بايدن يدعو من بلفاست إلى حل أزمة أيرلندا الشمالية

12 ابريل 2023
دعا بايدن القوى السياسية لتجاوز انقساماتها وإنهاء الشلل المؤسّساتي (فرانس برس)
+ الخط -

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، بعيد وصوله إلى أيرلندا الشمالية في زيارة يقوم بها "كصديق"، القوى السياسية المحليّة لتجاوز انقساماتها وإنهاء شلل مؤسّساتي تعاني منه البلاد التي تعدّ جزءًا من المملكة المتحدة، بعد ربع قرن من توقيع اتفاقيات السلام.

وبايدن، الذي قلّما يفوّت فرصة إلا ويذكّر فيها بأصوله الإيرلندية من جهة والدته، استهلّ خطاباً ألقاه في جامعة بلفاست بالتذكير بجذوره البريطانية من ناحية والده، في لفتة نادرة من قبله.

ويزور الرئيس الأميركي أيرلندا الشمالية لإحياء ذكرى مرور 25 عاماً على توقيع اتفاقيات السلام في 10 إبريل/ نيسان 1998.

لكن إحياء هذه الذكرى يتزامن مع واقع سياسي مرير تمرّ به البلاد.

ويسود شلل فعلي المؤسسات المحلّية التي أُنشئت قبل ربع قرن والتي يتشارك فيها السلطة الوحدويون الموالون للندن وأغلبيتهم من البروتستانت، والجمهوريون الداعون للانفصال عن بريطانيا والانضمام إلى جمهورية أيرلندا وأغلبيتهم من الكاثوليك.

"عبرة" 

وفي خطابه، ذكّر بايدن بأنّه قبل ثلاثة عقود لم يكن ممكناً للمرء أن يتخيّل أنّ مبنى جامعة بلفاست، المشيّد بالكامل من الزجاج والصلب، سيكون على هذه الحال في مدينة كانت أوصالها مقطّعة بالأسلاك الشائكة وتهزّها تفجيرات واشتباكات دامية.

وأُطلق على تلك المرحلة اسم "الاضطرابات" وقد راح ضحيتها 3500 قتيل.

وأضاف الرئيس الأميركي في خطابه أنّ "العبرة من اتفاقيّات الجمعة العظيمة هي أنّه عندما تبدو الأمور هشّة للغاية، تكون الحاجة ماسّة للأمل والجهد".

ونوّه بايدن بالإمكانيات الاقتصادية لأيرلندا الشمالية، البلد الذي يعاني من صعوبات مالية، والذي تعهّدت واشنطن بضخّ استثمارات فيه.

وقال "آمل أن يعاد قريباً إرساء البرلمان والحكومة (المحلّيين)"، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ القرار النهائي بهذا الشأن يعود للقادة السياسيين المحلّيين.

وقبل إلقائه خطابه، التقى الرئيس الأميركي بقادة الأحزاب الخمسة الرئيسية في أيرلندا الشمالية، بما في ذلك "الحزب الوحدوي الديمقراطي" الذي لا يخفي حذره من بايدن، الرئيس الكاثوليكي الذي يفاخر بجذوره الأيرلندية.

شلل سياسي 

وعلى مدى أكثر من عام، رفض هذا الحزب المشاركة في المؤسسات المشتركة التي تتمتع بحكم ذاتي في أيرلندا الشمالية وهي من مكتسبات اتفاق السلام.

ويرفض الحزب المشاركة في هذه المؤسسات لاعتراضه على وضع الحدود البرية الحساس جدا مع جمهورية أيرلندا بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وخلال زيارته القصيرة إلى أيرلندا الشمالية، التقى بايدن لفترة وجيزة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي قال إن العلاقات الثنائية "جيّدة جدّاً".

لكنّ زيارة بايدن الخاطفة والاجتماع القصير جداً الذي عقده مع سوناك، أعطيا لندن انطباعاً بأنّ الرئيس الأميركي يؤدّي الحدّ الأدنى المطلوب.

وبعد ذلك، يبدأ بايدن الجزء الشخصي والعائلي من زيارته في أيرلندا.

هجرة

وبايدن، الذي سبق له أن زار أيرلندا عندما كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما، يتغنّى بأصوله الأيرلندية بعدما هاجر أجداده إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر بحثا عن حياة أفضل.

وحرص البيت الأبيض على تفصيل شجرة عائلة الرئيس للصحافيين، وتقديم سلسلة من التفاصيل الطريفة حول أجداد الرئيس.

ويسعى الرئيس الأميركي إلى تحويل الزيارة إلى منصة سياسية، إذ ينوي الترشح للانتخابات في العام 2024.

ويريد أن يبرهن للطبقة المتوسطة المحبطة بأن "الحلم الأميركي" لا يزال ممكنا مع التشديد على أنه يأتي من عائلة عاملة ومتواضعة الحال.

وينوي بايدن زيارة بلدتين أيرلنديتين، يقول خبراء في علم الأنساب إنّ أجداده أتوا منهما، وهما لوث ومايو.

وفي مدينة بالينا الصغيرة الواقعة في الشمال الغربي تنتشر الأعلام الأميركية حول لوحة جدارية تزين حانة محلية، منذ فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وبين المحطتين، يقوم الرئيس الأميركي بزيارة إلى دبلن تتخللها لقاءات ثنائية وخطاب أمام البرلمانيين.

(فرانس برس)