باحثون في منتدى فلسطين السنوي: الإعلام الغربي يتواطأ في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة

11 فبراير 2024
خلال اليوم الثاني للمنتدى السنوي لفلسطين المنعقد في الدوحة (العربي الجديد)
+ الخط -

تحدث باحثون وإعلاميون عن تواطؤ وسائل الإعلام الغربية في جريمة الإبادة الجماعية في الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وحملت الندوة العامة الأولى، التي شهدها اليوم الثاني من المنتدى السنوي لفلسطين، الذي يعقد دورته الثانية في الدوحة، عنوان "العدوان على غزة في وسائل الإعلام الغربية والعربية"، وقدّم خلالها ثلاثة باحثين أفكارهم حول طريقة تناول وسائل الإعلام العربية والغربية للحرب على غزة.

المديرة المشاركة لشبكة السياسات الفلسطينية، يارا هواري، أشارت في مداخلتها إلى تواطؤ وسائل الإعلام الغربية في جريمة الإبادة الجماعية في الحرب من حيث شيطنة الفلسطينيين من ناحية، وهي أحد أهم عناصر تسويغ الاستعمار والإبادة، ومساعيها لحماية مشروع الاستيطان الاستعماري الصهيوني من ناحية أخرى.

وأضافت هواري: "بينما يعرّض الصحافيون الغزّيون حياتهم للخطر لتغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، ونشر الحقيقة كما تحدث على أرض الواقع،  تتجاهل وسائل الإعلام هذه في طريقة تغطيتها الأسس الأخلاقية لمهنة الإعلام والصحافة، وتعمد إلى نشر المعلومات المغلوطة ونزع الشرعية عن الأصوات الفلسطينية، وإيعاز كل ما يحدث في غزّة إلى حركة حماس".

وتابعت المديرة المشاركة لشبكة السياسات الفلسطينية: "أكثر التكتيكات خطورةً هي نزع الطفولة عن أطفال غزّة، والذين عوملوا بوصفهم مقاتلين وإرهابيين مُحتملين"، لافتة إلى أن ذلك ينطوي على "عواقب لا تنحصر على المعرفة، وإنّما أيضاً تأثيرات مادّية خطيرة على الفلسطينيين في غزّة وخارجها".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وفي سياق متّصل، عرض رئيس برنامج فلسطين/ إسرائيل وزميل أوّل في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في واشنطن، يوسف منير، كيف لعبت وسائل الإعلام الغربية دوراً مهماً في تمكين الإبادة الجماعية للفلسطينيين في قطاع غزة عبر مختلف المنصّات.

وعرض منير ملامح الانحياز الإعلامي وكيف تطوّر على مدار فترة الحرب، متخذاً أمثلةً من تغطية الإعلام الغربي لمنعطفات حرجة أخرى، ووضع التغطية الصحفية للحدث الحالي في سياق تاريخي للتغطية الغربية لفلسطين عامةً.

وجادل منير في أنّ "أحد أهم أشكال الدعم الأميركي المقدّم في هذه الحرب هو توفير المعلومات، والتي ربّما لعبت دوراً أهم من الدعم الأميركي الآخر بالأموال أو الأسلحة، إذ ساهمت في خلق أكبر فضاء سياسي ممكن لاستكمال إسرائيل عدوانها".

وأوضح أن المعلومات خلقت "أكبر انقسامٍ في الآراء بين الغرب والشرق في التاريخ المعاصر، وأضرت بالمصالح الأميركية في الوقت الحالي وعلى المدى الطويل. وبذلك، فإنّ عملية التأطير، واختيار الموضوعات، وأنماط التغطية التي قامت بها وسائل الإعلام الغربية، مكّنت من إنجاز الإبادة الجماعية للفلسطينيين".

أمّا الكاتب والمحلل والمؤسس والمدير التنفيذي للمركز الإعلامي البريطاني-الفلسطيني، بن وايت، فبيَّن كيف أنّ تغطية وسائل الإعلام باللغة الإنكليزية للعدوان الإسرائيلي غير المسبوق على قطاع غزّة واجهت انتقادات كبيرة من الفلسطينيين وغيرهم، طارحاً أسئلةً متعلقة بالأخطاء التي وقعت فيها وسائل الإعلام هذه، وأسباب هذه الأخطاء، وماهيّة التغطية "الجيّدة" للحدث.

وشدَّد وايت على أنّ بعض التحديات الراهنة هي معروفة ومستمرة منذ وقت، وهي في الوقت نفسه متّصلة بسياق التحديات التي تفرضها الحرب، ولذا وجبت الاستفادة من الفرص المُتاحة على هذه الصُّعد.

وأضاء الأستاذ بقسم الإعلام في جامعة قطر، وائل عبد العال، على التباين والاختلاف في اتجاهات التغطية في الإعلام العربي لحرب غزة، مشيراً إلى أنه "بينما كان الإعلام العربي يناصر القضية الفلسطينية إلى درجة أن وسائل الإعلام كانت تتنافس على التغطية وجودتها، فإنّ هذا التوافق في العدوان الإسرائيلي الراهن غاب، وأخذت التغطية اتجاهين".

ولفت إلى أن "الاتجاه الأول يتمثّل في وسائل الإعلام العربية التي ركّزت بشكلٍ قوي على الحدث، وأفردت كل المساحات تقريباً لتغطيته وتغطية تداعياته على مدار الساعة، وهو الاتجاه الأقرب إلى الموضوعي المهني"، بالنسبة إلى عبد العال.

وأضاف: "أمّا الاتجاه الثاني فيتبنّى موقفاً غير محايد في تغطيته، بل حملت خطاباته لهجةً مشككة، ومعادية أحياناً، في محاولة لإدانة الطرف الفلسطيني، وهو ما يُعد سقطةً مهنيةً وأخلاقيةً كبيرة".

كما عرج على غياب التحليل السياسي والميداني الموضوعي، وغياب المعلومات أو نقصها، في تغطية وسائل الإعلام العربية. واختتم عبد العال مداخلته بالحديث عن ظاهرة القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية، وأهم ما ميّز الإعلامين السياسي والعسكري للمقاومة الفلسطينية.

المساهمون