بارود التطرف الصهيوني... المسكنات لا تنفع

06 يناير 2023
كرر بن غفير اقتحاماته للمسجد الأقصى (مصطفى الخروف/الأناضول)
+ الخط -

يبدو أن الإقليم والعالم بحاجة إلى التذكير بأن برميل بارود التطرف الصهيوني-الديني ما عادت تنفع معه مسكنات "تبريده". فلا محاولات الأمم المتحدة التذكير تكراراً بـ"عدم مشروعية الاحتلال"، ولا ما يسمى في المنطقة "الحفاظ على الأمن والاستقرار"، مع نغمة "أسف" و"حزن"، بدل "الشجب والاستنكار"، ستوقف انفلات التطرف الفاشي في دولة الاحتلال.

المسألة لا تتعلق فقط باقتحامات لباحات المسجد الأقصى، ممن تسميهم بعض صحف غربية "وزراء داعمين للتطرف والإرهاب"، ولا بالاعتداءات المتكررة على الكنائس والمقابر المسيحية في القدس المحتلة، (الأربعاء الماضي). فإيتمار بن غفير، وبقية رهط جماعات الإرهاب الاستيطاني، لم يهبطوا فجأة من السماء.

والقصة الفلسطينية أبسط من كل الأكاذيب التي سيقت طيلة ثلاثين سنة من مسكنات "حل الدولتين"، أو "الأرض مقابل السلام".

الوقائع، في أرشيف الأمم المتحدة ومجلس أمنها، معروفة. فكلما تساهل العالم مع إسرائيل كلما انتفخ برميل البارود، وظن أصحابه أنهم في حلّ من تبعات التحوّل إلى "الأبرتهايد"، وزادت شهية من هم على شاكلة بنيامين نتنياهو وحلفائه بأخذ العالم رهينة تهمة سخيفة عن "معاداة السامية".

من العبث اليوم السير في ذات السياسات العربية-الفلسطينية السابقة، مع كل هذا الانكشاف الصهيوني، الذي يدفع ببعض الصحافة الأوروبية إلى إطلاق نعوت على تل أبيب، تخشاها بعض دول عربية، ودعوات إلى فرض عقوبات ومقاطعة شاملة لدولة الاحتلال، بينما يصر البعض على "التطبيع" وهراء "العودة إلى طاولة المفاوضات".

من المثير، مثلاً، أن تكتب صحافية أوروبية أنها كلما تحدثت مع الإسرائيليين وجدتهم عاجزين عن الإجابة على سؤال بسيط: من هي الجماعة أو الحزب الذي يؤمن بالسلام عندكم؟ فالجواب لديهم هروب نحو تهمة "كراهية اليهود ومعاداة السامية".

ببساطة شديدة، الأمور في المنطقة لا تحتاج إلى كل هذا التلاعب والتذاكي باسم "الحفاظ على الوضع القائم" (بحجة حل الدولتين) بينما يجري علناً حرق كل المراحل، بالقتل والتهويد والابتزاز، لأجل إخضاع المجتمع الدولي والعربي إلى سردية "أرض إسرائيل" وشرعنة "الأبرتهايد".

أخيراً، صحيح أن مسؤولية كبيرة تقع على "المجتمع الدولي"، الذي أرسل بعضه، تهنئة لحكومة التطرف الصهيونية، ورغم ذلك فالمسؤولية الكبرى تكمن في إنهاء حالة رسمية فلسطينية مزرية، والتوقف عن الخفة التي يتعاطى فيها بعض الرسميين العرب مع قضية غير معقدة: إما زوال الاحتلال أو انفجار هذا البرميل بوجه الجميع.

المساهمون