكتب محام يمثل عائلة ساماك على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ قائد شرطة المدينة كان من بين المعتقلين، بحسب وكالة "تسنيم" للأنباء. ونقلت "تسنيم" عن المحامي مجيد أحمدي قوله:"بعد أسبوع من وفاة مهران ساماك وبالنظر إلى الأدلة، وُضع جعفر جوانماردي قائد شرطة (بندر) أنزلي... رهن الحبس الاحتياطي".

وأعلنت جماعات حقوقية أجنبية أن ساماك قُتل برصاص قوات الأمن الإيرانية بعد أن أطلق بوق سيارته خلال الاحتفالات التي أعقبت خسارة إيران.

وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعد اعتقالها بزعم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة للنساء في الجمهورية الإسلامية. وقال جنرال إيراني، الأسبوع الماضي، إنّ أكثر من 300 شخص قُتلوا، بينهم عشرات من أفراد الأمن. في المقابل، تظهر أحدث حصيلة أوردتها منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويج، أنّ 458 شخصاً على الأقل "قُتلوا بأيدي قوات الأمن في الاحتجاجات المستمرة على مستوى البلاد".

(فرانس برس)

المساهمون