اليمن: القوات الحكومية تصدّ هجمات للحوثيين في تعز

30 يوليو 2023
مدفعية الجيش اليمني تقصف مواقع للحوثيين (فرانس برس/ أرشيف)
+ الخط -

أعلنت القوات الحكومية في محافظة تعز، جنوب غربي اليمن، يوم السبت، أنها خاضت مواجهات عنيفة ضد جماعة الحوثيين، المدعومين من إيران، في مختلف الجبهات المحيطة بالمدينة المحاصرة، وصدت عدداً من هجماتهم.

وقال نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي في قيادة محور تعز العسكري العقيد عبد الباسط البحر، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات العدو شنّت، خلال الـ24 ساعة الماضية، محاولات هجوم فاشلة على مواقعنا في الجبهة الشمالية الشرقية لمدينة تعز، في مواقع الصفاء والمشروع والكمب جبهة كلابة، مع قصف مدفعي".
 
وأضاف أنه "دارت على إثر تلك الهجمات اشتباكات عنيفة، تمكنت خلالها قواتنا بفضل الله أولاً، ثم بعزيمة الأبطال، من التصدي، ودحر العدو وإلحاق خسائر مادية وبشرية في صفوفه".

وتابع: "كما قام الحوثيون بمحاولات تسلل فاشلة في الجبهات الشرقية للمدينة، وفي الكدحة ومقبنة في الأرياف الغربية"، مشيراً إلى "محاولات استخدام الطيران المسير الاستطلاعي"، والذي قال إن الدفاعات الجوية لقوات الجيش "تمكنت من التصدي له"، مشيراً إلى عدم تحقيق "العدو أي نتيجة من تلك الهجمات، سوى ما مُني به من خسائر".
 
وقال البحر إن جماعة الحوثي تهدف "من التصعيد والأعمال العدائية والقتالية، في جبهات تعز المختلفة، إلى إحداث اختراق أو تحقيق مكاسب ميدانية تدعم مواقفها السياسية، أو تشدد حصارها على المدينة"، وكذلك "استطلاع لقواتنا ومعرفة نقاط القوة والضعف، للترتيب لهجوم كبير قادم ربما".

وأشار إلى استعدادات كبيرة تقوم بها جماعة الحوثي في محيط المدينة، التي تفرض عليها حصاراً يدخل عامه التاسع، معبراً عن أمله بأن يفرز "لقاء المخا التاريخي لعضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق مع المكونات السياسية والسلطة المحلية بتعز وتهامة"، والذي عُقد أمس الجمعة، "أثراً إيجابياً على اهتمام مجلس القيادة ودعم الجيش بالسلاح النوعي لتحرير المدينة".

وقال المركز الإعلامي لقيادة المحور إن قتيلاً من قوات الحوثي سقط وجرح آخر، "أثناء محاولتهما زرع عبوة ناسفة في الجبهة الشمالية للمدينة". 

وتشهد مختلف جبهات القتال في البلاد وضعاً يشبه الهدنة، منذ انتهاء الهدنة بشكل رسمي، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وتعثر تجددها نتيجة اشتراطات للحوثيين وصفت بـ"غير المعقولة"، لكن وعلى الرغم من هذا الوضع ما تزال بعض الجبهات، لا سيما في تعز ومأرب وحجة، تشهد معارك متقطعة، ومناوشات، وتبادلاً للقصف المدفعي بين الحين والآخر.

خزان صافر النفطي

إلى ذلك، عبّرت سلطنة عُمان عن أملها في أن يسهم التقدم في ملف خزان النفط صافر، والبدء بتفريغه من قبل الأمم المتحدة، في التوصل إلى حلول مقبولة للأطراف حول مختلف قضايا الصراع، من خلال الحوار بين مختلف القوى السياسية اليمنية، تحت رعاية أممية.

وترعى سلطنة عُمان، منذ سنوات، مشاورات بين الحوثيين والسعودية بلغت مراحل متقدمة، قبل أن يعلن الحوثيون قبل أسبوع توقفها عند نقطة المرتبات، التي يشترط الحوثيون صرفها وفقاً لكشوفاتهم، فيما تصر الحكومة ومن خلفها التحالف على صرفها بحسب كشوفات ما قبل استيلاء الحوثيين على الدولة في عام 2014.

وعبّرت السلطنة عن ترحيبها ببدء عملية تفريغ النفط من الخزان العائم (صافر) الراسي قبالة السواحل اليمنية لتجنب حدوث كارثة بيئية، في السواحل والمياه الإقليمية اليمنية والبحر الأحمر، مشيدة بجهود الأمم المتحدة وتعاون الأطراف اليمنية والمجتمع الدولي، لتفريغ أكثر من مليون برميل من النفط إلى الناقلة الجديدة التي تحمل اسم "اليمن". 

في غضون ذلك، أفادت الأمم المتحدة بأن عملية إنقاذ خزان "صافر" تسير بسلاسة، وتمكنت الفرق الفنية حتى اليوم من تفريغ نحو عشرين في المائة من النفط إلى الناقلة البديلة.
 
وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في بيان، إنه تم تفريغ 223 ألف برميل من النفط بأمان إلى حتى اليوم، وإن الفرق تحرز تقدماً كبيراً في وقف تسرّب النفط إلى البحر الأحمر.
 
وكانت الأمم المتحدة قد بدأت، الثلاثاء الماضي، عملية ضخ النفط من الخزان المتهالك إلى السفينة البديلة، ومن المقرر أن تستمر العملية تسعة عشر يوماً، تعقبها عملية تنظيف الخزان وتجهيزه، ومن ثم الاتفاق على آلية بيع كمية النفط المنقولة.

قيادة موحّدة لـ"المجالس الشعبية"

 في سياق آخر، أعلنت مجالس المقاومة الشعبية توحيد جميع مجالس المقاومة تحت قيادة واحدة، وذلك في ختام مؤتمر تشاوري عقد بمأرب، وتحت مسمى "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية" بهدف تطوير أداء المقاومة، وتنسيق جهودها، بما يخدم معركة استعادة الدولة، وإنهاء الانقلاب.
 
وقال نائب رئيس المجلس المعلن، عبد الحميد عامر، في بيان، إن المجلس الأعلى يتكون من ممثلي الأقاليم، وممثلي مجالس المقاومة في المحافظات، بالإضافة إلى اللجنة الاستشارية، مؤكداً أنه "سيستكمل تشكيل هيئاته ولجانه التنفيذية والمكاتب المتخصصة، في أول اجتماعاته المقررة خلال شهر من تاريخ الإشهار". 
 
وأعلن أيضاً عن القيادة العليا للمجلس، التي ضمت: حمود سعيد المخلافي، وهو واحد من أبرز قادة المقاومة ومن أوائل من قاد مشروع مقاومة الحوثيين في تعز، رئيساً. عبد الحميد محمد عامر، وهو من قيادات المقاومة بمحافظة الجوف، نائب الرئيس لشؤون المحافظات والمقاومة. إضافة إلى شخصيات أخرى من قيادات المقاومة في شمالي وجنوبي اليمن.
 
وجرى في فعالية الإشهار التي عُقدت، يوم السبت في مأرب، قراءة وثيقة البرنامج السياسي، والمبادئ والالتزامات التي حددت أبرز أهداف وسياسات المجلس.