قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، إنّ بلاده مستعدة لإجراء محادثات جادة مع بريطانيا حول القضايا المتعلقة بالهجرة غير الشرعية، "لكنها لن تكون رهينة السياسة الداخلية في لندن".
وزاد توتر العلاقات بين البلدين، الأسبوع الماضي، بعد وفاة 27 شخصاً غرقاً أثناء محاولتهم عبور بحر المانش.
وقال دارمانان، للصحافيين بعد اجتماعه مع نظرائه من بلجيكا وألمانيا وهولندا في كاليه (شمال فرنسا)، بغياب بريطانيا، إنّ "بريطانيا تركت أوروبا وليس العالم، نحن بحاجة إلى العمل بجدية في ما يتعلق بهذه المسائل... من دون أن نكون رهينة للسياسات الداخلية البريطانية"، وأضاف أنّ لهجة لندن في الغرف المغلقة لم تكن هي نفسها في العلن.
وقال دارمانان إنّ فرنسا كانت تواجه قضية الهجرة غير الشرعية إلى بريطانيا منذ 25 عاماً، وحان الوقت للندن كي تنتبه لذلك.
وأضاف دارمانان "علينا أن نعمل مع أصدقائنا البريطانيين وأن نقول لهم بضعة أمور: أولاً أن نتساعد في شكل مشترك لمكافحة المهربين"، لافتاً إلى "نقص في المعلومات الاستخباراتية وتلقي الشرطة الفرنسية ردوداً متأخرة أحياناً".
وأضاف "إذا كان المهاجرون يأتون إلى كاليه أو دنكيرك أو شمال فرنسا، فذلك لأنّ إنكلترا تجتذبهم، وخصوصاً سوق العمل... الذي يسمح بالعمل في إنكلترا من دون أي هوية".
طائرة لوكالة "فرونتكس" فوق المانش اعتباراً من الأول من ديسمبر
وأعلن دارمانان، إثر الاجتماع الأوروبي في كاليه، أنّ الوكالة الأوروبية للحدود "فرونتكس"، ستنشر اعتباراً من الأول من ديسمبر/كانون الأول، طائرة للمساعدة في مكافحة تهريب المهاجرين في المنطقة المذكورة.
وأوضح الوزير أنّ هذه الطائرة "ستحلّق نهاراً وليلاً" فوق المنطقة من فرنسا إلى هولندا.
وفي بيان مشترك، توافقت ألمانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا على "تعزيز تعاونها العملاني" ضد عمليات التهريب و"تحسين التعاون المشترك مع المملكة المتحدة".
واستبعد دارمانان من الاجتماع نظيرته البريطانية بريتي باتيل رداً على رسالة نشرها بوريس جونسون مساء الخميس على "تويتر"، يطلب فيها من باريس استعادة المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا آتين من فرنسا.
وفي السياق نفسه، تساءل وزير الدولة للجوء والهجرة في بلجيكا سامي مهدي "لماذا يريد عدد كبير من الأشخاص الوصول إلى بريطانيا ويرون أنّ بريطانيا بمثابة جنة؟". وأضاف "علينا أن نتقدم في شكل أسرع بكثير لضمان عدم تكرار هذه المآسي".
في المقابل، دعت الحكومة البريطانية فرنسا، الأحد، مجدداً إلى التعاون لمكافحة شبكات تهريب المهاجرين في بحر المانش، في مسعى لاحتواء غضب باريس التي استثنت لندن من الاجتماع الأوروبي حول هذا الموضوع.
وقال وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، لشبكة "سكاي نيوز" "ينبغي علينا جميعاً بذل كل ما في وسعنا لكسر النموذج الاقتصادي لهؤلاء المهربين"، و"هذا يشمل التعاون الوثيق مع أصدقائنا الفرنسيين".
وأكد الوزير البريطاني "هذا هو بالضبط الأمر الذي يجب تطبيقه"، معتبراً أنّ رئيس الوزراء البريطاني "لم يكن مخطئاً على الإطلاق" عندما كشف عن الرسالة على "تويتر".
Sajid Javid defended the government's plans to break international law on refugees, and Trevor #Phillips sat there and then just changed the subject.
— Femi (@Femi_Sorry) November 28, 2021
Are you a journalist or just a Tory, @TrevorPTweets? pic.twitter.com/SOh4reMJUP
وأضاف "سياستنا واضحة جداً.. يجب أن تتوقف هذه القوارب، لا يمكننا القيام بذلك بمفردنا، نحتاج للتعاون مع الفرنسيين".
ألمانيا تدعو إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن أزمة المهاجرين
واعتبر مسؤول كبير في وزارة الداخلية الألمانية، اليوم الأحد، أنّ "من الملح التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا" يتصل بأزمة المهاجرين.
وقال شتيفان ماير سكرتير الدولة البرلماني في وزارة الداخلية الفيدرالية، في مؤتمر صحافي في مقر بلدية كاليه، إنّ "لبريطانيا دوراً مهماً تؤديه، ينبغي التوصل إلى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا".
وتصاعد التوتر على جانبي بحر المانش منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خصوصاً بسبب صيد السمك.
وتهدد فرنسا بفرض عقوبات إذا لم يحصل الصيادون الفرنسيون على مزيد من التراخيص للعمل في المياه البريطانية.
وتفاقمت أزمة الثقة بين البلدين أكثر عندما اكتشفت باريس في سبتمبر/أيلول أن واشنطن ولندن وكانبيرا تفاوضت سراً على اتفاقية شراكة استراتيجية، خسرت على أثرها فرنسا عقدا ضخما لبيع غواصات لأستراليا.
البابا فرنسيس يرفض "أي نوع من الاستغلال" لقضية المهاجرين
ومن جهته أعرب البابا فرنسيس، الأحد، عن "ألمه" حيال المهاجرين الذين لقوا حتفهم الأربعاء في بحر المانش، والعالقين على الحدود البيلاروسية، والذين يفارقون الحياة في البحر المتوسط، رافضاً أي "نوع من الاستغلال" لقضيتهم.
وقال الحبر الأعظم خلال صلاة الأحد التقليدية في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان "أشعر بالألم (...) حيال أولئك الذين ماتوا في قناة المانش وأولئك على الحدود مع بيلاروسيا، وبينهم العديد من الأطفال، وأولئك الذين يغرقون في البحر المتوسط".
وحادث الغرق الذي أودى بـ27 شخصاً على الأقل الأربعاء، هو الأسوأ في بحر المانش الذي يعبره مهاجرون يومياً مستخدمين زوارق هشة في محاولة للوصول إلى السواحل الإنكليزية.
وأضاف البابا "دعونا نفكر في عدد المهاجرين الذين يتعرضون هذه الأيام لمخاطر بالغة والذين فارقوا الحياة على امتداد حدودنا".
وتابع "أجدد مناشدتي أولئك الذين يمكنهم المساهمة في حل هذه القضايا، لا سيما السلطات المدنية والعسكرية، لكي يسود التفاهم والحوار على أي نوع من الاستغلال".
وفي رسالة عبر الفيديو، تم نشرها السبت، قبيل زيارته لقبرص واليونان الأسبوع المقبل، أعرب البابا فرنسيس عن أسفه لكون البحر المتوسط أصبح "مقبرة هائلة".
(فرانس برس، رويترز)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
