اختتم في العاصمة الروسية موسكو، مساء اليوم الخميس، اجتماع الـ"ترويكا" الموسعة للتسوية الأفغانية بمشاركة ممثلي السلطة الأفغانية وحركة "طالبان".
وقال مشاركو الـ"ترويكا" الموسعة (روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان)، في بيان ختامي مشترك أوردته وكالة "نوفوستي" الحكومية الروسية: "ندعو جميع أطراف النزاع في أفغانستان إلى خفض مستوى العنف في البلاد ونحث "طالبان" على الامتناع عن الهجمات الجارية في فترة الربيع لتجنب سقوط مزيد من الضحايا وخلق الأجواء للتوصل إلى التسوية السياسية".
من جهته، قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، زامير كابولوف، في تصريحات صحافية: "جرى حوار جدي مع كافة الأطراف الأفغانية، وهيمن عليها تفهم الأطراف الأفغانية واستعدادهم للاتفاق على إقامة السلام في أفغانستان".
وفي وقت سابق من اليوم، حضّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة وحركة "طالبان" على الالتزام ببنود اتفاق السلام الموقع بينهما في الدوحة العام الماضي، محذراً من استغلال تنظيم "داعش" الإرهابي حالة الفوضى الأمنية من أجل توسيع نفوذه، وزيادة حجم تهريب المخدرات من قبل العصابات في المنطقة، ما يضرّ بأوضاع روسيا والعالم.
وفي كلمة افتتاحية في اجتماع "الثلاثية الموسعة" لتسوية الأوضاع في أفغانستان بحضور ممثلين عن الحكومة الأفغانية و"طالبان"، حذر لافروف من أن "تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى تسعى إلى استغلال تواصل الصراع العسكري في أفغانستان من أجل مواقعها على الأرض".
وقال إنه "حسب تقديراتنا، فإن تنظيم داعش لا يفوت أي محاولة لتعزيز وجوده في الشمال الأفغاني، بهدف إنعاش مخططاته في منطقة آسيا الوسطى". ورأى أن ما سبق "يعطي مؤشرات لإنعاش تجارة المخدرات التي تُعدّ تحدياً جدياً لأفغانستان والمنطقة وكل العالم، وتؤجج بدرجة كبيرة النشاط الإرهابي في كل العالم"، داعياً الولايات المتحدة و"طالبان" إلى الالتزام بتنفيذ اتفاق الدوحة الموقع في فبراير/شباط من العام الماضي.
وأشار الوزير الروسي إلى أن صيغة "الترويكا"، التي تضم روسيا والصين والولايات المتحدة، وأضيفت إليها لاحقاً باكستان، تهدف إلى إيجاد ظروف مؤاتية لبدء محادثات السلام بين الأفغان و"تعزيز المساعدة الدولية لأفغانستان في مرحلة ما بعد الصراع"، مثمّناً دور هذه الآلية التي أُطلقت في 2019، قائلاً إنها لعبت دوراً إيجابياً ملموساً في تسهيل المفاوضات بين الولايات المتحدة و"طالبان"، التي تُوجت بالتوقيع على اتفاقية في 29 فبراير/شباط، مشدداً على وجوب التزام واشنطن و"طالبان" باتفاق السلام المدعوم بقرار مجلس الأمن رقم 2513.
وأعرب لافروف عن امتنانه لدولة قطر لدورها في المصالحة الوطنية في أفغانستان، مبدياً أسفه لأن "الجهود المبذولة في الدوحة لم تعطِ حتى الآن نتائج إيجابية"، وأضاف أن روسيا "تراهن على أن محادثات اليوم تمكن من إيجاد ظروف من أجل تحقيق التقدم في المباحثات الأفغانية".
وأكد لافروف أن "روسيا ستواصل تقديم المساعدة الشاملة لأفغانستان الصديقة، للمساهمة في تنفيذ الإجراءات التي تهدف إلى إنهاء الصراع المسلّح طويل الأمد وإحلال سلام دائم". وناشد الأطراف المتحاربة خفض مستوى العنف على الأرض، معتبراً أن الطريقة الوحيدة لتقريب الطروحات والتوصل إلى حلول وسط تكمن في "التحلي بالمرونة على طاولة المفاوضات والاستعداد لتقديم تنازلات، وعدم طرح شروط غير مقبولة عمداً".
هذا، وينعقد في موسكو، اليوم الخميس، اجتماع الـ"ترويكا" الموسعة (روسيا والصين وباكستان والولايات المتحدة)، حول قضية التسوية السلمية في أفغانستان على مستوى المبعوثين الخاصين، لمناقشة سبل دعم التقدم في المحادثات الأفغانية - الأفغانية في الدوحة.
ويعقد الاجتماع في فندق "بريزيدنت" بحضور ممثلي السلطة الأفغانية وحركة "طالبان" وممثلي دولة قطر.
ويترأس وفد السلطات الأفغانية رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله، بينما يترأس رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" في الدوحة، الملا عبد الغني برادر، وفد الحركة.
وكشفت وزارة الخارجية الروسية عشية الاجتماع، عن أنه سيتناول سبل المساهمة في تحقيق تقدم في المفاوضات الأفغانية - الأفغانية في الدوحة، وخفض مستوى العنف في البلاد، وقيام دولة مستقلة خالية من الإرهاب وجرائم المخدرات.
يذكر أن الدوحة شهدت قبل أكثر من عام توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة و"طالبان" على سحب القوات الأميركية من أفغانستان، وإطلاق عملية السلام في البلاد، على أن تبدأ المحادثات الأفغانية في 10 مارس/آذار 2020، ولكن كان يتم تأجيلها باستمرار، فلم تبدأ إلا في 12 سبتمبر/أيلول الماضي في الدوحة.