أعلنت برلين، مساء الإثنين، في ختام مؤتمر عبر الفيديو جمع الرئيس الأميركي جو بايدن بقادة عدد من الدول الأوروبية، بمن فيهم المستشار الألماني أولاف شولتز، أنّ القادة الغربيين جدّدوا دعمهم "غير المشروط" لوحدة أراضي أوكرانيا، وتوعّدوا روسيا بـ "عواقب وخيمة" إذا ما شنّت "عدواناً" ضدّ جارتها الغربية.
وقال متحدّث باسم المستشارية الألمانية، إثر الاجتماع الذي شارك فيه قادة كلّ من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا، إنّ القادة الغربيين "أجمعوا على أنّه من مسؤولية روسيا أن تتّخذ مبادرات واضحة للتهدئة".
من جهته، أعلن بايدن، الإثنين، في ختام المؤتمر عبر الفيديو، التوصّل إلى اتفاق "تام" بشأن التعامل مع التهديد العسكري الروسي عند الحدود مع أوكرانيا. وقال بايدن للصحافيين إثر انتهاء الاجتماع مع حلفاء من أوروبا وحلف شمال الأطلسي "أجريت لقاءً جيداً جداً جداً جداً (...) هناك إجماع تام مع القادة الأوروبيين".
Today, I spoke with European leaders in response to Russia’s military buildup on Ukraine’s borders. We discussed our joint efforts to deter further Russian aggression, such as preparations to impose severe economic costs on Russia and reinforce security on the eastern flank. pic.twitter.com/2XvTTvdLJl
— President Biden (@POTUS) January 24, 2022
وكانت واشنطن قد أعلنت أنّ الرئيس بايدن سيعقد هذا "المؤتمر الآمن عبر الفيديو" من "غرفة العمليات" في البيت الأبيض وسيتباحث خلاله في الملف الأوكراني مع كلّ من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، والرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وأوضح البيت الأبيض، في بيان، أنّ هذا المؤتمر عبر الفيديو "يندرج في إطار تبادلاتنا وتنسيقنا الوثيق مع حلفائنا وشركائنا عبر المحيط الأطلسي ردّاً على تعزيز روسيا وجودها العسكري على الحدود الأوكرانية".
وأتى الإعلان عن هذه القمّة بعدما برزت، الإثنين، تباينات في مواقف الأوروبيين والأميركيين إزاء هذه الأزمة الحادة والموقف الواجب اتخاذه تجاه روسيا.
وتلقّت ألمانيا على وجه الخصوص انتقادات شديدة من جانب أوكرانيا بسبب رفض برلين تسليم كييف أسلحة، حتى الدفاعية منها، خلافاً لما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول البلطيق.
ووفقاً للبيان الألماني فإنّ القادة الغربيين أعربوا خلال مؤتمرهم عن "قلقهم البالغ" إزاء إعادة تجميع القوات الروسية على الحدود الشرقية لأوكرانيا، واتّهموا موسكو بأنّها مصدر "التوترات الحالية".
لكنّ البيان شدّد في الوقت نفسه على أنّ "قضية الأمن والاستقرار في أوروبا يمكن حلّها من خلال المفاوضات".
وأكّد القادة أيضاً، وفقاً للمصدر نفسه، "استعدادهم لمواصلة الجهود الدبلوماسية في هذا الاتجاه"، وذكروا بالخصوص صيغة النورماندي التي تضمّ ممثلين عن كل من روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا.
وأعلن البنتاغون، الإثنين، أنّ الولايات المتّحدة وضعت ما يصل إلى 8500 عسكري في حالة تأهّب قصوى استعداداً لاحتمال نشرهم في عداد قوات حلف شمال الأطلسي إذا ما اجتاحت روسيا أوكرانيا.
وإذا تقرّر إرسال هؤلاء العسكريين إلى الخارج فستكون مهمّتهم دعم قوة الردّ السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي والبالغ عديدها 40 ألف عسكري.
(فرانس برس، العربي الجديد)