اليمن: تحذير أممي من "التداعيات السياسية " لهجوم عدن

07 يناير 2021
غريفيث في مطار عدن (تويتر)
+ الخط -

قال المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الخميس، إن الهجوم الدامي الذي ضرب مطار عدن، الأسبوع الماضي، له تداعيات سياسية تهدد بإشاعة ما أسماها بـ"حالة عميقة" من انعدام الثقة، في إشارة للاتهامات الحكومية لجماعة الحوثيين بالوقوف وراءه.  

وأنهى غريفيث زيارة قصيرة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، استمرت لعدة ساعات، اطلع فيها على آثار الهجوم المروع الذي أسفر عن مقتل 26 شخصا، وذلك بزيارة معرض صور في صالة مطار عدن، وثّق لحظات الهجوم وسقوط الضحايا.  

كما التقى غريفيث، خلال الزيارة القصيرة، رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك، ووزير الخارجية، أحمد بن مبارك، وأعضاء الحكومة، ومحافظ عدن، أحمد لملس، وفقا لبيان صحافي وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه.  

وكرر المبعوث الأممي، خلال لقائه مع رئيس الحكومة اليمنية، إدانته الشديدة للاعتداء المروع الذي استهدف أعضاء الحكومة فور وصولهم إلى مطار عدن بمقتل ضحايا مدنيين، فيهم مسؤولون حكوميون و3 من موظفي الإغاثة الإنسانية التابعين للجنة الدولية للصليب الأحمر.  

ووصف المبعوث الأممي الهجوم الذي استهدف أعضاء الحكومة اليمنية بأنه "اعتداء كارثي"، ولم تكن عواقبه فقط بسبب ما خلفه من ضحايا مدنيين، "بل لما له من تداعيات سياسية تهدد بإشاعة حالة عميقة من انعدام الثقة". 

ولم يحمّل المبعوث الأممي مسؤولية الهجوم لأي جهة، لكن الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، تؤكد أن التحقيقات الأولية أثبتت تورط جماعة الحوثيين من خلال 3 صواريخ، وهو ما نفته الجماعة على لسان وزارة حقوق الإنسان بصنعاء. 

وأضاف: "ناقشت مع الحكومة فرص عملية السلام، وشددت على ثبات التزامنا بدعم اليمن في إنهاء هذا النزاع بشكل شامل ومستدام عبر تسوية سياسية يتم الوصول إليها عبر التفاوض".

ووفقا للبيان، فقد هنَّأ المبعوث الأممي رئيس الوزراء على تشكيل الحكومة ووصولها إلى عدن، مشيدًا بثبات أعضاء الحكومة في أعقاب الهجوم، كما عبر عن أمله أن يمثل وصول الحكومة بداية للتعافي بعد عام محفوف بالتحديات. 

وجاء التحذير الأممي من التداعيات السياسية لهجوم عدن على ضوء اللقاء الذي جمعه مع رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك في قصر معاشيق الرئاسي بعدن، والذي أظهر فيه الأخير لهجة حادة تجاه جماعة الحوثيين، وكرر اتهاماته لها بالوقوف وراء الهجوم الدامي على مطار عدن.  

ووفقا لوكالة "سبأ" التابعة للحكومة، فقد أبلغ عبدالملك المبعوث الأممي، أن الهدف من الهجوم كان "إبادة الحكومة والمستقبلين وقيادة السلطة المحلية والدولة لنسف كل جهود السلام"، لافتا إلى أن النتائج الأولية "تؤكد مسؤولية مليشيا الحوثي الانقلابية من خلال خبراء إيرانيين"، وأن حكومته ستوافي الأمم المتحدة بنسخة من التحقيقات وكل الدلائل حول الهجوم.  

واعتبر رئيس الحكومة اليمنية الهجوم على مطار عدن بأنه "جرس إنذار لخطورة عدم التعامل بجدية وحزم مع السلوك الإرهابي للمليشيات الحوثية التي ظلت تضرب بالقرارات الدولية عرض الحائط ولا تقيم وزنا لأي قوانين أو أعراف، وماضية في تنفيذ أجندة إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم"، حسب تعبيره.  

وفيما يتعلق بفرص السلام مع الحوثيين، قال عبدالملك إن الحكومة الجديدة المشكلة من جميع القوى والمكونات السياسية، فرصة يمكن البناء عليها لبناء التوافقات للوصول إلى السلام، لكنه أشار إلى أن ذلك يتطلب أولاً شروطا موضوعية لتحقيقه، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. 

وكان مصدر حكومي رفيع قد أكد، في وقت سابق الخميس، لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة الخاصة بالمبعوث الأممي إلى عدن ستنحصر حول إدانة الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن، بثلاثة صواريخ، وذلك بدليل أن الجولة الحالية لن تشمل صنعاء أو مسقط للقاء الجانب الحوثي. 

ووصل غريفيث إلى عدن، بعد ظهر الخميس، في ثاني محطات جولة جديدة استهلها بلقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر، في العاصمة السعودية الرياض، أمس الأربعاء.  

المساهمون