تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، بالعمل مع الجمهوريين، فيما أشار مجدداً إلى أن لديه "النية" للترشح لولاية ثانية في عام 2024.
وقال بايدن، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "لقد أوضح الشعب الأميركي، على ما أعتقد، أنه يتوقع أن يكون الجمهوريون مستعدين للعمل معي أيضاً"، مضيفاً أنه "يتفهم أن الناخبين مصابون بخيبة أمل، على الرغم من أداء الديمقراطيين التنافسي المفاجئ".
وأشاد بايدن بانتخابات منتصف الولاية التي نُظّمت الثلاثاء في الولايات المتحدة، ووصفها بأنها "يوم جيد للديمقراطية" بعدما نجح معسكره في الحد من الأضرار، على الرغم من أن التوقّعات كانت تفيد بتقدّم الجمهوريين على الديمقراطيين في مجلس النواب.
وقال بايدن: "حصلت انتخابات أمس. أعتقد أنه كان يوماً جيداً للديمقراطية، ويوماً جيداً للولايات المتحدة". وتابع: "فيما كانت توقعات الصحافة والخبراء تشير إلى موجة حمراء، لم يحصل ذلك"، في إشارة إلى اللون الذي يعتمده الحزب الجمهوري.
وليل الثلاثاء ــ الأربعاء، بدا الجمهوريون في موقع جيد للفوز بالأغلبية في مجلس النواب، لكن بفارق ضئيل. أما في مجلس الشيوخ، فانتزع معسكر الرئيس الديمقراطي جو بايدن البالغ من العمر 79 عاماً من الجمهوريين المقعد الذي كان موضع التنافس الأشدّ في هذه الانتخابات.
والأربعاء، أقرّ الرئيس الأميركي بأن "كثراً يعانون". وقال: "عبّر الناخبون بوضوح عن هواجسهم من ارتفاع الأسعار (...) وضرورة خفض التضخم"، متطرقاً كذلك إلى القلق إزاء "الجرائم" والأمن"، علماً بأن الجمهوريين كانوا قد ركّزوا كثيراً خلال حملاتهم على هذه الملفات.
وتابع: "أود أن أشكر خصوصاً شبان هذا البلد الذين قيل لي (...) إنهم صوّتوا بنسب قياسية، على غرار ما حصل قبل عامين".
وأبدى الرئيس الأميركي "استعداده" للعمل مع المعارضة الجمهورية في الكونغرس، مؤكداً انفتاحه على كل "الأفكار الجيدة"، وشدد على أن مستقبل الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون أسير "حرب سياسية لا نهاية لها". وأشار بايدن إلى أنه سيدعو قريباً قادة المعارضة إلى اجتماع في البيت الأبيض.
الترشح لولاية ثانية
وأشار بايدن مجدداً إلى أن "لديه النية" للترشح لولاية ثانية في عام 2024، لكنه قال إنه سيؤكد ذلك "مطلع العام المقبل"، وقال: "لدي النية للترشح"، لكنه شدد على أن الأمر ينطوي على "قرار عائلي".
والأربعاء، أوضح بايدن أن خياره لا يتوقّف على منافسه الجمهوري دونالد ترامب الذي يعتزم إصدار إعلان الأسبوع المقبل من منتجع مارالاغو في فلوريدا بشأن ترشّحه لانتخابات عام 2024. وأشار إلى أنه "غير مستعجل لاتّخاذ الخيار اليوم أو غداً أو في أي وقت، لا يهمّ ما يفعله سلفي".
انسحاب روسيا من خيرسون
على صعيد آخر، قال بايدن إن الأمر الروسي بإجلاء القوات من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بالقرب من مدينة خيرسون الأوكرانية يظهر أن موسكو تواجه "مشاكل حقيقية" في جيشها.
وأضاف بايدن في تصريحات للصحافيين أنه أمر لافت للانتباه أن روسيا انتظرت حتى بعد انتخابات الكونغرس الأميركي لإعلان الانسحاب. وتابع قائلاً: "هذا دليل على حقيقة أن لديهم بعض المشاكل الحقيقية التي تواجه الجيش الروسي".
وقال إن الانسحاب سيسمح للطرفين بإعادة ضبط وضعه خلال الشتاء، لكن ليس واضحاً بعد ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة للمساومة مع روسيا.
صفقة تبادل سجناء تشمل غراينر
وأعرب بايدن عن أمله بأن يبدي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعدما انتهت انتخابات منتصف الولاية، استعداداً أكبر لبحث صفقة تبادل سجناء تشمل لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر المسجونة في روسيا.
وقال بايدن: "آمل الآن بعدما انتهت الانتخابات أن يكون بوتين قادراً على النقاش معنا، وأن يكون مستعداً للبحث بجدية أكبر في صفقة تبادل سجناء".
"خطوط حمراء"
وأعرب بايدن الأربعاء عن أمله بالتحدث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ في الخطوط الحمراء لبلديهما خلال حضورهما قمة مجموعة العشرين في بالي الأسبوع المقبل. وقال بايدن في مؤتمر صحافي بعد انتخابات منتصف الولاية: "ما أريده منه عندما نتحدث، تحديد (...) ما هي خطوطنا الحمراء".
بايدن: علاقات إيلون ماسك بالدول الأخرى "تستحق أن يُنظر فيها"
وقال بايدن إنه يعتقد أن علاقات رئيس شركة تويتر، إيلون ماسك، بالدول الأخرى تستحق أن يُنظر فيها. وأضاف بايدن: "أعتقد أن تعاون إيلون ماسك و/أو علاقاته الفنية بدول أخرى تستحق أن يُنظر فيها". وتابع: "أنا لا أشير إلى ما إذا كان يفعل أي شيء غير ملائم. أنا أقول إنها تستحق أن يُنظر فيها".
وكان بايدن يجيب عن سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أن ماسك يمثل تهديداً للأمن القومي، وما إذا كان ينبغي أن تحقق الحكومة الأميركية في استحواذه على تويتر بمساعدة من مجموعة سعودية.
(وكالات، العربي الجديد)