انفجار كتلة "نداء تونس" هل يفقد الحزب أغلبيته؟

09 نوفمبر 2015
ورقة الاستقالة (فيسبوك)
+ الخط -

لم تفلح محاولات أمس الأحد، في إقناع "مجموعة الثلاثين" نائباً بالتراجع عن تهديدهم منذ أيام بالاستقالة من الحزب والانفصال عن الكتلة النيابية. وكان النائب وليد جلاد قد أكد لـ"العربي الجديد"، أنه إذا لم يُعقد اجتماع المكتب التنفيذي للحزب قبل يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن المجموعة المتكونة من 32 نائباً ستنفذ تهديدها وستنفصل عن الكتلة النيابية وتستقيل من الحزب، وهو ما حدث أمس ليلاً بعد أن اجتمع النواب مع رئيس الحزب محمد الناصر، ولم يقتنعوا بمبادرته لجمع الشقين المتصارعين في الحزب.

ونشر بعض النواب أمس على صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل، صوراً عن الاجتماع  المغلق الذي جمعهم بمحمد الناصر، الذي باءت كل محاولاته بالفشل. كما نشر النائب كريم بقلوطي على صفحته الرسمية على "فيسبوك"، تأكيداً لاستقالة 31 نائباً من الكتلة البرلمانية لنداء تونس في مجلس نواب الشعب.

وتداولت بعض المواقع والصفحات صورة عن نص الاستقالة الموقعة من قبل النواب الغاضبين إلى رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر، لإعلامه بانسلاخهم عن الكتلة. ويصر النواب الذين دخلوا في تحد ومواجهة مباشرة مع شق حافظ قايد السبسي، على أن يُعقد اجتماع المكتب التنفيذي لأنه الهيئة الحزبية الشرعية الوحيدة التي تملك أحقية النظر في المؤتمر القادم، فيما يصر السبسي ومناصروه على أن الهيئة التأسيسية هي التي تمتلك هذه الأحقية.

وبالرغم من أن العدد الأكبر من النواب يناصرون السبسي، فإن هذا الحدث يعتبر قنبلة سياسية بإمكانها خلط الأوراق من جديد تحت قبة البرلمان وفي المشهد السياسي التونسي برمته، لإن حزب "نداء تونس"، سيفقد أغلبيته البرلمانية مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات دستورية وسياسية وحكومية، خصوصا إذا أصر النواب الغاضبون على موقفهم وذهبوا إلى حد تشكيل حزب جديد كما يُشاع، وبالرغم من أن بعض المتابعين يتوقعون أن تكون هذه الخطوة مجرد عملية ضغط على الحزب لتنفيذ شروطهم.

وتتكون كتلة الغاضبين من تشكيل فكري مختلف إذ تتضمن وجوها يسارية ونقابية وتجمعية، ما يسقط عن الصراع طابعه الفكري بين شق يساري وآخر دستوري كما راج إلى حد الآن، ولا يعرف إذا ما كان هذا التنوع  في المشارب الفكرية يشكل عامل صلابة في الموقف لهذه المجموعة أو سبباً في انقسامها في المستقبل، ما يعني لخبطة نيابية أخرى قد تشكل من جديد صورة المعارضة داخل البرلمان وخارجه، برغم أن هذه المجموعة أعلنت منذ أيام أنها ستظل داعمة للحكومة الحالية حفاظاً على الاستقرار.

وللتذكير، فقد فشلت خلال الأسبوع الماضي كل محاولات الصلح بين الأطراف المتصارعة في حزب "نداء تونس"، بما فيها محاولات الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الرئيس المؤسس للحزب، غير أن تصريحه منذ يومين لدى عودته من زيارة رسمية إلى السويد، حول أزمة نداء تونس، زادت في غضب المنسحبين، إذ أشار إلى أنه لم يعد يعرف النواب الذين رفضوا لقاءه منذ أسبوع.

اقرأ أيضاً: تونس: وزراء بن علي خشوا "النهضة" فاستدعوا انقلاباً عسكرياً