انتخابات فرعية في بريطانيا وحزب المحافظين يتخوف من "خسارة محتملة"

20 يوليو 2023
تجري الانتخابات الفرعية في 3 مناطق (كارل كورت/Getty)
+ الخط -

يعيش حزب المحافظين البريطاني الحاكم قلقاً مع توجّه الناخبين في ثلاث مناطق إلى صناديق الاقتراع، اليوم الخميس، للإدلاء بأصواتهم في ثلاثة انتخابات فرعية.

وعبّر رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك عن مخاوفه من "خسارة محتملة"، أمس الأربعاء، أثناء لقائه بلجنة عام 1922 للنواب المحافظين، ووجه دعوة لتوحيد الصفوف خلفه بعد العودة من العطلة البرلمانية، التي بدأت اليوم وتستمر ستة أسابيع.

وليست التوقعات وحدها المقلقة بالنسبة للحزب الحاكم، بل السمعة السيئة بعد سنتين من التخبّط والاستقالات والاحتجاجات والفضائح والعجز عن التغيير أو عن تلبية تطلعات الناخبين.

وتمنّت صحيفة "ذا غارديان"، على سبيل المثال، عطلة صيف "سعيدة" للنواب المحافظين، لكنها حذّرت من أنهم قد "يحصلون على عطلة دائمة قريباً" نظراً لتردّي شعبيتهم وسمعتهم، وتضاؤل فرص نجاتهم قبل الانتخابات العامة المقبلة المقررة في يناير/ كانون الثاني 2025.

في المقابل، لا يمكن لحزب المحافظين تجاهل طبيعة وأسباب هذه الانتخابات الفرعية الثلاثة، في أوكسبريدج/ساوث روزليب وسيلبي/آينستي وسامرتون/فروم، حيث تجرى الانتخابات في المنطقة الأولى بعد استقالة الزعيم الأسبق للحزب بوريس جونسون، الذي فضّل التنحي بعد نشر تقرير لجنة الامتيازات الذي أكد حقيقة "تضليله المتعمد" للبرلمان أكثر من مرة. 

وتأتي في المنطقة الثانية بعد استقالة حليف جونسون، نايجل آدامز، احتجاجاً على عدم منحه مقعداً في مجلس اللوردات. وأما المنطقة الثالثة فتشهد انتخابات فرعية بعد استقالة النائب ديفيد واربورتون، المتّهم بتعاطي الكوكايين وبالتحرّش الجنسي.

وتقف الفضائح وسوء التقدير وغياب حسّ المسؤولية وراء إجراء هذه الانتخابات، في الوقت الذي تشهد فيه استطلاعات الرأي انحداراً غير مسبوق في مكانة الحزب الحاكم مع تقدّم حزب العمال المعارض بعشرين نقطة تقريباً.

وتشير المعلومات الأولية إلى أنّ حزب المحافظين سيخسر مقاعده الثلاثة في تلك المناطق، ما قد يجعل من سوناك أول رئيس وزراء، منذ هارولد ويلسون عام 1968، يخسر ثلاثة انتخابات فرعية في يوم واحد.

وإن تمكّن حزب العمال المعارض من الفوز في تلك المناطق، فسيسجّل رقماً قياسياً من حيث حجم الأغلبية التي استطاع قلبها في انتخابات فرعية، كما أن فوزه سيعطي مؤشرات أكثر وضوحاً على حظوظه الوفيرة في الفوز بالانتخابات العامة المقبلة.

ومن الجدير ذكره في هذا السياق أن شعبية سوناك تراجعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، حيث انخفض معدل التأييد الصافي له مع انتهاء هذه الدورة البرلمانية إلى  ناقص 40، وهو أدنى تصنيف منذ قدومه إلى رئاسة الحكومة في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، وفقاً لموقع الإحصاءات "يوغوف"، أي أنّ آخر ما يمكن أن يتمنّاه اليوم هو اختبار جديد لشعبيته الانتخابية.

ومع أن بصيص أمل صغيراً لاح في الأفق، أمس الأربعاء، مع الإعلان عن انخفاض معدل التضخم في بريطانيا إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من سنة، إلا أنّ الحزب الحاكم عالق في أزمات أكثر عمقاً من معدل التضخم، حيث يبدو عاجزاً ومفلساً أمام غضب الناخبين ورغبتهم بالتغيير من جهة، وأمام انقسامات في صفوفه من جهة أخرى.

المساهمون