اتهم النظام السوري مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، اليوم الثلاثاء، بالسعي لإنشاء منطقة عسكرية بعد استيلاء مسلحين تابعين لها على أبنية حكومية وطرد موظفين بجامعة الفرات في مدينة الحسكة شمال شرقيّ البلاد.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن منطقة حيّ النشوة الشرقية تشهد توتراً وانتشاراً لعناصر "قسد" منذ صباح اليوم، وهناك عمليات تدقيق للمارة وتفتيش، مؤكدة عدم حصول أي اشتباك مسلح في المنطقة.
وذكرت المصادر أن مجموعات مسلحة تابعة لـ"قسد" اقتحمت مساء أمس مبنى كلية الآداب والسكن الجامعي في حيّ النشوة بمدينة الحسكة، وأخرجت أعضاء الهيئة التعليمية المقيمين في السكن الطلابي ورمت أمتعتهم في الشارع.
وبحسب المصادر، فإن هذه التصرفات من "قسد" تهدف إلى إكمال السيطرة على المنطقة هناك، مشيرة إلى أن موقع الكلية والسكن الطلابي موقع مهم في المدينة، وهو قريب من سجن الصناعة ونقاط التماس بين "قسد" والنظام. وذكرت المصادر أن "قسد" تتهم النظام بتسهيل مرور عناصر "داعش" من هذه المنطقة.
وكان حيّ غويران المجاور قد شهد سابقاً هجوماً من الخارج على سجن الصناعة، الذي يضم عناصر من تنظيم "داعش". وبحسب تقارير، لجأت "قسد" لاحقاً إلى تفتيش مساكن، وإبعاد بعض السكان من المنطقة المحيطة بالسجن أو إنذار بعضهم بالإخلاء.
وفي الشأن، قال الإعلام الرسمي للنظام إن مسلحين من مليشيا "قسد" استولوا على إدارة فرع جامعة الفرات بمدينة الحسكة، بعد استيلائهم على السكن المخصص لأعضاء الهيئة التدريسية وطردهم منه بالقوة.
وذكرت وكالة "سانا" أن المسلحين استولوا على بناء السكن الطلابي الواقع ضمن حرم كليتي الآداب والتربية في فرع جامعة الفرات، وطردوا بقوة السلاح كادر الهيئة التدريسية وعمداء الكليات.
وأضافت الوكالة أن "قسد" طردت أغلبية أصحاب المنازل في مساكن جمعية الجبسة بالمدينة، وزعمت الوكالة أن ذلك يأتي "في إطار مخطط الاحتلال الأميركي لإفراغ المنطقة من سكانها وتحويلها إلى منطقة عسكرية لقوات الاحتلال".
وقالت الوكالة إن الكادر التدريسي في الجامعة يستخدم جزءاً من السكن الجامعي للإقامة، لكون معظمه ينحدر من خارج المحافظة، مشيرة إلى أن كليتي الآداب والتربية تقعان على ذات المحور الممتد بين دوار الكهرباء في حيّ النشوة الشرقية، ودوار الباسل في حيّ غويران، الذي يضم قاعدة ومقرات للقوات الأميركية.
وكانت "قسد" قد استولت سابقاً على غالبية الدوائر الحكومية في المحور ذاته بالمدينة بحسب الوكالة، مضيفة أن من ضمن المقرات والدوائر الرسمية التي استولي عليها، "الشركة العامة للكهرباء، ومشفى الأطفال، ومقر الدفاع المدني، ومدينة باسل الأسد الرياضية، والجمعية السورية للمعلوماتية، ودار الثقافة، وفرع المرور، ومديرية الشؤون البيئية، والسجل المدني، ومديرية الصناعة، ومقر المصرف التجاري السوري، والإدارة العامة للحبوب".
وقالت الوكالة إن "قسد" تستخدم هذه المقرات الحكومية كمناطق عسكرية لكونها تحيط بالقاعدة "غير الشرعية للاحتلال الأميركي".
وشهدت مدينة الحسكة سابقاً اشتباكات بين "قسد" وقوات النظام السوري ومليشياته، أدت إلى سيطرة الأولى على مناطق ومواقع بعد مقتل وجرح عناصر من الطرفين.