عادت العديد من الأرتال العسكرية التابعة لقوات النظام السوري أدراجها خلال الـ15 يوماً الماضية، وتموضعت في أماكن تمركزها السابقة ونقاطها العسكرية الواقعة على خطوط التماس جنوب شرقي محافظة إدلب، وذلك بعد الانتهاء من مهامها التي كلفتها بها روسيا خلال الأشهر الأربعة الفائتة.
وكانت هذه الأرتال العسكرية قد خرجت من جبهات أرياف إدلب، وحماة، وحلب، على فترات متقطعة، بهدف تمشيط البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام، الممتدة من مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وصولاً إلى بادية السخنة شرق محافظة حمص، من فلول خلايا تنظيم "داعش" التي تعاظم نشاطها مطلع العام الحالي مستهدفةً نقاطا وأرتالا عسكرية، وقوافل نفطية تابعة للنظام، من خلال شن هجمات مباغتة ونصب كمائن، أدت لمقتل العشرات من عناصر النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا.
وأكدت مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات "الفيلق الخامس"، و"الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا، أعادت أربعة أرتال، بلغ قوامها ما يزيد عن 200 آلية عسكرية تضم دبابات متنوعة، ومدافع ثقيلة من طرازات مختلفة، وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات متوسطة، إلى جبهات مدينتي معرة النعمان، وكفرنبل جنوب محافظة إدلب، وخطوط التماس القريبة من مدينة سراقب عند تقاطع الطريقين الدوليين "أم 4، أم 5" المارين منها شرق المحافظة.
وأوضحت المصادر أن القوات التي عادت إلى إدلب، سواء من الفيلق أو الفرقة، جزء منها مهامه قتالية وسيتركز على الخطوط الأولى من الجبهات، والقسم الآخر سيتركز على خط النار الثاني لقوات النظام في جبهات إدلب، لتدعيم تلك القوات بعد النقص العددي الكبير على جبهات القتال في إدلب خلال الأشهر الأربعة الماضية، وسحب ما يزيد عن 17 رتلاً من "الفرقة 25 مهام خاصة، والفيلق الخامس، ولواء القدس، والفرقة الرابعة" من جبهات إدلب وحلب وحماة إلى البادية السورية.
باديتا السخنة وتدمر لا تزالان تشهدان اشتباكات متقطعة بين خلايا "داعش" من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى
وبخصوص "الفرقة الرابعة"، التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري بشار الأسد، والتي أخرجت 80% من قواتها على فترات متفاوتة من بلدة قلعة المضيق في سهل الغاب غرب حماة، إلى محيط باديتي السخنة وتدمر شرق محافظة حمص، أشارت المصادر إلى أن هذه القوات لن تعود حالياً إلى جبهات حماة، وخاصة أن منطقة قلعة المضيق أصبحت منطقة بعيدةً نوعاً ما عن خطوط التماس، مضيفة أن باديتي السخنة وتدمر لا تزالان تشهدان اشتباكات متقطعة بين خلايا "داعش" من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى، وأن سبعة عناصر من الفرقة، بالإضافة إلى ضابط برتبة نقيب، قُتلوا قبل أمس الثلاثاء، بكمين للتنظيم في محيط تدمر شرق حمص.
وتشهد منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها) التي تُسيطر عليها المعارضة السورية خلال الأيام العشرة الماضية، تصعيداً تزداد وتيرته يوماً بعد الآخر من قبل النظام وروسيا، وذلك من خلال تكثيف القصف المدفعي والصاروخي الذي أدى لوقوع ضحايا وجرحى مدنيين، بالإضافة لشن غارات جوية روسية على القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس، لا سيما القصف المركز على محيط النقاط والقواعد العسكرية التابعة للقوات التركية في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، بُغية الضغط على تركيا لتقديم تنازلات في الملف السوري قبيل انعقاد الجولة الـ16 من "مسار أستانة" نهاية يونيو/ حزيران الحالي في العاصمة الكازاخستانية، نور سلطان.