قادت التوافقات بين أطراف مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى إجراء أول تعديل حكومي منذ تفويض الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي صلاحياته للمجلس في إبريل/نيسان الماضي، وطاول أربع وزارات بالحكومة الشرعية.
وأطاحت التعديلات بوزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي الذي حلّ مكانه اللواء الركن محسن محمد حسين الداعري وتمت ترقيته إلى رتبة فريق، أما المقدشي فعين مستشاراً عسكرياً لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.
كما شملت التغييرات تعيين سعيد سليمان بركات الشماسي وزيراً للنفط والمعادن، ومانع صالح يسلم بن يمين وزيراً للكهرباء والطاقة، وسالم محمد العبودي الحريزي وزيراً للأشغال العامة والطرق.
ويلاحظ أنّ الوزارات التي شملها التعديل جاءت من نصيب الجنوب اليمني، إذ إنّ الأسماء التي أعلنت جميعها جنوبية، ونال المجلس الانتقالي الجنوبي منها وزارتان، هما النفط والمعادن والكهرباء، فيما سلّمت وزارة الدفاع لشخصية توافقية جنوبية، وهو أحد قادة الجيش الوطني ومسؤول في وزارة الدفاع اليمنية، أما وزير الأشغال العامة فيحسب على إقليم حضرموت والمهرة.
في المقابل، فشلت المشاورات التي كانت مستمرة منذ أيام في الوصول إلى توافق حول تغيير وزير الداخلية.
وتم تأجيل التغيير حتى يتم التوصل إلى توافق داخل المجلس حيال اسم توافقي. ووفق مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإنّ المجلس الانتقالي الجنوبي كان يدفع باللواء ناصر لخشع (جنوب) وزيراً للداخلية بدلاً من الوزير الحالي اللواء إبراهيم حيدان المحسوب على الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي، لكن الوزارة جاءت من نصيب الشمال، فيما وزارة الدفاع سلمت لشخصية جنوبية ممثلة بالداعري، وتم تأجيل تغيير وزير الداخلية حتى تأمين التوافق.
وعززت التعديلات اليوم التسريبات التي كانت تشير إلى أنّ رئيس الحكومة معين عبد الملك باق في منصبه، فيما لا تزال النقاشات مستمرة بشأن عدد من الوزارات السيادية والإيرادية إلى جانب هيئة رئاسة الأركان للجيش الوطني، والتي جاءت من نصيب الشمال.
والمرشحان لمنصب رئاسة الأركان للجيش الوطني شخصيتان شماليتان، هما رئيس الأركان الحالي الفريق صغير عزيز والعميد هاشم الأحمر، لكن لم يحسم الملف بين الشخصيتين، فيما قد يطرح أحد الأسماء لتولي وزارة الداخلية والآخر لتولي هيئة الأركان.
من هو وزير الدفاع اليمني الجديد؟
يذكر أنّ وزير الدفاع الجديد الفريق محسن محمد الداعري، من مواليد محافظة الضالع في 1965 من أبرز القيادات العسكرية في الجيش الوطني، من حيث التأهيل والتدريب وشارك في كل الحروب التي جرت شمالاً وجنوباً بما فيها الحروب ضد الحوثيين سابقاً وبعد الانقلاب على الشرعية ويحظى بشعبية واسعة داخل الجيش الوطني، كما أنه حظي بتوافق جميع الأطراف شمالاً وجنوباً لتولي منصب وزير الدفاع، بحسب ما أوردته وسائل إعلام يمنية ونشره مقرّبون منه.
وتدرج الفريق الداعري بمعظم المناصب المتسلسلة من قائد فصيلة حتى قائد لواء، من أهمها: ركن عمليات اللواء 22 مشاة ثم مدير إدارة عمليات الفرقة 1م، ركن تدريب لواء الدفاع الجوي بقيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية من عام 2000 إلى 2003، رئيس عمليات لواء الدفاع الجوي عام 2003 إلى 2010، رئيس أركان اللواء 135 مشاه التابع للمنطقة العسكرية الشمالية الغربية سابقاً عام 2010، ثم قائد اللواء 122 مشاة بصعدة من عام 2010 إلى عام 2012، بعد ذلك تم تعيينه قائد اللواء 14م مستقل بمأرب من عام 2012 وحتى لحظة تعيينه وزيراً للدفاع.
ومنذ الانقلاب الحوثي والداعري يقاتل في جبهات مأرب وأصيب في معركة صرواح بتاريخ 8 سبتمبر/أيلول عام 2016 عندما كان يقود وحدات اللواء 14 مدرع ضمن قوات المنطقة المشاركة في تحرير صرواح، غرب مأرب.
وفي 2019 عين محسن محمد الداعري مساعداً لقائد العمليات المشتركة للقوات المسلحة بقرار من الرئيس اليمني السابق إلى جانب قيادته اللواء 14 مدرع.
من هو وزير النفط والمعادن؟
ولد وزير النفط والمعادن سعيد سليمان بركات الشامسي، عام 1963 وهو متزوج وأب لولدين وثلاث بنات. حاصل على دكتوراه محاسبة نفط من جامعة دمشق عام 2005، وماجستير محاسبة من الأردن عام 2000، وبكالوريوس محاسبة من جامعة عدن عام 1988.
أبرز المناصب الإدارية التي تولاها الشامسي، بحسب ما أوردته وزارة النفط والمعادن اليمنية على صفحتها في "فيسبوك"، نائب وزير النفط والمعادن منذ عام 2017، القائم بأعمال المدير العام التنفيذي لشركة مصافي عدن 2021، وكيل مساعد للشؤون المالية والإدارية بين 2012 و2017، مدير عام الحسابات النفطية بين 2006 و2012، مدير عام شركة النفط فرع حضرموت بين 2005 و2006، ومدير عام مكتب وزير النفط والمعادن بين 2003 و2005.
ويتولى المجلس الرئاسي والحكومة التابعة له مهامهما من مدينة عدن، جنوبي اليمن. وكان الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي قد تخلى في إبريل/نيسان الماضي عن كامل صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي برئاسة رشاد العليمي.