انطلاق محادثات ثلاثية لتشكيل الحكومة الألمانية دون حزب ميركل

08 أكتوبر 2021
"الديمقراطي الحر" و"الخضر" يريدان احترام إرادة الناخبين (شين غالوب/ Getty)
+ الخط -

بعد اجتماعات تمهيدية ثنائية اختار حزب "الخضر" و"الديمقراطي الحر" الدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة الألمانية مع "الاشتراكي الديمقراطي" الذي حل في الطليعة في الانتخابات الألمانية 2021 التي جرت في 26 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتسعى الأحزاب الثلاثة لترجمة نتائج الانتخابات التي منحتها المزيد من الأصوات، ما يوحي بأن ثقة الناخبين هي الأولوية بالنسبة لهم في تشكيل التحالف الحكومي المستقبلي، مقابل دفع حزب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، "الاتحاد المسيحي" إلى المعارضة بعد أن خسر أكثر من 8% من الأصوات في انتخابات البوندستاغ مقارنة بانتخابات عام 2017. وحل الحزب ثانياً خلف "الاشتراكي الديمقراطي" الذي زاد عدد مؤيديه حوالي 10 نقاط عن الانتخابات الماضية، فيما جاء "الخضر" ثالثا بزيادة أكثر من 5 نقاط و"الديمقراطي الحر" ذي التوجه الليبرالي رابعا.
وأمام هذا الواقع وبعد 11 يوما من الانتخابات البرلمانية العامة، اجتمع ستة قياديين عن "الاشتراكي الديمقراطي" وعشرة عن كل من "الخضر" و"الديمقراطي الحر" أمس الخميس، في برلين في لقاء استمر حتى المساء ولمدة ست ساعات، وذلك لاستكشاف الفرص ووضع اتفاق إطار والتداول في إمكانية تشكيل ائتلاف "إشارات المرور"، مع ما يحمله هذا التحالف من أوجه تشابه ووجهات النظر المشتركة حول ماهية التحديات الرئيسية من مكافحة تغير المناخ والحفاظ على الوظائف والرقمنة وغيرها.
وأبدى الأمين العام لـ"الاشتراكي الديمقراطي"، لارس كلينغبايل، تفاؤله بعد مشاركته في الاجتماع، وقال في مقابلة مع شبكة "اي ار دي" الإخبارية ليل أمس الخميس، إن "الجو تميز بالثقة والجدية".
وأضاف أنه من المفترض أن يعود الأطراف الثلاثة للاجتماع مجددا يوم الاثنين المقبل، معلنا أن "المحادثات كانت جيدة للغاية، وإنه تم إحراز بعض التقدم في النقاط، وأظهر اللقاء أن الأطراف الثلاثة يريدون تحقيق شيء ما معا". 
وتابع قائلا "يفترض الأسبوع المقبل أن نجد أساسا للتعامل مع المهام المستقبلية من الرقمنة وحماية المناخ والتحديث".
بدوره اعتبر الأمين العام لـ"الديمقراطي الحر"، فولكر فيسينغ، أن الاجتماع مع الاشتراكي والخضر كان مشجعا، مضيفا أن "التقييمات كانت إيجابية إلا أنه ورغم ذلك فإن الطريق سيكون صعبا مع وجود عقبات للتغلب عليها خلال المحادثات الاستكشافية الجارية مع الخضر والاشتراكي". كذلك اعتبر قادة "الخضر" أن الاجتماع الثلاثي اتسم بأجواء إيجابية، معلنين أنه ما زال هناك مسار طويل يجب تجاوزه. 
في الأثناء، ما زالت إمكانية عودة "الاتحاد المسيحي" لإجراء محادثات مع "الخضر" و"الديمقراطي الحر" قائمة، حتى إن شبكة "ايه ار دي" الإخبارية أبرزت العديد من القضايا المثيرة للجدل والتي تحاصر الأطراف الثلاثة والتي قد تهدد وصول المرشح المحتمل عن "الاشتراكي"، أولاف شولتز، إلى منصب المستشار، ومن بينها ما يتعلق بالمالية العامة بالنسبة لـ"الديمقراطي الحر"، إذ يريد "الاشتراكي" و"الخضر" اعتماد إجراءات لزيادة الضريبة ومن أن يتحمل أصحاب الدخل المرتفع عبئا أكبر، وهو الأمر الذي يعتبره "الديمقراطي الحر" غير دستوري، مقابل التزامه فقط بكبح الديون.

ويريد الحزب الليبرالي خفض الضرائب لجميع الفئات وكذلك الشركات، فيما يخطط "الأخضر" و"الاشتراكي" لتمويل سياستهما بديون جديدة والاقتراض المحدود للاستثمارات. 
أما فيما يتعلق بحماية المناخ فالاختلافات كبيرة بين الأطراف، ويريد "الديمقراطي الحر" تحقيق هدف "الحياد المناخي" في ألمانيا وأوروبا بحلول عام 2050 على أبعد تقدير و"الاشتراكي الديمقراطي" في عام 2045، فيما يريد "الخضر" المناصر لقضايا البيئية تحقيق ذلك بحلول عام 2030. أما بخصوص السياسة الاجتماعية فـ"الاشتراكي" و"الخضر" متفقان على زيادة الحد الأدنى للأجور، إلا أن الأمر لا يتناغم مع تطلعات "الديمقراطي الحر" الذي لا يتشارك معهما هذا الطرح.

المساهمون