اليمن: بوادر انفراج جنوباً بعد لقاء هادي والزبيدي

23 أكتوبر 2020
هادي والزبيدي خلال اللقاء (تويتر)
+ الخط -

دفع اللقاء الذي جمع مساء أمس الخميس في الرياض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي برئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزبيدي، ووفد المجلس في مشاورات الرياض، إلى بروز ملامح انفراجة على الأرض، وسط تكهنات وتباين في الآراء، بين من يستبشر خيراً من اللقاء، وبين من يشكك في إمكانية تحقق أي تقدم إيجابي لحل الأزمة، باعتبار أن التحالف السعودي الإماراتي لن يسمح بذلك، وسيعمل على إفشاله، على الرغم من أن هناك تغييرات على الأرض، من طرفي الصراع، لا سيما ما يخص إنهاء التوتر العسكري من خلال الانسحابات العسكرية من مناطق الاشتباك بينهم. 

وكشفت مصادر عسكرية خاصة، لـ"العربي الجديد"، من فريقي الشرعية و"الانتقالي"، اليوم الجمعة، أنّ هناك بوادر انفراجة على الأرض في ما يخص الجانب العسكري مع تقدّم حوارات الرياض، وذلك من خلال اتجاه الطرفين للبدء بتطبيق تفاهمات الشق العسكري، ولا سيما الانسحابات من عدن وأبين، والتي بدأت لإنهاء التوتر ووقف الاشتباكات في أبين وتخفيف كل طرف من تواجده في جبهات الصراع في محيط زنجبار والشيخ سالم والطرية في أبين وسحب جزء من القوات هناك، لا سيما التعزيزات الأخيرة التي دفع الطرفان بها، وكل ذلك من أجل إظهار حسن النوايا مع تقدم مشاورات الرياض بين الطرفين، ولقاء الرئيس اليمني بوفد المجلس.

وأكدت المصادر أنّ الانسحابات لا تخص فقط أبين ومناطق الصراع فيها بل أيضاً تستهدف دفع المشاورات، لا سيما بانسحاب مليشيات "الانتقالي" من العاصمة المؤقتة عدن، بعد تخفيف التصعيد بين الطرفين والاحتقان المجتمعي الذي خلّفه الصراع في مناطق الجنوب، تحديداً في عدن، بعد التحريض والتحريض المضاد. 

 

وبعد لقاء الرئيس اليمني بوفد "الانتقالي"، خرجت الكثير من التعليقات حول ذلك وتأثيره على المجتمع اليمني. وأكد الصحافي مدين مقباس أنّ اليمنيين البسطاء هم الأكثر ابتهاجاً بالسلام، قائلاً في منشور له عبر موقع "فيسبوك": "كانت فرحة البسطاء أكثر من غيرهم باللقاء، لأنهم الخاسرون من الصراع، ولأنهم وصلوا إلى قناعة أن لا جدوى من الحرب، وأن استمرارها لن يفيد أي طرف بقدر ما يغرق البلد والشعب اليمني شمالاً وجنوباً بمزيد من المشاكل الخدمية والاقتصادية والاضطرابات الأمنية التي طاولت الفقراء فقط من دون أن يشعر بها تجار الحروب من الطرفين أو يتأثر بها أبناؤهم". 

 

وإذ تساءل عما إذا كان هذا الانفراج سيضع حداً للأزمة وتعقيداتها ويسرع بتنفيذ اتفاق الرياض، تابع مقباس بالقول "سيجلس قادة الصراع والحرب معاً، وستذوب خلافاتهم وتبايناتهم، لكن تلك الخلافات التي بين القادة الصغار صعب إذابتها وتحتاج إلى وقت طويل للتغلب على آثارها لأنه من الصعوبة محو آثار الشحن الذي تعرضت له عقولهم بالكراهية والمناطقية وتنمية السلوك العدواني لدى أنصارهم واستعداء المجتمع، لهذا تتطلب المرحلة المقبلة تضافر الجهود لترميم النسيج الاجتماعي للتعافي من التشوهات التي مزقته بسبب الحروب والصراعات وشحن عقول الأغبياء بالكراهية والعنصرية المدمرة". 

من جهته، دعا رئيس تحرير صحيفة "يافع نيوز"، المقرب من "المجلس الانتقالي"، ياسر اليافعي، الجميع إلى دعم هذا التقارب واللقاء الذي جمع الرئيس اليمني بوفد المجلس، معتبراً في منشور على صفحته في "فيسبوك" أن هذا التقارب كفيل بتخفيف الاحتقان في عدن وإنهاء معاناة المواطنين. 

 

وعلى الرغم من التفاؤل الكبير في أوساط الناس في عدن من أن اللقاء سيدفع باتجاه إنهاء حالة الصراع ومعاناة أهالي المدينة والانقسام المجتمعي وتوفير الخدمات والمرتبات واستعادة الحياة من جديد بعد ست سنوات من الفوضى والصراع، لكن في المقابل هناك رأي آخر متشائم ويرى أن هذا التقارب المفاجئ بين هادي و"المجلس الانتقالي" سيُفشله التحالف السعودي الإماراتي.

وقال الناشط العدني هاني قاسم إنّ الجميع يدرك أن الكل في عدن يتمنى إنهاء معاناة المدينة وسكانها وعودة الحياة الطبيعية إليها، لكن في الوقت نفسه يدرك أن التحالف السعودي الإماراتي لن يسمح بالتقارب بين الشرعية و"الانتقالي"، وسيعمل على إفشال ذلك لأنه ليس من مصلحته، بل إن مصلحته هي الفوضى واستمرار الصراع بين الطرفين، وهو الضامن لاستمرار الفوضى والتي تدار من التحالف نفسه.