اليمن: تنديد واسع بأكبر عملية إعدام جماعي لمناهضي الانقلاب الحوثي

18 سبتمبر 2021
التخابر تُهمة الحوثيين السهلة لسفك دماء المناهضين للانقلاب (تويتر)
+ الخط -

دشنت جماعة الحوثيين، اليوم السبت، مرحلة جديدة من الإعدامات السياسية في اليمن ضد المناهضين للانقلاب، وذلك بعد إعدام 9 مواطنين في ميدان التحرير بصنعاء، تحت مزاعم التخابر مع التحالف الذي تقوده السعودية. 

وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، سخّرت جماعة الحوثيين، المؤسسة القضائية، لتمرير المئات من أحكام الإعدام بحق قيادات رفيعة في الدولة وبرلمانيين وسياسيين وصحافيين، بعد محاكمات صورية أحادية مشكوك في نزاهتها. 

وتختلف الأحكام التي تصدرها المحاكم التابعة للحوثيين من فئة إلى أخرى، ففي حين بررت الجماعة أحكام الإعدام التي طاولت قيادات رفيعة في الحكومة الشرعية بـ"إعانة التحالف السعودي الإماراتي على المساس بالمركز السياسي لليمن"، كانت مسببات أحكام الإعدام ضد الصحافيين والناشطين هي "إصدار قرارات وبيانات وتصريحات" لمساندة التحالف. 

وفيما لم يتم تنفيذ غالبية الأحكام التي احتفظت بها الجماعة كورقة سياسية وخصوصاً إعدام 4 صحافيين، شرعت السلطات الحوثية، اليوم السبت، في تنفيذ أكبر عملية إعدام جماعي طاولت 9 من أبناء محافظة الحديدة، بتهمة "التخابر وتسليم التحالف إحداثيات عسكرية" أفضت إلى مقتل القيادي الحوثي، صالح الصماد، بغارة جوية أواخر إبريل/نيسان 2018.

تقارير عربية
التحديثات الحية

فاجعة

وقوبلت العملية التي هزت الشارع اليمني، بتنديد رسمي وحقوقي واسع، حيث وصفت منظمات حقوقية، إجراءات الإعدام العلنية التي تقوم بها مليشيات الحوثي في صنعاء، بأنها "جرائم ضد الإنسانية"، ودليل على تسييس القضاء. 

وتناقل ناشطون يمنيون، صورة لفتى من المحكومين التسعة، وهو عاجز عن الوقوف على قدميه فيما يقوم أحد أفراد الشرطة الحوثيين بإسناده من الخلف حتى يكون قادرا على الوقوف أثناء تلاوة قرار المصادقة على حكم الإعدام. 

وذكرت وسائل إعلام محلية، أنّ المحكومين التسعة، هتفوا لحظة تلاوة التُهم المنسوبة في حكم الإعدام "كاذب .. كاذب .. كاذب"، وهو ما جعل قيادياً في جماعة الحوثيين يلوّح لأنصارهم في الأثناء بتغليب صرختهم النازية ضد الولايات المتحدة واليهود.

ووصف البرلمان اليمني الموالي للحكومة الشرعية، في بيان صحافي، مساء السبت، عملية الإعدام بأنها "جريمة وفاجعة حقيقية تعكس انغماس مليشيات الحوثي الانقلابية في التنكيل بالمجتمع واستخدام البسطاء من أبناء تهامة كبش فداء لتصفية حسابات داخلية للتغطية على الانقسامات القائمة في ما بينهم".

وأشار البيان إلى أنّ "مشاهد الإعدامات المروعة، لا سيما لمشهد الطفل الذي لم يستطع الوقوف على قدميه وهو يترقب الإعدام، مؤلمة للغاية ويجب أن تحاكي ضمير العالم وكل من لا يزال يعتقد أن هذه المليشيات جادة للذهاب في عملية سلام".

واعتبر البرلمان اليمني، عملية الإعدام "دليلاً قاطعاً على تسييس القضاء من قبل مليشيات الحوثي واستخدامه لارتكاب جرائم ذات طابع سياسي وهو ما نبهنا منه مراراً وتكراراً".

البرلمان العربي، دان هو الآخر استمرار مليشيا الحوثي في انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان بحق اليمنيين، وذلك بعد إعدام 9 أشخاص من بينهم قاصر في العاصمة صنعاء، "في جريمة إرهابية جديدة"، وفقاً لتعبير بيان رسمي نشرته وكالة "واس" السعودية. 

وفيما شدد على ضرورة التكاتف الدولي والعمل الجاد من أجل ردع ما أسماها بـ"المليشيا الإرهابية التي لا تبالي بأي قوانين دولية"، حذر البرلمان العربي من أن "تقاعس المجتمع الدولي سيشجع هذه المليشيا الانقلابية على الاستمرار في أعمالها الإرهابية".

وتوالت الإدانات الرسمية، حيث اعتبرت وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية الشرعية، أن عملية الإعدام جاءت بعد "محاكمة باطلة تفتقد لأبسط مقومات العدالة من قبل محكمة غير قانونية"، وأشارت إلى أنّ العملية "تُنهي اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة بشكل علني، وخصوصاً البند المتعلق بالإفراج عن كافة المختطفين والأسرى من السياسيين والإعلاميين". 

وفيما أعربت عن قلقها إزاء مصير من يتعرضون لمحاكمات مشابهة، طالبت "حقوق الإنسان" اليمنية، المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والهيئات والمنظمات والأمم المتحدة بالتحرك فوراً من أجل وقف مجزرة الإعدامات الجماعية المستمرة من قبل مليشيا الحوثي، وفقاً لبيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.

"مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان"، ندد من جانبه بعملية الإعدام، وأشار إلى أن المدنيين خضعوا لـ"محاكمة صورية غير دستورية" بتهمة مقتل القيادي صالح الصماد. 

وأشار المركز، في بيان صحافي، إلى أنّ أحد المعتقلين العشرة على ذمة القضية، ويدعى علي كزابة، كان قد لقي حتفه أثناء التعذيب، فيما ظهر المحكوم عليه القاصر عبد العزيز الأسود، بحالة صحية سيئة جراء التعذيب يحمله أحد جنود الحوثي بعدما أصيب بشلل تام وكسر في العمود الفقري.