انتخابات حزب البعث في سورية: الأسد أميناً عاماً وتعويم للجنة المركزية

05 مايو 2024
جرت الانتخابات خلال اجتماع للحزب حضره الأسد، دمشق، 4 مايو 2024 (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حزب البعث في سورية يعيد انتخاب بشار الأسد كأمين عام "بالإجماع"، مع تجديد القيادة المركزية وتعيين لجان الرقابة والتفتيش، مما يعكس استمرار النهج القيادي المركزي.
- في اجتماع بقصر المؤتمرات بدمشق، تم تعيين هيثم سطايحي كأمين سر للجنة المركزية وانتخاب 125 عضواً للجنة المركزية الموسعة للحزب، وصفها الأسد بـ"تاريخية".
- الانتخابات تهدف لتعزيز صورة النظام السوري كمصلحين، مع التأكيد على أهمية تطوير الحزب والأجهزة الأمنية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية، في سعي لإعادة تموضع الحزب.

أعاد حزب البعث في سورية انتخاب رئيس النظام بشار الأسد أميناً عاماً بـ"الإجماع"، في خطوة يسعى الأخير من خلالها لإجراء تغييرات عبر عملية انتخابية لا تحظى باهتمام داخلي. كذلك جرى انتخاب القيادة المركزية للحزب وتعيين لجنة مركزية من قبل الأسد، وانتخاب فروع المحافظات للجنة، إضافة إلى انتخاب لجنة الرقابة والتفتيش الحزبي. ولا يملك الحزب أيّ تأثير يُذكَر في قرارات الدولة، مقارنةً بالجيش والأجهزة الأمنية والشبكات الاقتصادية المقربة من النظام السوري.

وخلال اجتماع حضره الأسد في قصر المؤتمرات بدمشق، انتُخِب أعضاء القيادة المركزية، وهم: عزت عربي كاتبي، صفوان أبو سعدى، محمود زنبوعة، إبراهيم الحديد، فاضل نجار، أيمن الدقاق، طه خليفة، سمير خضر، فاضل وردة، ياسر شاهين، جمانة النوري، حموده الصباغ، حسين عرنوس، علي محمود عباس. كذلك عُيِّن هيثم سطايحي في منصب أمين سر اللجنة المركزية للحزب، وعُيِّن أعضاء لجنة الرقابة والتفتيش الحزبية، وهم: عبد الرزاق الجاسم، راما عزيز، عبد الأحد سفر، ثريا مسلمانية، مازن تفاحة.

وقبل إعلان أسماء أعضاء القيادة المركزية، انتخب أعضاء اللجنة المركزية الموسعة للحزب، إلكترونياً، ممثلي الفروع الحزبية لعضوية اللجنة، وعددهم 80، بالإضافة إلى 45 بعثياً اقترحهم الأسد، ليصبح العدد 125 عضواً. وروّج الأسد لهذه الانتخابات التي استمرت لنحو ثلاثة أشهر، وبدأت منذ بداية فبراير/ شباط الفائت، بوصفها انتخابات "تاريخية ومفصلية، وستشكل قيمة مضافة لمسيرة تطوير الحزب، بإيجابياتها المتوقعة وبسلبياتها التي ستشكل دروساً وعناوين في المرحلة القادمة".

وقال في كلمة له، السبت: "صحيح أن هذه الانتخابات ليست الأولى، إذ خضنا انتخابات منذ بضع سنوات، لكن هذه الانتخابات تحديداً بتفاصيلها وبأنظمتها وبالحماس المرافق لها، وبالزخم الكبير الذي شهدناه، سأقول من دون مبالغة بأنها ستكون مفصلاً حقيقياً في تاريخ الحزب". وأضاف: "عندما نتحدث عن التطوير، وعندما نمارس عملية التطوير، فليس لأن هنالك ظروفاً خارجية استدعت ذلك، كما يحلو للبعض أن يحلّل من وقت لآخر، أو لأن هناك ضغوطاً، فالغرب يئس من الضغوط على سورية منذ سنوات طويلة، ولكننا نطور لأن التطوير حاجة حسية ووطنية وطبيعية".

وأشار رئيس النظام السوري إلى علاقة حزب البعث بالسلطة، معتبراً أن "سياسات الحكومة يجب أن تنبثق من رؤية الحزب، من دون أن يلغي أحدهما الآخر، لأن هناك حديثاً من وقت لآخر حول تراجع دور الحزب"، لافتاً إلى أن "تراجع دور الحزب يعني إضعافه، وما يجري ليس تراجعاً وإنما إعادة تموضع، وهذا يحمي الحزب من إشكالات العمل الإجرائي اليومي الذي تقوم به الحكومة، وبالتالي تحميل الحزب مسؤوليات لا يحملها".

وتُعَدّ هذه الانتخابات من بين المساعي الحثيثة للنظام السوري وحلفائه للمضيّ أو تثبيت مشروع التعويم بعد القطيعة العربية والدولية التي خلفتها الحرب، كذلك تندرج ضمن محاولات الأسد للظهور بموقف الإصلاحي، ليس على بنية النظام وحسب، بل حزب "البعث" الحاكم كذلك، بالإضافة إلى الترويج لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية. ففي عام 2018، كان مفاجئاً تغيّر شكل الحزب من كونه حزباً عابراً للحدود والأقطار إلى حزب محلي سوري تنفي تسمياته ومسمياته امتداده خارج الحدود السورية، إذ تبدلت تسميت القيادة القطرية إلى القيادة المركزية، وأُلغي منصب الأمين القطري المساعد، ليبقى فقط منصب الأمين العام والأمين العام المساعد.

ويحكم حزب البعث سورية منذ عام 1963 إثر انقلاب سُمِّي "ثورة الثامن من آذار"، ثم جرى تعديل دستوري أضيف فيه اسم الحزب إلى الدستور كـ"قائد للدولة والمجتمع"، في خطوة طالب المحتجون في بداية الثورة السورية عام 2011 بإلغائها. ورغم إزالة المادة المذكورة في دستور 2012، لا يزال الحزب يتصرف بمنطق الحزب الحاكم الذي يأتي من طريق انتخابات حرة، وهي انتخابات لم تشهدها البلاد بالمطلق منذ وصول البعث والنظام الحالي.

المساهمون