باشاغا يرفض إجراء انتخابات تشريعية في مناطق دون غيرها: "تزرع الفتنة والانقسام"

17 مارس 2022
دعا نورلاند الدبيبة إلى التعامل مع فتحي باشاغا لتجنّب تصعيد التوترات (فيسبوك)
+ الخط -

أكد رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، الخميس، أن الانتخابات لا يمكن أن تُجرى في ظل الانقسام والصراعات، في وقت شجع فيه السفير الأميركي ريتشارد نورلاند، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، على التعامل مع باشاغا.

وجاء تأكيد باشاغا في معرض ترحيبه بكلمات رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي، ووكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، في اجتماع مجلس الأمن يوم الأربعاء.

وبحسب بيان أصدره المكتب الإعلامي لباشاغا، مساء الخميس، اعتبر باشاغا أن كل الكلمات في الاجتماع أكدت إجراء انتخابات ليبية وطنية رئاسية وتشريعية شفافة ونزيهة في كامل ليبيا تحقيقاً لآمال أكثر من مليوني ناخب، وبما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ومؤتمرات برلين 1، وبرلين 2، وباريس.

وشدد على أن أي مبادرات تهدف إلى عقد انتخابات تشريعية فقط في بعض المناطق الليبية دون أخرى قد تؤدي إلى خلق الانقسام وزرع الفتنة بين الليبيين.
وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة خاصة بمناقشة المستجدات في ليبيا، يوم الأربعاء، دعا فيها الأطراف الليبية إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار.


السفارة الأميركية: شجعنا الدبيبة على التعامل مع باشاغا من أجل تجنّب تصعيد التوترات

من جانب آخر، قالت السفارة الأميركية في ليبيا إن سفيرها والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الخميس، أجرى زيارة لطرابلس التقى فيها عدداً من المسؤولين.

وتبعاً للموقع الرسمي للسفارة الأميركية، فقد شارك السفير في اجتماع مجموعة العمل الاقتصادية لعملية برلين من أجل تعزيز التقدم في المسار الاقتصادي لليبيا، ولبحث إمكانية المساعدة في معالجة الفوارق الاقتصادية لما له من دور في استقرار الوضع السياسي.

وأكد نورلاند مواصلة بلاده دعم الغالبية العظمى من الليبيين الذين ينتظرون الانتخابات ويطالبون بفرصة للإدلاء بأصواتهم من أجل مستقبل بلادهم، وقال: "ركزنا على دعمنا للتقدم المستمر على المسار الاقتصادي كعنصر أساسي لضمان الاستقرار والازدهار المشترك، وإنهاء المرحلة الانتقالية الصعبة والطويلة في ليبيا". والتقى نورلاند، خلال زيارته، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، وأكد دعم بلاده لعملية تقودها ليبيا، بتيسير من المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، تؤدّي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة في أسرع وقت ممكن.


وأكد نورلاند أنه شجع الدبيبة على التعامل مع رئيس الوزراء المكلّف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا، من أجل تجنب تصعيد التوترات التي قد تؤدي إلى العنف، كذلك دعاه إلى إعادة فتح المجال الجوي الليبي أمام جميع الرحلات الجوية الداخلية.

وبحسب السفارة الأميركية، دعا نورلاند خلال جملة لقاءاته في طرابلس إلى ضرورة أن تُبنى إدارة عائدات النفط الليبي على ركيزة الشفافية واستقلال المؤسسات السيادية من أجل بقائها بمنأى عن التجاذبات السياسية.

وأشارت السفارة إلى أن نورلاند اعتبر في سياق الأحداث العالمية الحالية، ولا سيما الاجتياح الروسي غير المبرر لأوكرانيا، أن بإمكان ليبيا الاستفادة من أسعار النفط المرتفعة الحالية وتساعد في تهدئة أسواق الطاقة العالمية، إذا حصلت المؤسسة الوطنية للنفط على الموارد اللازمة لتعزيز الإنتاج.

قلق أممي إزاء "الاستقطاب" السياسي المستمر في ليبيا

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الخميس، عن القلق العميق إزاء "الاستقطاب السياسي" المستمر في ليبيا.

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه غوتيريس مع باشاغا، وفق ما ذكر ستيفان دوجاريك، متحدث الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.

وقال دوجاريك إن "الأمين العام ناقش مع باشاغا في محادثة هاتفية آخر التطورات في ليبيا، حيث أعرب عن قلقه العميق إزاء الاستقطاب السياسي المستمر في ليبيا، والذي يحمل مخاطر كبيرة على الاستقرار الليبي الذي تم تحقيقه بشق الأنفس".

وأردف دوجاريك قائلاً إن "الأمين العام شدد خلال المكالمة على ضرورة أن تحافظ جميع الجهات الفاعلة على الهدوء والاستقرار على الأرض، فيما كرر رفض الأمم المتحدة القاطع لاستخدام العنف والترهيب وخطاب الكراهية".

وتابع: "أوضح الأمين العام أن المأزق الحالي يتطلب حواراً عاجلاً لإيجاد طريق توافقي للمضي قدماً، وكرر دعمه الكامل لجهود الوساطة التي تقوم بها مستشارته الخاصة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز".

ورداً على أسئلة الصحافيين بشأن من هو رئيس الوزراء الليبي الذي تتعامل معه الأمم المتحدة حالياً، قال دوجاريك: "هناك مراكز قوى متنافسة في ليبيا.. وهدفنا تخفيف حدة الوضع حتى تتضح الأمور للشعب الليبي ويتحقق لهم السلام".

المساهمون