باكستان تتوعد باستهداف المسلحين داخل أفغانستان

29 يونيو 2024
شرطة الحدود الباكستانية عند معبر تورخام بين أفغانستان وباكستان، 6 ديسمبر 2023 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وزير الدفاع الباكستاني يتهم أفغانستان بأنها مصدر الإرهاب وملاذ للمسلحين الذين يهاجمون باكستان، مؤكدًا حق بلاده في الدفاع عن نفسها واستهداف هؤلاء المسلحين داخل الأراضي الأفغانية.
- الحكومة الباكستانية تعلن عن عملية "عزيمة الأمن" لاستهداف المسلحين وقادة طالبان الباكستانية في أفغانستان، وسط معارضة من الأحزاب السياسية والدينية وقبائل المنطقة التي ترى في العملية "عزيمة الدمار".
- الزعيم الديني المولوي فضل الرحمن يشكك في فعالية العملية العسكرية وينتقد أداء أجهزة الأمن الباكستانية، بينما حزب عمران خان والأحزاب القومية يعارضون العملية، وطالبان تؤكد على سيادة أفغانستان وحقها في الرد.

أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجه أصف، الجمعة، أن "الإرهاب يصدر من أفغانستان" إلى بلاده، مشيراً إلى أن الجماعات المسلحة التي تنشط في باكستان تتخذ من الأراضي الأفغانية مقراً لها، ما يمنح باكستان حق الدفاع عن نفسها واستهداف المسلحين داخل الأراضي الأفغانية.

وقال خواجه أصف، في كلمة أمام جلسة البرلمان، إن بلاده "تعاني من أشد أنواع أعمال العنف وأن دماء الباكستانيين تُراق كل يوم". وأضاف: "لدينا أدلة تثبت أن المسلحين يعبرون الحدود الأفغانية". وأشار الوزير إلى أن "باكستان وأفغانستان بلدان شقيقان"، مؤكداً أنه "إذا أرادت أفغانستان أن تعيش في أمن وسلام مع باكستان، فهذا أمر مرحب به". ومع ذلك، شدد على أن بلاده "لها حق الدفاع والرد على أي تهديد". كما طلب من المعارضة الباكستانية التعامل مع القضية بجدية وعدم استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية على حساب أمن البلاد، مشيراً إلى أن "الأمر يتعلق بدماء الباكستانيين".

عزيمة الأمن

وكان وزير الدفاع الباكستاني قد أكد، الخميس، في تصريح له، أن عملية "عزيمة الأمن" التي أعلنت عنها الحكومة هذا الأسبوع قد تستهدف المسلحين وقادة طالبان الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية. وأوضح أن "باكستان لن تساوم على أمنها واستقرارها، وكل من يعبث بأمن البلاد سيُستهدف أينما كان".

في الوقت نفسه، أعلنت الأحزاب السياسية والدينية وقبائل المنطقة معارضتها العملية العسكرية الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة الباكستانية في الـ23 من شهر يونيو/حزيران الجاري. وفي السياق، قال الزعيم الديني المولوي فضل الرحمن، زعيم جمعية علماء باكستان، إن العملية لن تكون "عزيمة الأمن"، بل ستكون "عزيمة الدمار والويلات". وأوضح أن صناع القرار في باكستان "يتعاملون مع القضية بسذاجة وعجالة"، مشيرًا إلى أن شن العملية الجديدة في منطقة القبائل لن يعود بخير.

وفي ما يتعلق بوجود المسلحين في أفغانستان وعبورهم الحدود، أوضح الزعيم الديني أن "باكستان تدعي أن المسلحين يدخلون من الأراضي الأفغانية وينشطون في باكستان". وأكد قائلاً: "لبلادنا جيش قوي واستخبارات قوية، فلماذا لا نسأل أنفسنا كيف يدخل المسلحون بلادنا في ظل وجود القوات المسلحة والاستخبارات ويعبرون عشرات الأميال ثم ينشطون عسكريًا؟". وشدد على أن ذلك "يثير تساؤلات حول أداء أجهزة الأمن الباكستانية".

كذلك، عارض حزب عمران خان والأحزاب القومية العملية العسكرية، وطلبت عدم شنها. وحتى الآن، لم تعلق حكومة طالبان على تصريحات وزير الدفاع الباكستاني. ومع ذلك، كانت طالبان قد ردت بقوة في السابق على أي عملية نفذتها القوات الباكستانية داخل الأراضي الأفغانية، مؤكدة أنها "لا تساوم على سيادة أفغانستان ولن تتنازل عن حق الرد".