النظام السوري يقصف درعا وتظاهرات تضامنية في حلب

20 اغسطس 2021
استهداف للأحياء المحاصرة بالقذائف والرشاشات الثقيلة (Getty)
+ الخط -

قصفت قوات النظام والمليشيات الموالية لها، مساء اليوم الجمعة، أحد أحياء مدينة درعا المحاصرة جنوبي سورية، كما استقدمت تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة التي تشهد توتراً منذ نحو شهرين، فيما خرجت تظاهرة في ريف حلب شمال غربي البلاد أعرب فيها المتظاهرون عن تضامنهم مع المدنيين المحاصرين هناك.

وذكر "تجمع أحرار حوران" أنّ قوات النظام استهدفت بقذائف الدبابات حي الكرك في منطقة درعا البلد المحاصرة، ولم يشر إلى وقوع خسائر، فيما بثّ مشاهد لاستهداف عناصر الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام ماهر الأسد للأحياء المحاصرة بالرشاشات الثقيلة التي تستخدم ضد الطائرات.

وأضاف التجمع الذي يعنى بأخبار المناطق الجنوبية من سورية، أنّ قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة درعا، ضمت عدداً من راجمات صواريخ، كما عززت موقعاً لها في المعصرة بالقرب من جسر أم المياذن بريف درعا الشرقي.

وأشار إلى أنّ المفاوضات بين النظام وحليفه الروسي من جهة، ولجنة التفاوض في درعا من جهة أخرى، لم تنتج أي اتفاق فيما يخص الأحياء المحاصرة، وخاصة مع إصرار الوفد الروسي على تسليم كامل السلاح للنظام.

وفي ريف حلب الشمالي الغربي، تظاهر مدنيون في مدينة أعزاز ومخيم مشهد روحين في مناطق سيطرة المعارضة تضامناً مع المدنيين المحاصرين في درعا البلد، وندّدوا بالمفاوضات التي لم ينتج عنها أي حل يحقن دماء المحاصرين.

ودخل حصار درعا البلد يومه الـ58، إذ تمنع قوات النظام وأجهزته الأمنية وصول الطحين والمياه إلى تلك الأحياء، ويترافق ذلك مع تعثر المفاوضات الجارية لإيجاد مخرج للوضع في درعا البلد، وعموم المحافظة. 

وقال المتحدث باسم لجنة التفاوض في درعا البلد عدنان المسالمة، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إنّ وفد النظام ما زال يعطل الوصول إلى حل من خلال تمسكه بمطلب تسليم السلاح بشكل كامل. ونفى المسالمة أن يكون تم طرح موضوع التهجير حتى الآن في المفاوضات.

ومنذ نحو شهرين، بدأت قوات النظام في حصار أحياء درعا البلد، ما تسبّب بأزمات إنسانية لأكثر من 50 ألف مدني، وجدوا أنفسهم في عين العاصفة من جديد، وفي المقابل فشل الجانب الروسي في فرض اتفاق يمكن أن يرضي النظام وأهالي درعا البلد، الذين قدّموا تنازلات لتجنّب الحرب، واقترحوا على الروس تأمين ممر آمن لمن يرغب بالنزوح، إما باتجاه الأردن أو الشمال السوري، ليدخل النظام بقواته إلى أحياء خالية من سكانها.

وكان مسؤولون في الأمم المتحدة قالوا إنّ الصورة القاتمة التي ترد من درعا البلد وأحياء أخرى، تؤكد المخاطر الحثيثة التي يتعرّض لها المدنيون في هذه المناطق، حيث يواجهون مراراً وتكراراً الاشتباكات وأعمال العنف، وهم في الواقع عالقون تحت الحصار، بينما تعترض طريقهم حواجز التفتيش، كما تُفرض قيود على تحركاتهم، وتعجّ شوارعهم بالدبابات، ويتمّ الاستيلاء على ممتلكاتهم وسرقتها.

دلالات