انتخابات رئاسية ساخنة في السنغال: بدء فرز الأصوات لإعلان خليفة ماكي سال

24 مارس 2024
دعي نحو 7,3 ملايين ناخب لاختيار رئيس جديد من 17 مرشحاً بينهم امرأة(ميشيل كاتاني/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات وأزمة سياسية، أغلقت مكاتب الاقتراع في السنغال للدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتي جرت في جو هادئ وفعال، مع تفاؤل الناخبين بتجاوز الفترة الصعبة.
- حوالي 7.3 ملايين ناخب دُعوا لاختيار رئيس جديد من بين 17 مرشحًا، وسط توقعات بمنافسة قوية بين أمادو با وباسيرو ديوماي فاي، مع متابعة دولية لأهمية السنغال كدولة مستقرة في غرب أفريقيا.
- مراقبو الاتحاد الأوروبي أشادوا بسير العملية الانتخابية رغم التأخير وأعمال العنف، معتبرين هذه الانتخابات لحظة فارقة في تاريخ الديمقراطية بالسنغال لكونها المرة الأولى التي لا يترشح فيها رئيس منتهية ولايته لإعادة الانتخاب.

بدأت السنغال فرز الأصوات بعد انتهاء الدورة الأولى من انتخابات رئاسية مشرعة على كل الاحتمالات إثر ثلاثة أعوام من الاضطرابات ومن أزمة سياسية حادة.

وأغلقت مكاتب الاقتراع رسمياً في موعدها المحدد في الساعة 18:00 من مساء اليوم الأحد بالتوقيتين المحلي والعالمي قبل أن يبدأ فرز الأصوات.

وكان الناخبون وقفوا في طوابير بالعشرات أو المئات خلال اليوم الانتخابي من دون أن يصدر أي تقدير محدد لنسبة المشاركة، علماً أنها بلغت 66 في المائة العام 2019. وجرت العملية الانتخابية من دون أي حوادث تذكر، في مشهد مناقض للاضطرابات التي شهدتها البلاد بعد القرار الرئاسي بإرجاء الانتخابات.

وقالت ميتا ديوب وهي تاجرة عمرها 51 عاماً أمام مركز اقتراع في دكار: "نجحنا أخيراً الحمد لله. لم تكن الفترة الأخيرة سهلة للسنغال التي شهدت عدة تقلبات. لكن كل هذا بات خلفنا الآن".

وعلى غرار سائر الناخبين، اختارت ميتا من بين اللوائح الانتخابية الـ19 المعروضة، وبينها لوائح مرشحَين انسحبا من السباق، وبعد الإدلاء بصوتها، غمست إصبعها في الحبر الأحمر وفق التعليمات السارية لمنع الناخبين من التصويت أكثر من مرة.

وتحدث زعيم المعارضة المناهضة للنظام عثمان سونكو الذي خاض الحملة لصالح باسيرو ديوماي فاي لأن السلطات لم تجز له خوض الانتخابات بنفسه، عن تعبئة قياسية، وخصوصاً لدى الشبان الذين يعول معسكره عليهم. وأدلى سونكو بصوته في معقله زيغينشور (جنوب).

وأكد أبرز مرشحين، فاي وامادو با، "ثقتهما" بالفوز من الدورة الأولى.

من جانبه، حذر الرئيس السنغالي المنتهية ولايته ماكي سال الذي صوت مع زوجته في فاتيك (وسط غرب) من إعلان أي فوز بشكل مبكر.

ودعي نحو 7,3 ملايين ناخب لاختيار رئيس جديد من 17 مرشحاً بينهم امرأة.

والمرشحان الأوفر حظاً هما أمادو با (62 عاماً)، رئيس الوزراء حتى قبل بضعة أسابيع والذي اختاره الرئيس المنتهية ولايته ماكي سال ليخلفه، وباسيرو ديوماي فاي (43 عاما)، "مرشح تغيير النظام" و"الوحدة الأفريقية اليسارية".

والانتخابات محل متابعة دقيقة، إذ تعتبر السنغال من أكثر الدول استقراراً في غرب أفريقيا، فيما شهدت المنطقة انقلابات. كذلك ترتبط دكار بعلاقات وثيقة مع الغرب بينما تعزز روسيا مواقعها في الجوار.

وكان مقرراً أن يدلي السنغاليون بأصواتهم في 25 فبراير/شباط، لكن تأجيلاً في اللحظة الأخيرة أثار أعمال عنف خلفت أربعة قتلى. وشكلت بلبلة استمرت عدة أسابيع اختباراً للديمقراطية في السنغال قبل تحديد موعد الانتخابات الرئاسية.

ورغم هذا التأخير، لاحظ مراقبو الاتحاد الاوروبي أن العملية الانتخابية تجري "بهدوء وفاعلية وفي شكل منظم"، على قول رئيسة البعثة مالين بيورك.

وهي المرة الأولى لا يترشح رئيس منتهية ولايته لإعادة انتخابه.

يؤكد المرشح أمادو با أنه سيقف حاجزاً بوجه "المغامرين" و"الهواة" في السياسة. وصرح خلال إدلائه بصوته مع زوجته في دكار "سنمضي قدماً على طريق التحسين".

في المقابل، قدم فاي نفسه بوصفه "خياراً للقطيعة" مع النظام، وذلك خلال تصويته في قريته غربي السنغال.

وقالت الناخبة ندييي بندا فاي (23 عاماً) في دكار إن "ماكي سال قام بعمل كثير، لذا سأصوت لامادو با من أجل مواصلة العمل".

وشهدت البلاد منذ 2021 فترات من الاضطرابات نتيجة الصراع الشرس بين المعارض عثمان سونكو، مستشار المرشح ديوماي فاي، والسلطة، فضلاً عن التوتر الاجتماعي والغموض الذي أبقى عليه الرئيس لفترة طويلة حول احتمال ترشحه لولاية ثالثة. واستمرت الأزمة مع تأجيل الانتخابات.

وقتل عشرات الأشخاص وأوقف المئات، ما قوض صورة البلاد، وهو ما تعتبره الحكومة ظلماً.

(فرانس برس)

المساهمون