بايدن يدشن الجمعة حقبة جديدة باستضافته قمة تجمع زعيمي اليابان وكوريا الجنوبية

16 اغسطس 2023
ترغب واشنطن بتشكيل جبهة موحدة متينة في مواجهة طموحات الصين (براندون سميالوفسكي/ فرانس برس)
+ الخط -

يسطّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يفخر بخبرته الدبلوماسية، إنجازاً لا يمكن إنكاره، عبر استضافته الجمعة أول قمة تجمع قادة كوريا الجنوبية واليابان، وهما دولتان يفرقهما ماضٍ من العلاقات الصعبة تاريخياً.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن اللقاء يدشن "عصراً جديداً من التعاون الثلاثي".

ويعمل بايدن على تبديد العداء بين القوتين الإقليميتين، والذي يعود إلى الرواسب المؤلمة للاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910 و1945. فالولايات المتحدة، حليفة كل من اليابان وكوريا، ترغب في تشكيل جبهة موحدة متينة في مواجهة طموحات الصين.

ومن أجل التأكد من إيصال رسالة التفاهم الودّي هذه، اختار بايدن استقبال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، في كامب ديفيد، وهو مكان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الدبلوماسية الأميركية.

كامب ديفيد

في كامب ديفيد، وهو مقر للرؤساء الأميركيين قريب من واشنطن، تم توقيع اتفاقيات السلام بين مصر وإسرائيل في سبتمبر/ أيلول 1978. لكن الموقع لم يستضف أي اجتماع دولي منذ عام 2015.

ويعتزم القادة الثلاثة الإعلان عن اتفاقات تعاون في مجال الصواريخ، والاستخبارات، والتكنولوجيا المتقدمة. كما سيتعهدون بتعزيز رؤية "منطقة الهندي والهادئ، باعتبارها منطقة بحرية حرة، ومفتوحة، ومتماسكة، وآمنة، ومتصلة"، كما أوضح بلينكن. وذلك يعني بصراحة أنها منطقة لا تخضع لنفوذ الصين وحدها.

منذ انتخابه في العام الماضي، سعى الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول لحلّ خلافات صعبة على صلة بالعمل القسري الذي خضع له العديد من الكوريين خلال الحقبة الاستعمارية.

في مايو/ أيار، قام الرئيس الكوري الجنوبي بأول زيارة من نوعها إلى اليابان منذ اثنتي عشرة سنة. وأعلن الثلاثاء، خلال الاحتفال بذكرى تحرير كوريا الجنوبية، أن البلدين أصبحا "شريكين".

ولا تحظى سياسة التقارب هذه بالضرورة بتأييد الكوريين الجنوبيين، كما يُنظر إليها بتشكيك في اليابان، وفق ما يشير إليه كريستوفر جونستون، الخبير في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية.

ويضيف أن القمة تهدف إلى "تثبيت التقدم الذي تم تحقيقه بحيث يكون من الصعب على القادة المستقبليين العودة إلى الوراء".

ويبدو السياق الدولي مناسباً للتقارب، فطوكيو وسيول تبديان القلق نفسه تجاه كوريا الشمالية. أما الصين، فهي تثير أيضاً القلق في كوريا الجنوبية، كما في اليابان، حيث ينظر 80 بالمائة على الأقل من السكان البالغين نظرة سلبية إليها، وفقاً لدراسة أجراها مركز أبحاث بيو العام الماضي.

وتتحالف طوكيو وسيول مع واشنطن أيضاً لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال بلينكن إن "اليابان وكوريا الجنوبية هما حليفتان رئيسيتان، ليس فقط في المنطقة، بل في كلّ أنحاء العالم".

وتقول الخبيرة في مجلس العلاقات الخارجية شيلا سميث، إن "أهمية هذه الصيغة ثلاثية الأطراف تتجاوز المشكلات الأمنية المحددة المتعلقة بكوريا الشمالية، بل يمكن أن تخدم أيضاً الأهداف الأوسع" للولايات المتحدة في آسيا.

والتقى بايدن وكيشيدا ويون سوك معاً مرات عدة على هامش لقاءات دولية، ولكن ليس في إطار قمة رسمية.

واستقبل الرئيس الأميركي نظيره الكوري الجنوبي، في زيارة دولة تخللها عشاء رسمي، قام خلاله يون سوك يول بإضفاء بعض السرور على الحضور، عندما أدى أغنيته المفضلة "أميريكان باي" أمام الضيوف.

(فرانس برس)

المساهمون