أعلن النظام السوري، اليوم الأربعاء، بدء "تسويات أمنية" للمطلوبين في محافظة الرقة شمالي شرقي سورية والتي يسيطر على أجزاء منها، وفق ما نقلت وسائل إعلامه التي أشارت إلى أن العملية بدأت في مركز مدينة السبخة بريف المحافظة.
ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية عن محافظ الرقة لدى النظام، عبد الرزاق خليفة، قوله إن جميع الحواجز والنقاط الأمنية والعسكرية والمدنية مستنفرة لأجل استقبال أبناء محافظ الرقة الراغبين في "التسوية".
وعبّر خليفة عن أمله في ألا تكون هناك معوقات يمكن أن تقوم بها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي "قد تعمل على منع الراغبين في التسوية من الوصول إلى السبخة"، بحسب قوله.
وبثت وسائل إعلام النظام صورا قالت إنها تظهر الإقبال الكثيف للأهالي على التسوية من جميع أرجاء الرقة التي كانت أول المحافظات التي خرجت عن سيطرة النظام قبل نحو تسع سنوات.
وفي هذا الصدد قال الناشط الإعلامي في المنطقة أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد" إن "النظام السوري يعدّ لهذه التسويات منذ عدة أشهر بالتنسيق مع الروس، واستقدم عدداً من أبناء المنطقة النازحين بالفعل في محافظات أخرى إلى ديارهم لتصوير عودتهم".
وأضاف أن النظام يحاول من خلال هذه "التسويات" المتنقلة من دير الزور إلى الرقة تقديم نفسه أمام المجتمع الدولي بأنه "بيئة آمنة" أفضل من "قسد" الشريك الرئيسي للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وفي الوقت ذاته "خلق زعزعة وانقسام اجتماعي" داخل مناطق سيطرة "قسد".
وأكد البوكمالي أن أجهزة النظام الأمنية اعتقلت رغم تسويات دير الزور الأخيرة أكثر من 100 شخص رغم الوعود التي قدمها.
وتسيطر قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية على عدة مناطق في أرياف الرقة، أهمها بلدة الرصافة جنوبي مدينة المنصورة، ومدينتا معدان والسبخة، والقرى التابعة لها في الريف الجنوبي الشرقي، بينما تتواجد قوات النظام بتفاهمات مع "قسد" في ريف بلدة عين عيسى، ومحيط الطريق الدولي "M4" بريف الرقة الشمالي.
موقف العشائر و"قسد"؟
ويوم أمس الثلاثاء استبقت عشائر في الرقة هذه التسويات ببيان صدر عنها ووصفتها بأنها تمثل "تهديدا مباشرا للاستقرار"، الذي تعيشه المدينة وريفها بحسب ما نقلته وكالة "نورث برس" المقربة من "الإدارة الذاتية".
وقال شيخ عشيرة "البومانع"، محمد الجاسم، للوكالة، إن عشائر الرقة تمتلك موقفا عشائريا واضحا يرفض هذه "التسويات"، ويتبرأ من أي شخص تسوّل له نفسه التوجه نحو مناطق سيطرة النظام لإجراء المصالحة.
كما علّقت نائب الرئاسة المشاركة للمجلس التنفيذي في "الإدارة الذاتية"، أمينة أوسي، على تسويات النظام في شمال شرقي سورية وقالت إنها "تستهدف النسيج الاجتماعي في المنطقة".
وأضافت أوسي بحسب ما نقلت عنها وكالة "نورث برس" أن "حكومة النظام حاولت ولا تزال تحاول ضرب استقرار المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية، والإعلان عن بدء التسويات هو من تلك المحاولات".