انطلقت محادثات أميركية-روسية حساسة جداً في جنيف اليوم الاثنين، على خلفية مخاوف غربية من احتمال حصول غزو روسي لأوكرانيا، فيما تطالب موسكو بتخفيف نفوذ الدول الغربية عند حدودها.
وبدأ الاجتماع، وفق "فرانس برس"، عند الساعة 08:55 بالتوقيت المحلي (الساعة 07:55 بتوقيت غرينتش) في مقر البعثة الأميركية في المدينة السويسرية بين نائبي وزيري خارجية البلدين، الأميركية ويندي شيرمان والروسي سيرغي ريابكوف على ما أفاد ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية.
ووصل الوفد الروسي بعيد الساعة 08:30 في موكب سيارات بعد الوفد الأميركي، وسط حراسة أمنية مشددة. ويقع مقر بعثة الولايات المتحدة في جنيف على بعد أمتار من البعثة الروسية على مقربة من مقر الأمم المتحدة. وهي المرة الثالثة التي تلتقي فيها شيرمان وريابكوف في جنيف منذ لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن في يونيو/حزيران على ضفة بحيرة ليمان.
ويطلق هذا اللقاء الثالث أسبوعاً من الحركة الدبلوماسية المكثفة، في محاولة خصوصاً لنزع فتيل أزمة متفجرة تتمحور حول أوكرانيا. ونقلت وكالة "انترفاكس" للأنباء عن ريابكوف قوله بعد عشاء عمل مساء الأحد مع شيرمان استمر ساعتين، أن "المحادثات معقدة ولا يمكن أن تكون بسيطة".
تحذير روسي لواشنطن و"الناتو" من تدهور أمني
وقبيل انطلاق المحادثات، حذر ريابكوف اليوم الإثنين، من أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قد يشهدان تدهوراً في الوضع الأمني إذا لم يبديا اهتماماً بالحوار مع روسيا بشأن الضمانات الأمنية.
وتأمل روسيا في الحصول على ضمانات أمنية من الغرب. ونقلت وكالة الإعلام الروسية، وفق "رويترز"، عن ريابكوف قوله إن المحادثات يجب أن تشمل مسألة عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي.
وسلّمت روسيا واشنطن وحلف شمال الأطلسي، منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، مسودتي اتفاقين أمنيين نصتا على تحديد مبادئ الأمن المتبادل، بما فيها استبعاد استمرار توسع "الناتو" شرقاً، وعدم قبول الجمهوريات السوفييتية السابقة في عضوية الحلف، والتزام الولايات المتحدة بالامتناع عن نشر قواعد عسكرية على أراضيها والدفع بالتعاون العسكري معها، وغيرها من الضمانات.
كما تضمنت المقترحات إشارة إلى الأسلحة النووية والصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بما في ذلك منع الأطراف من نشر مثل هذه الأسلحة خارج الأراضي الوطنية لكل بلد.
وتبدو جولة المحادثات الروسية-الأميركية التي تعقد اليوم، والتي يفترض أن تركز على الضمانات الأمنية التي تطلبها موسكو في ما يتعلق بتوسع واشنطن وحلف شمال الأطلسي، إلى جانب الملف الأوكراني، وقضايا الاستقرار الاستراتيجي، مفتوحة على جميع الاحتمالات.
واللافت أنه بعد يومين فقط على مفاوضات الإثنين، سيعقد اجتماع لـ"مجلس روسيا -الأطلسي" في بروكسل الأربعاء المقبل، على أن يليه لقاء بين ممثلي روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في فيينا الخميس.
تحذير من "الناتو" إلى روسيا
إلى ذلك، قالت نائبة رئيس وزراء أوكرانيا أولغا ستيفانيشينا، خلال زيارة إلى مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، اليوم الاثنين، إن مطالب روسيا المتعلقة بالضمانات الأمنية لا تشكل أساساً للمفاوضات.
وقالت للصحافيين إلى جانب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، وفق "رويترز": "علينا أن ندرك جميعنا أنه لا يمكن اعتبار مطالب روسيا من الحلفاء موقفاً تفاوضياً". وأضافت: "إن موقف الطرف المعتدي لا يسمح له بفرض شروط، حتى تبتعد الدبابات الروسية عن الحدود الأوكرانية".
من جهته، حذر ستولتنبرغ روسيا، من "كلفة عالية "ستتكبدها في حال شنت هجوماً جديداً على أوكرانيا، مؤكداً دعم الحلف لحق أوكرانيا "في الدفاع عن نفسها".
وقال، وفق "فرانس برس": "نريد أن نوجه رسالة واضحة إلى روسيا بأننا موحدون، وبأن روسيا ستتكبد كلفة عالية اقتصادية وسياسية في حال استخدمت مجدداً القوة العسكرية ضد أوكرانيا. نحن ندعم أوكرانيا ونساعدها على تعزيز حقها في الدفاع عن النفس".