يشارك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، في الاجتماع الوزاري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، كما من المقرر أن يعقد لقاءين ثنائيين مع نظيريه الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، والكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح، وسط توقعات بأن تتصدر ملفات أوكرانيا والنفط والغذاء جدول أعمال المحادثات.
ومن اللافت أنّ زيارة لافروف للخليج تتزامن مع توصل بلدان الاتحاد الأوروبي إلى صيغة توافقية لفرض حظر جزئي على النفط الروسي مع إعفاء النفط المورد عبر الأنابيب من الحظر، بعد مفاوضات أوروبية دامت لشهر ونصف الشهر اصطدمت بروكسل خلالها بالموقف المجري الرافض للحظر الكامل على النفط الروسي.
وفي هذا السياق، توقعت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا في عددها الصادر اليوم، ألا يغفل المشاركون في الاجتماع الوزاري قضايا البحث عن سبل دبلوماسية لتسوية النزاع في أوكرانيا، وتقديم العون الشامل للاجئين والمهجرين، وحماية المدنيين، على أن يكون التركيز على ثلاثة ملفات رئيسية، وفي مقدمتها النفط.
وفي تقرير بعنوان "لماذا يزور لافروف دول الخليج؟"، ذكرت الصحيفة أن هذه الملفات الثلاثة هي تنسيق السياسة النفطية لروسيا ودول التعاون الخليجي، ووضع نوع من المقاربة المشتركة لحل المشكلة الغذائية الناجمة عن أعمال القتال في أوكرانيا التي أدت إلى تقلص إنتاج الغذاء وارتفاع أسعاره، والنظر المبدئي في رغبة عدد من الدول وفي مقدمتها السعودية في الانضمام إلى مجموعة "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا).
ولفت كاتب التقرير إلى أنه رغم الضغوط الغربية، إلا أن دول الخليج تتجاهل المطالب بزيادة إنتاج النفط والغاز وخفض أسعارهما، رافضة فرض حظر على الموارد الروسية من النفط والغاز، مرجعة ذلك إلى شروط اتفاق "أوبك+" الذي يضم كبار منتجي النفط داخل منظمة "أوبك" وخارجها.
وعلى صعيد سياسي، تتبنى الدول العربية موقفاً منضبطاً حيال الحرب الروسية في أوكرانيا، مكتفية بإصدارها بيانات مطابقة للموقف الغربي دون أن تلحق أي ضرر يذكر بموسكو، وفق "نيزافيسيمايا غازيتا".
ووصل لافروف إلى السعودية قادماً من البحرين، أمس الثلاثاء، واستهل زيارته للرياض بعقد محادثات مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ونظيره السعودي، فيصل بن فرحان، الذي تناول اللقاء معه الوضع حول أوكرانيا واقتصاد الدول العربية، بما في ذلك أسعار النفط.
ووفق وكالة الأنباء السعودية، شهد اللقاء بحث "سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حيال مستجدات الأوضاع في المنطقة".
وبشأن الأزمة في أوكرانيا، أكد وزير الخارجية السعودي لنظيره الروسي أن "المملكة على استعداد لبذل الجهود اللازمة للمساهمة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة".
وأكد ابن فرحان، أن "موقف المملكة المبني على أسس القانون الدولي ودعمها للجهود الهادفة للتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة ويحقق الأمن والاستقرار".