استمع إلى الملخص
- حملة "غير ملتزم" تفاوضت على تمثيل الصوت الفلسطيني، ولكن تم رفض المطالب، مما أدى إلى اعتصام عشرات المندوبين داخل المؤتمر بدعم من أعضاء مجلس النواب.
- نانسي بيلوسي بررت غياب التمثيل الفلسطيني بعدم القدرة على تمثيل كل القضايا، مما أثار استياء مندوبين يهود طالبوا بوقف تسليح إسرائيل.
في مدينة شيكاغو التي تضم أكبر جالية فلسطينية في أميركا، والتي شهدت فعاليات المؤتمر الوطني الديمقراطي التي انتهت الخميس، اختار المنظمون وحملة كامالا هاريس ألا يكون هناك أي تمثيل للصوت الأميركي الفلسطيني على الإطلاق. وشهدت فعاليات المؤتمر التي اختتمت الخميس بقبول كامالا هاريس الترشح للانتخابات الرئاسية الأميركية التي تقام في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، استضافة أفراد من مختلف أنحاء البلاد والتيارات والأصوات المختلفة، ورجال المال، والمديرين التنفيذيين للشركات، حتى إن حملة هاريس حرصت على استضافة جمهوريين سابقين على المنصة الرئيسية، من بينهم ستيفاني غريشام، السكرتيرة الصحافية السابقة للبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وآدم كينزينجز النائب الجمهوري السابق، ولكن تم رفض قبول السماح لأي ممثل للصوت الفلسطيني بالصعود إلى المنصة.
على مدار الأيام الخمسة الماضية، شهدت مدينة شيكاغو احتجاجات ومسيرات، شارك فيها عشرات الآلاف من المتظاهرين من مختلف الولايات، المطالبين بوقف إطلاق النار في غزة ووقف تسليح إسرائيل، بلغت ذروتها الاثنين الماضي مع البدء الرسمي للمؤتمر، وأثناء إعلان كامالا هاريس قبول الترشح، لم تكن مشاعر المتظاهرين تحمل أي تفاؤل في ما يخص تغير البطاقة من جو بايدن إلى كامالا هاريس، فهم يرون أنها نفس السياسات ونفس الحزب.
كانت خيبة الأمل كبيرة لدى الكثيرين وهم يستمعون إلى خطاب هاريس وهي تردد نفس الكلمات المكررة حول ضرورة وقف إطلاق النار، وضرورة دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في ما يؤكد أنها ستستخدم نفس سياسات بايدن، لكن كانت خيبة الأمل الأكبر والإحساس بالمرارة والبكاء والدموع من نصيب نحو 30 مندوباً أعضاء في المؤتمر الوطني الديمقراطي انتخبهم نحو 100 ألف في مختلف الولايات لتمثيلهم كصوت "غير ملتزم"، بما يعني عدم رضاهم عن المرشح الحالي.
على مدار شهر كامل، تفاوض مندوبو حملة غير ملتزم على عدة مطالب، من بينها تنظيم فعاليات لهم، وتمثيل الصوت الأميركي الفلسطيني على المنصة الرئيسية، مثلما تم مع المحتجزين لدى حركة حماس في غزة. انتظرت الحملة حتى الليلة ما قبل الأخيرة التي أعلن فيها تيم والز قبوله الترشح لمنصب نائب الرئيس. تلقت الحملة الإجابة رسمياً كما أعلنها عضو الحملة عباس علوية: "لا، لن يكون هناك ممثل للصوت الأميركي الفلسطيني"، ومعها، قرر عشرات المندوبين الاعتصام والمبيت داخل المؤتمر الوطني الديمقراطي، وعلى بعد خطوات من أبواب المنصة الرئيسية، رافعين لافتة: "أوقفوا التسليح الآن"، وانضم إليهم لدعمهم عدد من أعضاء مجلس النواب الأميركي، من بينهم إلهان عمر من مينيسوتا، وغريغ كاسر من تكساس، وطالبوا بحق تمثيل الصوت الفلسطيني، ووقف تسليح إسرائيل، كما دعمتهم ألكساندريا أوكاسيو كورتيز ورشيدة طليب هاتفياً.
"العربي الجديد" سأل نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة، في مؤتمر صحافي، عن سبب عدم وجود أي تمثيل للصوت الفلسطيني الأميركي على منصة الحزب، فردت بأنه لا يوجد تمثيل لكل القضايا، وأنه لا يمكن تمثيل كل جنسية في المؤتمر، واعتبرت أن حديث عدد من النواب على المنصة للمطالبة بوقف إطلاق النار هو تمثيل للفلسطينيين، وهو ما رد عليه مندوب حملة غير ملتزم عباس علوية بأنه كلام غير واقعي وغير صحيح. كما ردت بيلوسي على سؤال آخر لـ"العربي الجديد"، حول مدى جدية الديمقراطيين في الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، زاعمة أن حركة حماس هي التي ترفض الاتفاق، وأن الولايات المتحدة مارست نفوذها على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، رغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر من مرة بعدم موافقته على وقف إطلاق النار.
كان لليهود حضور كبير في تأييد حق تمثيل الصوت الفلسطيني، والمطالبة بوقف تسليح إسرائيل، ووقف إطلاق النار في غزة خلال التظاهرات والفعاليات، وانضم عدد من المندوبين اليهود إلى حملة غير ملتزم من بينهم جون روز، الذي قال في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن "الغالبية الديمقراطية تطالب بوقف إطلاق النار ووقف تسليح إسرائيل، ولا أريد أن يموت أطفال من أجل سلامتي بصفتي يهودياً". كما انضمت اليهودية ليلي غرينبرغ التي استقالت منذ أشهر من إدارة بايدن، إلى الاعتصام، وقالت: "لقد استقلت من إدارة بايدن في مايو/ أيار لأنني لم أستطع دعم سياستها الكارثية بشأن غزة. لكنني اعتقدت أن الحزب الديمقراطي لن ينحدر إلى هذا الحد لإسكات أصوات الفلسطينيين بشكل مباشر". كما شارك اليهود في التظاهرات منذ اليوم الأول، ورددوا هتافات باللغة العربية، منها: "فلسطين حرة حرة وإسرائيل برا برا"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية". ويتجاوز عدد العرب في الولايات المتحدة الأميركية أكثر من 3 ملايين نسمة، تم تجاهل حضورهم على المنصة الرئيسية للحزب نهائياً، ويتركز عدد كبير من العرب في ولايات متأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان وفيرجينيا.