النظام السوري يعزز وجوده في ريف درعا الغربي: عملية عسكرية جديدة بزعم ملاحقة "داعش"؟

25 سبتمبر 2023
لم يعلن النظام السوري حتى الآن عن هدفه من إرسال هذه التعزيزات (أسوشييتد برس)
+ الخط -

دفعت قوات النظام السوري، خلال الأيام القليلة الماضية، بتعزيزات عسكرية ضمن آليات ثقيلة وعناصر مشاة إلى ريف محافظة درعا الغربي، جنوب سورية، وسط ترجيحات بأن النظام يستعد لتنفيذ عملية عسكرية بُحجة وجود خلايا لتنظيم "داعش" في المنطقة.

وقال "تجمع أحرار حوران" (تجمع صحافيين وناشطين يعملون في الجنوب السوري)، إنّ قوات النظام دفعت بتعزيزات وصلت إلى ثكنة الري العسكرية الواقعة بين بلدتي اليادودة والمزيريب غربي درعا، مؤكداً أن تعزيزات عسكرية مماثلة وصلت إلى منطقة المفطرة الواصلة بين اليادودة وحي الضاحية في مدخل مدينة درعا الغربي، جنوب سورية.

وأشار التجمع إلى أن التعزيزات الأخيرة التي وصلت خلال الأيام القليلة الماضية تحتوي على عناصر مشاة، وبعض العتاد الثقيل كالآليات والدبابات والمضادات الأرضية، مبيناً أن النظام يدعي أن هنالك عناصر وصفوها بالغرباء في المنطقة المحيطة بمدينة طفس، حيث يتخذ النظام من ذلك ذرائع لفرض الإتاوات على أصحاب الأراضي الزراعية، خاصة في موسم جني الثمار.

ووفق التجمع، فإن دبابتين و4 عربات مجنزرة من نوع "BMB" تمركزت، الخميس الماضي، قرب قصر عضو مجلس الشعب السابق، فاروق الحمادي، بين مدينتي إنخل وجاسم، بريف محافظة درعا الشمالي، وقامت بعمليات تدشين ورفع سواتر ترابية في المنازل التي تحتلها قوات النظام.

ووصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى المنطقة الواصلة بين مدينة جاسم وكفر شمس، وقامت بتثبيت نقطة عسكرية في تلك المنطقة، كما نشرت حاجزاً عسكرياً على طريق البحص الواصل بين مدينتي جاسم ونوى، ونشرت أيضاً حاجزاً آخر على الطريق الترابي الواصل بين مدينتي جاسم وإنخل، تزامناً مع نشرها نقطة عسكرية جديدة شرق تل الهش على الطريق الواصل بين مدينة نوى وقرية برقة غربي محافظة درعا، وذلك عقب وصول تعزيزات عسكرية شملت عناصر مشاة وآليات ثقيلة.

ولفت التجمع إلى أن تعزيزات عسكرية لقوات النظام وصلت إلى تل الجابية الذي يقع غربي مدينة نوى، وتعزيزات أخرى إلى مدينة درعا، مركز المحافظة، توزعت على عدد من الثكنات والمواقع العسكرية فيها، كما قامت قوات من الفرقة التاسعة في منطقة اللجاة بنشر حواجز عسكرية جديدة، خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة لرفع سواتر ترابية وعمليات تدشين بين المنطقة الواصلة بين قرية خبب وقرية الداما القريبة من السويداء، حيث نشرت الفرقة التاسعة أيضاً حاجزاً جديداً لها على مفرق قرية الشياحة على الطريق الواصل بين قريتي جدل والداما، وأنشأت مفرزة أمنية ضمن أحد المنازل شرقي قرية جدل، ونقطة عسكرية بين قريتي الشياحة والشومرة.

من جانبه، يرى الحقوقي عاصم الزعبي، وهو عضو لدى "تجمع أحرار حوران"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "حتى الآن يقوم النظام بإرسال تعزيزات إلى الريف الغربي وفي محيط جاسم بالريف الشمالي، وهذه التعزيزات هي الأكبر منذ يوليو/ تموز 2021"، موضحاً أنه "حتى الآن لم يعلن عن هدف محدد ولم يقم بطلب أي شيء من الأهالي، ما يعطي مؤشراً أن التعزيزات هي لتثبيت وجوده وتعزيره في هذه المناطق".

وأشار الزعبي إلى أن "النظام كالعادة يستغل مجموعة من عناصر (داعش) ممن يقوم بتحريكهم هو في هذه المناطق لإرسال تعزيزات أو شن هجمات أو حصار أو ربما يسعى لتسوية جديدة"، لافتاً إلى أن "هناك أمراً لا بد من ذكره، وهو تهديد استباقي لخروج مظاهرات مناهضة له في هذه المناطق التي تعتبر أشد معارضة له في المحافظة، خاصة بعد تهديدات رئيس فرع الأمن العسكري للأهالي بشنّ عمليات عسكرية في كل منطقة تخرج للتظاهر وتطالب بإسقاط النظام"، منوهاً بأن "الهدف الحقيقي سيتضح من هذه القوات خلال الأيام القادمة، ولكن حتى الآن لا يمكن الجزم بعملية عسكرية".