اليمن: أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي يصعّدون في حضرموت

08 ديسمبر 2022
مقاتلون تابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي (صالح عبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

شهدت مدينة سيئون، مركز مديريات وادي حضرموت شرقي اليمن، الخميس، تظاهرات وقطعا للطرقات العامة وإغلاقا لمحال تجارية من قبل أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، للمطالبة بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من المديريات بحجة أنها قوات شمالية.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن عشرات من الشبان المحتجين انتشروا في مدينة سيئون وعدد من المديريات المجاورة، وقطعوا الطرقات عبر رمي الحجارة وإضرام النار في الإطارات التالفة، وشوهدت محال تجارية مغلقة استجابة لإعلان ما سمي "شباب الغضب" التابع للانتقالي، الذي دعا لتنفيذ عصيان مدني رفضاً لقرار التعيين في المنطقة العسكرية والتأكيد على مطلبهم في إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من حضرموت التي يعتبرونها "قوات احتلال".

وكان أنصار الانتقالي أغلقوا عدداً من الطرق الرئيسية في سيئون، الليلة الماضية، احتجاجاً على التعيينات العسكرية الأخيرة، بالتزامن مع حملة تصعيد من قبل وسائل إعلام تابعة للمجلس المطالب بانفصال جنوب البلاد، ما ينذر بفشل جهود مجلس القيادة الرئاسي الذي حاول تهدئة التوتر عبر جملة من التغييرات التي أجراها في قيادة المنطقة المدنية والعسكرية.

وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي، علي الكثيري، إن قوات المنطقة العسكرية الأولى واجهت "شباب مدينة سيئون وعصيانهم المدني برصاص أسلحتها، وبحملة الاعتقالات والمطاردات"، مضيفاً: "المنطقة العسكرية الأولى عبرت اليوم عن طبيعتها الإرهابية".

يأتي ذلك عقب تغييرات أجراها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الثلاثاء الماضي، في وادي حضرموت، شملت وكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء وقيادات في المنطقة العسكرية، في محاولة لنزع فتيل التوتر قبيل اعتصامات وتظاهرات يخطط مناصرون لـ"الانتقالي" لتنظيمها ابتداء من اليوم الخميس، ضمن حملة تصعيد بدأها قبل أشهر.

وفيما رحبت مكونات قبلية حضرمية بالقرارات؛ أعلن مكون يدعى "شباب الغضب"، وهو مكون يتبع الانتقالي الجنوبي، رفض تلك القرارات، وهو ما عبر عنه مسؤولون وإعلاميون في المجلس على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويسعى المجلس لإخراج المنطقة العسكرية الأولى من مديريات وادي حضرموت الغنية بالموارد النفطية والغازية، ويقول مناوئوه إنه يسعى للسيطرة على المحافظة في مسعى للتوسع والسيطرة شرقاً ويدفع بذلك المبرر لتحقيق هدفه، بعد أن أحكم قبضته على محافظات جنوبي البلاد.

وقال وزير النقل السابق في الحكومة اليمنية والشخصية الجنوبية المعروفة صالح الجبواني، لـ"العربي الجديد"، إن تظاهرات الانتقالي "تأتي فقط لإيهام الناس أنه غير راض عن قرارات التغيير الأخيرة"، مؤكداً أن "القرارات جاءت كلها لتخدم ما يريده الانتقالي، وتحقق ما يريده من السيطرة على محافظة حضرموت".

وأشار الجبواني إلى أن "تعيين قائد كتيبة المهام الخاصة في نخبة الإمارات أركاناً للمنطقة"، يهدف إلى "تفكيك المنطقة العسكرية الأولى، والذي يجرى بمباركة سعودية"، وهي "إحدى نتائج زيارة العليمي (أخيراً) للإمارات".

وقال إن "تعيين ضباط من أبناء حضرموت يتبعون الانتقالي في قيادة المنطقة يمهد الطريق لإسقاطها في أيدي الانتقالي، كما حصل في شبوة"، مضيفاً: "ستنتهي العملية بدخول العمالقة ونخبة الساحل للوادي والصحراء، وسيكون العليمي قد أتم المهمة المكلف بها"، وفق قوله.

وتعد تظاهرات اليوم، التي أعلن مناصرو الانتقالي أنها ستستمر حتى تحقيق مطالبهم، خطوة في مسار التصعيد الذي تشهده المنطقة في السنوات الأخيرة، وتصاعدت وتيرته عقب سيطرة المجلس الانتقالي على محافظة شبوة المجاورة بقوة السلاح منتصف أغسطس/آب الماضي.

ويذكر أن قرارات مجلس القيادة الرئاسي جاءت عقب دعوات مكونات قبلية لتمكين أبناء المحافظة من قيادة المنطقة العسكرية وقطع الطريق على مطالبات الانتقالي، الذي يتحجج بأن قيادة تلك القوات تنتمي لمناوئين سياسيين، ويرى مراقبون أنها مدفوعة بإرادة سعودية، لا سيما أنها جاءت عقب نشاط سعودي واجتماعات عقدها قائد قوة التحالف في سيئون خلال الفترة الماضية.

وتمتد مديريات الوادي والصحراء على مساحة شاسعة تغطي معظم حضرموت، كبرى المحافظات اليمنية، وتمثل عمقاً استراتيجياً وتاريخياً للسعودية التي تشترك معها بمساحة حدودية واسعة، إضافة إلى منفذ بري في منطقة الوديعة على الحدود اليمنية السعودية.

المساهمون