انتهاء الهدنة في اليمن دون التوصل إلى اتفاق لتمديدها

02 أكتوبر 2022
خلال عرض عسكري لجماعة الحوثيين في صنعاء 8 سبتمبر الماضي (Getty)
+ الخط -

انتهت المدة الزمنية للهدنة بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين في الساعة السابعة من مساء الأحد بالتوقيت المحلي، دون التوصل إلى اتفاق لتمديدها، في ظل رفض الحوثيين مقترح المبعوث الأممي هانس غروندبرغ لتمديد الهدنة، وإعلان الحكومة المعترف بها دولياً قبولها المقترح.

وقال وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك لوكالة أنباء "شينخوا"، مساء الأحد، إن الحكومة أبلغت غروندبرغ الموافقة على مقترح تمديد الهدنة في البلاد.

وفي وقت سابق الأحد، أعلن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، في بيان أصدره عقب اجتماع بالعاصمة صنعاء، رفضه مقترحاً أممياً بشأن تمديد الهدنة. وقال البيان: "يستهجن المجلس تلكؤ الأمم المتحدة وطرحها ورقة مقترح تمديد الهدنة التي لا ترقى لمطالب الشعب اليمني ولا تؤسس لعملية السلام".

وفي بيان لوفد الحوثيين التفاوضي، قال إن "تفاهمات الهدنة وصلت إلى طريق مسدودة"، محملاً التحالف الذي تقوده السعودية "المسؤولية جراء تنصّله من تدابير تخفيف المعاناة الإنسانية".

الحكومة اليمنية تعبّر عن أسفها لعدم تمديد الهدنة

عبرت الحكومة اليمنية عن أسفها لعدم نجاح جهود المبعوث الأممي إلى اليمن في إقناع الحوثيين بتمديد وتوسيع الهدنة.

وقالت الحكومة في بيان: "إنه بالرغم من تعنت المليشيات الحوثية، فقد جلبت الهدنة التي استمرت منذ 2 إبريل/ نيسان العديد من المنافع لقطاع واسع لليمنيين، نتيجة للتنازلات التي قدمتها الحكومة والتحالف للتخفيف من المعاناة الإنسانية".

وأكدت الحكومة أنها قد تعاملت الحكومة اليمنية بإيجابية مع المقترح الأخير للمبعوث الأممي وسعت من خلال تجديد الهدنة إلى توسيع الفوائد لجميع اليمنيين، انطلاقاً من حرصها وبذلها كافة الجهود الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية لليمنيين، بحسب البيان.

كذلك أكّدت أنها ورغم تهرب الحوثيين من التزاماتهم وفق الهدنة وتعنتهم في فتح الطرقات، حافظت على سريان الهدنة من خلال استثناء سفن الوقود الوصلة عبر موانئ الحديدة من الإجراءات المتصلة بالتحقق من سلامة الشحنات من عمليات غسيل الأموال وتمويل الإرهاب أو مخالفة أنظمة العقوبات الدولية المفروضة على النفط الإيراني.

وأوضحت أنها: "سهّلت بشكل استثنائي الرحلات الدولية عبر مطار صنعاء دون حصول المسافرين على وثائق السفر الرسمية، إلا أنه لم تتم الاستجابة لمناشدات الحكومة اليمنية منذ إعلان اتفاق استوكهولم في عام 2018 لوقف عبث المليشيات الحوثية بإيرادات موانئ الحديدة وضرورة تسخيرها لدفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرة تلك المليشيات وفقاً لكشوفات الرواتب في عام 2014، وقد تجددت هذه المطالب في مقترح المبعوث الخاص ومفاوضات تجديد وتوسيع الهدنة، إلا أن إصرار المليشيات الحوثية على تغليب مصالح قياداتها ورعاتهم في النظام الإيراني حال دون تخفيف معاناة أبناء شعبنا".

ودعت الحكومة اليمنية مجلس الأمن والمجتمع الدولي للتعامل الجاد والمسؤول مع الحوثيين في ظل تهديداتها الجدية الأخيرة التي أطلقتها بتهديد الملاحة الدولية وقصف السفن والمنشآت النفطية.

غروندبرغ يعرب عن أسفه لعدم تمديد الهدنة

من جهته، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة، داعياً الأطراف إلى الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي إلى تصعيد العنف.

وأكد في بيان مواصلة الجهود الحثيثة للانخراط مع الأطراف بُغية التوصل وعلى وجه السرعة إلى اتفاق، مشدداً على حاجة اليمنيين إلى إنهاء النزاع من خلال عملية سياسية شاملة وتسوية متفاوض عليها.

وبحسب البيان، فقد جدد المبعوث الأممي التأكيد على تقديم مقترح يوم أمس السبت لتمديد الهدنة مدة ستة أشهر مع إضافة عناصر أخرى إضافية.

وتضمن المقترح دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وفتح طرق محددة في تعز ومحافظات أخرى، وتسيير وجهات إضافية للرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحُديدة دون عوائق، وتعزيز آليات خفض التصعيد من خلال لجنة التنسيق العسكرية والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين، كما تضمّن الشروع في مفاوضات لوقف إطلاق النار واستئناف عملية سياسية شاملة، وقضايا اقتصادية أوسع، بما في ذلك الخدمات العامة، وفق ما جاء في بيان غروندبرغ.

غوتيريس يبحث الهدنة مع عبد اللهيان

أعلنت الخارجية الإيرانية، مساء الأحد، في إفادة صحافية، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بحث هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان آخر التطورات حول تمديد الهدنة في اليمن.

وأضاف البيان أن وزير الخارجية الإيراني أكد لغوتيريس أهمية رفع الحصار عن اليمن واستمرار الهدنة.

وخلال الـ24 ساعة الماضية، دعت عدة دول أطراف النزاع اليمني إلى تمديد الهدنة وتوسيعها، وتغليب مصالح الشعب. ومن بين هذه الدول، الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا، وهي الأعضاء الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

ويصر الحوثيون هذه المرة على ضرورة دفع الحكومة اليمنية رواتب الموظفين في مناطق سيطرتهم لتجديد الهدنة. في مقابل ذلك، فإنهم يرفضون كثيراً من البنود التي من المفترض القيام بها خلال الستة الأشهر الماضية من الهدنة، ومنها فتح الطرق في مدينة تعز، والذي يعد من أبرز الملفات الإنسانية.

وفي 2 إبريل/ نيسان الماضي، بدأت هدنة بين الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين، وتم تمديدها مرتين، لمدة شهرين في كل مرة.

ويشهد اليمن، منذ أكثر من 7 سنوات، حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

المساهمون