الانتخابات الأميركية: بايدن يراهن على ثلاثية الاقتصاد والأقليات والشباب

21 مارس 2024
بايدن في البيت الأبيض، الثلاثاء (كريس كليبونيس/Epa)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جو بايدن يركز على الاقتصاد ويستهدف النقابات، الأقليات، والشباب في برنامجه الانتخابي للفوز بولاية ثانية، مؤكدًا على "إنهاء المهمة" بما في ذلك دعم حق الإجهاض وتعزيز الخدمات الاجتماعية.
- يواجه تحديات في استطلاعات الرأي أمام ترامب، خاصة في ولايات متأرجحة، ويسعى لاستعادة دعم الناخبين اللاتينيين بتركيزه على الإنجازات الاقتصادية وقضايا مثل الهجرة والإجهاض.
- بايدن يحتاج إلى دعم الأقليات والنقابات لضمان الفوز، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع الأفغان الذين عملوا لصالح الولايات المتحدة وتحقيق نجاحات اقتصادية لدعم الأقليات والعمال.

قبل أقل من 8 أشهر على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يركّز الرئيس الديمقراطي جو بايدن في برنامجه الانتخابي على عنصر الاقتصاد عنواناً أساسياً لمحاولته الفوز بولاية رئاسية ثانية، موجهاً أنظاره صوب النقابات كحاضنة لغالبية العمال الأميركيين، إلى جانب الأقليات خصوصاً تلك المؤثرة في ولايات متأرجحة، وصوب الشباب، الذين منحوه أصواتهم في رئاسيات 2020 وبات مهدداً بفقدانها لأسباب عدة من بينها موقفه من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ومع تحوّل التمهيديات داخل الحزب الديمقراطي، بفعل غياب أي منافس للرئيس الحالي، إلى ساحات لدفع حملته الانتخابية وتحشيد القواعد الديمقراطية، يسوّق الرئيس الأميركي لفكرة "إنهاء المهمة" في ولايته الثانية في حال فوزه، في إشارة إلى استكمال الملفات التي عمل عليها في ولايته الأولى.

ركائز فكرة بايدن

وتتضمّن ركائز هذه الفكرة عناوين عدة هي: الدفاع عن الديمقراطية، تعزيز الخدمات الاجتماعية والصحية، تأييد حق الإجهاض، تعديل الضرائب، معالجة حوادث إطلاق النار، فضلاً عن طرح ملفات عدة أخرى بينها الحقوق المدنية، نظام التصويت، والهجرة. ويحاول بايدن التوفيق بين النجاح الاقتصادي الذي يروّج له، وبين سعيه لضمان أصوات الناخبين المنتمين لأقليات مختلفة.

وفي السياق، اتهم مساء أول من أمس الثلاثاء، منافسه، الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، بـ"احتقار الأشخاص من ذوي الأصول اللاتينية"، وذلك في إطار الحشد لكسب دعم شريحة أساسية من الناخبين في ولايتي نيفادا وأريزونا المتأرجحتين.

يسوّق بايدن لفكرة "إنهاء المهمة" في ولايته الثانية
 

ويتخلف بايدن عن ترامب في سلسلة من استطلاعات الرأي في ست ولايات متأرجحة رئيسية بينها أريزونا ونيفادا يُتوقع أن تكون لها الكلمة الفصل في رئاسيات نوفمبر. ويحاول الرئيس الأميركي في الولايتين الغربيتين، واللتين تتزايد فيهما نسبة المتحدرين من أميركا اللاتينية، احتواء تراجع شعبيته لدى هذه الشريحة التي كانت تصوّت تاريخياً للحزب الديمقراطي، غير أنها باتت تميل أكثر إلى تأييد خصمه الجمهوري.

وقال بايدن لقناة "يونيفيجين" الناطقة بالإسبانية: "هذا الرجل (ترامب) يحتقر اللاتينيين". وأشار إلى أن "اللاتينيين كانوا أساسيين في الفوز الذي حققته عام 2020 وسيكونون كذلك مرة أخرى"، قبل أن يضيف: "أنا أعمل بجهد لكسب أصواتهم". وسلّط بايدن الضوء على استخدام ترامب المتكرر للخطاب المناهض للمهاجرين، مثل اتهامهم بأنهم "يسممون دماء البلاد" وتخطيطه لعمليات ترحيل جماعية لهم في حال انتخابه.

وفي لاس فيغاس، ردّ بايدن على مزاعم الرئيس السابق بأن الأميركيين في عهد ترامب كانوا أفضل حالاً. وقال في كلمة هناك: "أثناء سفري عبر البلاد، يخبرني أشخاص في أحيان كثيرة كيف كان وضعهم متعثراً عام 2020. فقدوا أعمالهم وفقدوا الثقة في النظام".

وأضاف: "لكن القوانين التي مررناها، والعمل الذي قمنا به معاً، أوقفتهم مجدداً على أقدامهم. لدينا الكثير لنفعله. بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يحلمون بالحصول على منزل جيد وما زالوا يشعرون بأن ذلك بعيد المنال. أخذت علماً بذلك".

وخلال جولته التي تستمر ثلاثة أيام في الولايتين الغربيتين وبدأت الثلاثاء من نيفادا، من المقرر أن يطلق بايدن حملة خاصة تحت اسم "لاتينيون مع بايدن - هاريس (نائبة الرئيس كامالا)" تتضمن حملة إعلانية تلفزيونية كبيرة. كما يركز بايدن في جولته على إنجازاته الاقتصادية وقضايا مثل الإجهاض والهجرة التي يعتقد الديمقراطيون أنها هامة للناخبين اللاتينيين.

وقالت مديرة الحملة جولي رودريغيز في بيان إنه "مع كون الحق في الإجهاض على المحكّ في أريزونا ونيفادا (بسبب مواقف الجمهوريين)، ومع وظائف جديدة بأجور جيدة يمكن التباهي بها في قطاعي الطاقة الخضراء والمكونات الإلكترونية، ومع النقابات خلفنا، فإن بايدن وهاريس في موقع جيد للاستمرار في الفوز بناخبين في جنوب غرب" البلاد.

ويصوّب بايدن اهتمامه على أريزونا، لكونها شكّلت السباق الأقرب خلال المواجهة الأولى مع ترامب قبل أربع سنوات، حيث تغلب بايدن على ترامب بفارق 10,457 صوتاً فقط، أو بنسبة 0,3 في المائة. وعلى الرغم من وصف ترامب للمهاجرين بـ"المغتصبين" وتجار المخدرات الذين يعبرون الحدود من المكسيك، فإن الناخبين اللاتينيين باتوا يميلون أكثر إلى الجمهوريين.

حاجة بايدن إلى دعم الأقليات

وقد يكون الناخبون اللاتينيون، والذين يمثلون بحسب بعض التقديرات، نحو ربع الأصوات في أريزونا في الانتخابات الرئاسية، يمسكون بأحد مفاتيح البيت الأبيض. ويحتاج بايدن إلى دعم الأقليات، فوفقاً لمسح أجراه مركز "أسوشييتد برس ـ نورك للشؤون العامة"، انخفضت الموافقة بين الناخبين السود على بايدن من 94 في المائة في يناير/كانون الثاني 2021 إلى 58 في المائة في شهر فبراير/شباط الماضي. كما انخفض تأييد اللاتينيين له من 70 في المائة في يناير 2021 إلى 38 في المائة الشهر الماضي. كما أن الناخبين الذين هم ما دون سن الـ45، أيدوه بنسبة 63 في المائة في يناير 2021، بينما يحظى بايدن حالياً بتأييد 35 في المائة منهم فقط.

تمثل الفئة اللاتينية بحسب بعض التقديرات، نحو ربع الأصوات في أريزونا في الانتخابات الرئاسية

 

وفي تعويله على كسبه مزيداً من شرائح العمال، فإن بايدن ينطلق من كسبه في يناير الماضي أصوات نقابة "عمال السيارات المتحدين"، أكبر نقابة للعاملين في قطاع السيارات في الولايات المتحدة، مما يتيح له مجالاً أكبر من ترامب للظفر بمزيد من أصوات الاتحادات النقابية.

بموازاة ذلك، نجحت إدارة بايدن مساء الثلاثاء، في التوصل إلى تسوية مع الجمهوريين في مجلس النواب، لرفع عدد تأشيرات إعادة التوطين للأفغان الذين عملوا لمصلحة الولايات المتحدة، خلال غزوها أفغانستان بين عامي 2001 و2021.

وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، النائب الجمهوري مايكل ماكول، أن الاتفاق سيسمح بمنح 12 ألف تأشيرة إضافية، التي ستسهّل للأفغان عملية الحصول على الجنسية الأميركية. وجاء هذا الإعلان خلال جلسة استماع الثلاثاء لاثنين من كبار الجنرالات الأميركيين السابقين، لم يحدد اسميهما، واللذين شهدا بأن الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة يواجهون حملة انتقامية منهجية من قبل حركة طالبان في أعقاب الانسحاب الأميركي في أغسطس/آب 2021.

وسبق أن تم توطين آلاف الأفغان ضمن برنامج بايدن المتعلق بهم المقرر أن ينتهي عام 2026. واعتباراً من 1 مارس/آذار الحالي، كان هناك أكثر من 80 ألف أفغاني في مرحلة إجراءات الحصول على التأشيرة.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز)

المساهمون