بدأ النظام السوري تطبيق خطة تهدف إلى تهجير من بقي من شباب محافظة القنيطرة في جنوب سورية الرافضين الانضواء في المليشيات التابعة له، في تكرار لنفس السيناريو الذي طبّقه في عدة مناطق سورية اضطرت لتوقيع اتفاقات "تسوية" اتضح لاحقاً أنها بوابة لأجهزة النظام الأمنية للفتك بالمعارضين.
وذكر "تجمع أحرار حوران" الأربعاء أن رئيس فرع الأمن العسكري في بلدة سعسع في ريف دمشق الغربي، العميد طلال العلي طالب وجهاء بلدة "أم باطنة" في ريف القنيطرة بضرورة تسليم 40 شاباً من أبناء البلدة مع أسلحتهم لتقديمهم إلى محكمة عسكرية، أو الخروج عبر الحافلات إلى مدينة إدلب شمال غربي سورية.
وبيّن المصدر "إن العلي رفض إجراء تسوية شاملة" لهؤلاء الشبان الذين كانوا ضمن فصائل المعارضة السورية في جنوب سورية قبل التوصل لاتفاقات "تسوية" في المنطقة منتصف عام 2018. وبحسب المصدر، فإن النظام يعمل على اعتقال هؤلاء أو تهجيرهم بسبب رفضهم الانضواء في المليشيات التابعة للنظام أو الإيرانيين في الجنوب السوري.
من جانبه، أوضح الناشط الإعلامي أبو حسن الجولاني، في حديث مع "العربي الجديد" أن النظام السوري "يفتعل أحداثا أمنية ويفجر عبوات ناسفة ويتهم المقاتلين السابقين في الجيش السوري الحر لتفريغ المحافظة ممن بقي من شبابها ورجالها".
وبيّن الجولاني أن المدعو خالد أباظة متزعم مليشيا "كتائب البعث" يتصدر الداعين إلى تهجير شبان المحافظة، مشيراً إلى أن أباظة ينتمي إلى الأقلية الشركسية في المحافظة. ومنذ منتصف 2018، هجّر النظام إلى الشمال السوري الكثير من مقاتلي فصائل المعارضة السورية من أجل إخضاع الجنوب السوري برمته لسلطته.
وتعد القنيطرة من محافظات الجنوب السوري وهي متاخمة للجولان السوري المحتل من قبل إسرائيل حيث كان تابعاً إداريا لها في 1967 عندما احتله الجيش الإسرائيلي، واضطر جل سكان القنيطرة للهجرة إلى الداخل وخاصة إلى دمشق وريفها بعد احتلال أغلب المحافظة من الجيش الإسرائيلي.
وتعد مدينة القنيطرة واسمها تصغير لكلمة قنطرة أي الجسـر، كبرى مدن المحافظة التي تعد أصغر المحافظات السورية لجهتي السكان والمساحة والتي تبلغ نحو 2000 كيلو متر مربع. ويشكل العرب غالبية سكان المحافظة مع أقلية من الشركس والتركمان يسكن معظمهم في أحياء دمشق الجنوبية منذ النزوح الكبير في عام 1967.
وكانت فصائل الجيش السوري الحر انتزعت السيطرة على محافظة القنيطرة خلال الثورة السورية باستثناء مدينتي "البعث"، و"خان أرنبة" قبل أن تضطر هذه الفصائل إلى عقد اتفاقات بإشراف الجانب الروسي تبيّن لاحقا أنها مجرد بوابة لعودة النظام وأجهزته إلى عموم الجنوب للفتك مجدداً بالمعارضين وخاصة من مقاتلي المعارضة السورية.
وحول الوجود الإيراني في محافظة القنيطرة، أوضحت مصادر محلية أن للإيرانيين وجوداً مستتراً، مشيرة إلى أنهم "يتخذون من سرايا اللواءين 61، و90 التابعين لقوات النظام السوري في محافظة القنيطرة مراكز انتشار لهم"، وفق المصادر.