أعلن البيت الأبيض، اليوم الخميس، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ سيلتقيان في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، في بالي بإندونيسيا، على هامش قمة مجموعة العشرين، وسط توتر حاد بين القوتين العظميين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار، في بيان، إنّ الرئيسين اللذين سيعقدان أول لقاء لهما وجهاً لوجه منذ انتخاب بايدن رئيساً سيبحثان "طريقة إدارة الخصومة" بين الصين والولايات المتحدة "بشكل مسؤول" من خلال محاولة "العمل معاً حيث تطابق مصالحنا".
وكانت أول استراتيجية رسمية للأمن القومي الأميركي في عهد الرئيس جو بايدن، التي صدرت في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد تطرقت إلى أنّ الولايات المتحدة ستعطي الأولوية للتفوق على الصين، التي تعتبرها منافسها العالمي الوحيد، في وقت تعمل أيضاً على كبح جماح روسيا "الخطرة".
وترى وثيقة الاستراتيجية أنّ روسيا لا تزال "خطرة"، إلا أنّ التركيز على الصين يظلّ يطبع هذه الاستراتيجية، في ظلّ التفريق الأميركي بين الدولة "القادرة"، وغير القادرة، لا سيما بعدما كشفت الحرب في أوكرانيا عن ثغرات جوهرية في القوة العسكرية الروسية.
ولا يفسّر البعد العسكري وحده التوجه الأميركي للتركيز على الصين، إذ يتصدر التنافس الاقتصادي بين القوتين اهتمام كل النخب الأميركية. وتسعى الوثيقة إلى إبراز مدى الاهتمام الأميركي باحتواء صعود الصين، بالتعاون مع "الحلفاء"، بعدما أعادت إدارة بايدن تنشيط وتعزيز التحالفات في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، مع أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وتحالف "كواد" الرباعي، بينها وبين الهند وأستراليا واليابان، وتحالف "أوكوس" النووي مع أستراليا وبريطانيا.
وجاء في الوثيقة أنه حتى بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تمثل الصين التحدي الأكثر أهمية للنظام العالمي. وتتقاطع جميع التحديات التي تواجه العالم، من منظور أميركي، مع التحدي الصيني. فالولايات المتحدة والصين مختلفتان في إدارة كل شيء تقريباً، من تغير المناخ، والعولمة، والتحديات الصحية والجرثومية، ناهيك بالتنافس الاقتصادي الحاد والصراع في منطقة الهادئ - الهندي وأزمة تايوان. لكن إدارة بايدن لا ترى في كل ذلك، "مشروع حرب"، فيما كان الصينيون قد حذّروا مراراً من "حرب باردة جديدة".
(العربي الجديد، فرانس برس)