شدد وزير الداخلية الليبي السابق فتحي باشاغا، اليوم السبت، على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، من أجل توحيد ليبيا وتنميتها، داعياً في الوقت نفسه تركيا إلى فتح قنوات حوار مع الشرق الليبي.
وخلال لقاء مع مفكرين وأكاديميين وصحافيين أتراك في إسطنبول، تحدث باشاغا عن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، كاشفاً أنّ الشرق الليبي يدرك أنّ الانتخابات الرئاسية يصعب الفوز بها، فيركز على الانتخابات البرلمانية، بينما القوى الغربية تركز على الانتخابات الرئاسية.
ومضى قائلاً: "توقفت الحرب حالياً وهناك تقارب بين الشرق والغرب وبدأ يتم تأسيس نوع من الأمن عبر بدء حركات الطيران وفتح الطرق الساحلي، يجب على تركيا أن تنظر بعيون أخرى وتفتح جسور العلاقات مع المنطقة الشرقية".
وأضاف "كان دور تركيا إيجابياً في المنطقة الغربية، ونأمل لها أن يكون لها دور إيجابي في المنطقة الشرقية عبر فتح قنوات الحوار معها، نريد أن تشهد المنطقة نهضة كبيرة وعلمية لنتمكن من النهوض بليبيا".
وأكمل "تحسنت العلاقة مع مصر وهناك سفير لمصر في الغرب ولهذا نطلب من تركيا أن تكون في الشرق والغرب، الليبيون تهمهم مصر أكثر من الإمارات لأنها جارة ودولة كبيرة بخلاف الإمارات البعيدة. نريد تقليل أعداد أعدائنا".
باشاغا: كيف يمكن أن نحصل على رئيس قوي دون أن يكون دكتاتورياً؟ لا بد من أن يتم الانتخاب من الشعب مباشرة
وفيما يخص الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المنتظرة في ديسمبر/كانون الأول المقبل، قال باشاغا: "الانتخابات تسير بالرغم من أنّ بعض الأطراف السياسية لا تريد الانتخابات وبقاء الوضع كما هو، واتجاه الانتخابات مندفع بقوة لأنها رغبة الشعب الليبي وليس السياسيين".
وشدد على أنّ "ليبيا بحاجة لرئيس قوي يتخذ القرار السليم وينتقل للتنمية، لكن لا نريد حكماً دكتاتورياً وعسكرياً، كيف يمكن أن نحصل على رئيس قوي دون أن يكون دكتاتورياً؟ لا بد من أن يتم الانتخاب من الشعب مباشرة وتصبح لديه سلطة مستمدة من الشعب ومن كل مناطق ليبيا".
ولفت إلى أنّ اللواء المتقاعد خليفة حفتر "فقد شعبيته بين الشعب في المنطقة الشرقية لأنه فقد مشروعه، والناس فقدوا أولادهم، واعتدى على العاصمة وخسر بقية المناطق، والناس دائماً يبتعدون عن الخاسر".
وخلال اللقاء، تحدث باشاغا ردّاً على انتقادات حول تصرف حكومة "الوفاق الوطني" بالمفاوضات وكأنها الطرف الخاسر في حرب طرابلس، وأن العكس كان هو الصحيح، أجاب "كانت القوات المهاجمة لطرابلس على قرب 17 كيلومتراً من المركز، وطلبت الحكومة التركية قدومنا لإسطنبول وطلبوا منا قبول التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار في موسكو ورفضنا وقلنا هذه هزيمة".
وأردف "استدعانا الرئيس رجب طيب أردوغان وقال ضروري ذهابكم إلى روسيا وحاولنا رفض ذلك، لكن تركيا شريك في الأخير واضطررنا للذهاب إلى روسيا بناء على رغبة الحكومة التركية، كنا لا نقبل حواراً مع قوات حفتر".
وشدد على "ضرورة الحفاظ على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا لما فيها من مصلحة للبلدين".
من ناحيته، قال الأميرال البحري التركي المتقاعد جهاد يايجي وهو قائد أركان سابق، في اللقاء، إنّ "القوات العسكرية التركية بقيت 6 أشهر ونصف قبالة السواحل الليبية لم تر اليابسة وتعيش على المعلبات، وتحمّلت تلك القوات مخاطر القصف من قبل قوات حفتر، كما دمرت تلك القوات الطائرات المسيرة التابعة لقوات حفتر ووفرت الحماية لطرابلس".
وحذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش، أمس الجمعة، من عدم عقد الانتخابات الليبية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، خلال إفادة أدلى بها أمام مجلس الأمن الدولي حول مستجدات الأزمة الليبية.