أعلنت وسائل إعلام موالية للنظام السوري عن انتهاء عمليات التسوية، مساء اليوم الإثنين، بمدينة الميادين جنوبي شرق محافظة دير الزور، موضحةً أن "لجان التسوية ستنتقل غداً الثلاثاء إلى مدينة البوكمال، لاستقبال الراغبين بالانضمام إلى التسوية الشاملة الخاصة بأبناء المحافظة".
وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن "قوات النظام عملت، اليوم الإثنين، على نصب عدة خيام تحضيراً لمهمة إجراء التسويات، يوم غد الثلاثاء، من جهة الكراج عند مدخل مدينة دير الزور، بالإضافة إلى بعض الخيام داخل مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور، وسط استياء من قبل المليشيات الإيرانية الموجودة في المنطقة من تلك العملية".
بدروه، قال فراس علاوي، رئيس تحرير موقع "الشرق نيوز"، وهو من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "النظام السوري اعتقل عددا من الأشخاص الذين قاموا بالتسويات في مدينة الميادين شرق محافظة دير الزور"، لافتاً إلى أن "النظام السوري اعتقل نحو عشرين شخصاً خلال تسوية الميادين، منهم من أبناء الميادين، ومنهم من أبناء مدينة البوكمال، وبعضهم الآخر قادم من مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)".
الغرض من التسوية
وحول أهداف النظام السوري من موضوع التسويات التي يجريها في محافظة دير الزور، أشار علاوي إلى أن "أهداف النظام هي إرسال رسائل خاصة للعالم الخارجي وبيئته الحاضنة بأنه يُسيطر على هذه المناطق، وبأنه يستطيع تنفيذ ما يريد، وبأن هناك من يريد وجود النظام ومن يريد العودة إليه، ويدعي أنه قد انتصر على الأقل سياسياً وعسكريا في المنطقة، وبأنه يستطيع أن ينفذ ما يريد ويعيد فرض قوانينه على المنطقة".
وأضاف علاوي أن "النظام بدأ التسويات في مدينة دير الزور، ومن ثم انتقل جغرافياً إلى مدينة الميادين، وبعدها إلى مدينة البوكمال"، لافتاً إلى أن "أعداد الأشخاص الذين أجروا التسويات هي أعداد ضئيلة جداً مقارنة بعدد سكان محافظة دير الزور، ومعظمها كانت تزويراً في مناطق سيطرته، جُلهم من عناصر مليشيا الدفاع الوطني أو المؤيدين له، وقليل جداً من عادوا بذرائع مختلفة، وبعضهم تم اعتقالهم".
وضع أمني هشّ
ونوه علاوي إلى أن "الوضع الأمني في محيط مدينة الميادين هش جداً، أما بالنسبة للوضع الأمني داخل مدينة الميادين فيُسيطر عليها النظام، ولا يوجد أي معارضين له داخل مناطق سيطرته بسبب قبضته الأمنية، وجميع المعارضين له هم خارج المدينة، وجميع الموجودين في المدينة هم من المؤيدين له"، مضيفا: "بالنسبة لأطراف مدينة الميادين، هناك نشاط لتنظيم (داعش)، وهو يستهدف قوات النظام والمليشيات الإيرانية بين الفينة والأخرى، وخاصة في الجهة الجنوبية من المدينة".
ولفت علاوي إلى أنه "لم يكن هناك نزوح عائلات من مدينة الميادين لحظة إعلان النظام التسوية بداخلها، لأنه الموجودين في المدينة غالبيتهم مؤيدون، وبعضهم وضعه المادي سيئ جداً، ولم يستطع الخروج من الميادين في السابق عندما كانت وضعية الخروج منها أسهل من الوقت الحالي".
وتُعَدّ محافظة دير الزور أحد أكبر المعاقل للمليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني في سورية، والتي استقرت في المحافظة عقب انسحاب تنظيم "داعش" منها.