قُتل عنصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وجُرح آخرون بهجوم من مجهولين في محافظة الرقة، شمالي البلاد، اليوم الأربعاء، فيما قُتل عنصر من قوات النظام وأصيب آخرون بانفجار استهدفهم في بادية معدان، شرقي الرقة، في وقت جدّد فيه الجيش التركي قصفه على مواقع لـ"قسد" في ناحية منبج، شمال شرقي حلب.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا دورية لـ"وحدات حماية الشعب" التي تقود "قسد" في منطقة جديدة كحيط، شرق مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، وأضافت المصادر أن "قسد" طوقت مكان الهجوم ومشطته.
وكان المهاجمون قد استخدموا رشاشات نارية متوسطة ودراجات نارية في الهجوم، قبل فرارهم إلى جهة مجهولة، فيما اتهمت المليشيات خلايا لتنظيم "داعش" بالوقوف وراء الهجوم.
وذكرت المصادر أيضاً أن مجموعة من قوات النظام السوري تعرضت لهجوم بعبوة ناسفة في منطقة معدان بالبادية الشرقية لمحافظة الرقة، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء الهجوم الذي يتزامن مع عمليات تمشيط يجريها النظام بدعم روسي في البادية ضد تنظيم "داعش".
من جانب آخر، ذكرت المصادر أن "قسد" اعتقلت شخصين في قرية العالية بناحية رأس العين في ريف الحسكة، وذلك بتهمة محاولة العبور إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" والجيش التركي في ناحية رأس العين، وقادتهما إلى مقر تابع لها في المنطقة، وما زال مصيرهما مجهولاً.
وفي غضون ذلك، تعرّض موقع لـ"قسد" في قرية الجات بناحية منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي لقصف من الجيش التركي المتمركز في ناحية توخار كبير، جنوب منطقة جرابلس، ما أوقع أضراراً مادية فقط. وكانت المنطقة قد شهدت خلال اليومين الماضيين اشتباكات متقطعة بين "قسد" و"الجيش الوطني".
وفي دير الزور، تحدثت مصادر "العربي الجديد" عن إصابة شخصين بجروح، جراء إطلاق نار وقع في مدينة البصيرة بريف المحافظة الشرقي. وذكرت المصادر أن إطلاق النار نجم عن خلاف عائلي في المدينة، وسط تقاعس من قبل السلطات المحلية في عملية ضبط السلاح المنتشر في المنطقة.
وفي ريف حماة، جدّدت قوات النظام السوري قصفها المدفعي على قرية الزيارة في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام أن الطيران الحربي السوري والروسي شنّ غارات مكثفة ومركزة على مواقع لخلايا تنظيم "داعش" وبقايا فلوله في بادية حماة الشرقية، وبعمقها حتى تخوم الرقة.
ونقلت عن مصادر قولها إن الغارات الجوية ألحقت خسائر في صفوف التنظيم، فيما واصلت قوات النظام عمليات التمشيط في البادية.
وتحدثت الصحيفة عن مقتل شخص بانفجار لغم من مخلفات تنظيم "داعش"، في أثناء رعيه قطيعاً من الأغنام في وادي العذيب بناحية السلمية في ريف حماة الشمالي الشرقي.
وكان النظام والطيران الروسي قد صعّدا، أمس، من الغارات الجوية على مناطق متفرقة في البادية، وذلك عقب تكبد النظام خسائر بشرية نتيجة هجمات جديدة من خلايا التنظيم.
هجوم على النظام في درعا
أصيب أربعة عناصر من قوات النظام السوري بهجوم من مجهولين، مساء أمس الثلاثاء، على حاجز لهم على طريق بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، وهو الهجوم الثاني خلال أقل من 24 ساعة في المنطقة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية حاجز فرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري على الطريق الواصل بين بلدتي الغارية الغربية وصيدا بريف درعا الشرقي، وأسفر الهجوم عن إصابة أربعة عناصر بجروح متفاوتة.
وكانت المصادر قد تحدثت، أمس، عن مقتل عنصرين من قوات النظام بهجوم طاولهما على الطريق الواصل بين بلدتي المسيفرة وأم ولد في ريف درعا الشرقي أيضاً، فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى ناحية مجهولة، ولم تعلن أي جهة وقوفها وراء العملية. وتشير المصادر إلى أن الهجمات تكرّرت كثيرا على قوات النظام، وخصوصاً التابعة للأمن العسكري، خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى أن وتيرة الهجمات ارتفعت في ظل توتر بين عناصر "اللواء الثامن" التابع لـ"الفليق الخامس" والأمن العسكري في عموم المنطقة.
وذكرت المصادر أن عناصر "اللواء الثامن" - يشكل غالبيته عناصر التسوية - منعوا بشكل متكرر قوات الأمن العسكري من تنفيذ عمليات دهم واعتقال في العديد من مناطق ريف درعا الشرقي، التي تُعدّ منطقة النفوذ الأكبر للواء المدعوم من قبل روسيا في الوقت الحالي.
لا جديد في مفاوضات أم باطنة
وفي القنيطرة المجاورة لدرعا، جنوب غربي سورية، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن الزيارة التي أجراها وفد روسي، أمس، إلى بلدة أم باطنة لم تأتِ بجديد حول مصير أشخاص يريد النظام السوري تهجيرهم من البلدة إلى الشمال السوري.
وكان وفد من الشرطة العسكرية الروسية قد وصل، أمس، إلى بلدة أم باطنة في ريف القنيطرة، وذلك بهدف رعاية مفاوضات بين النظام السوري ووجهاء محليين، على خلفية التوتر الأخير في المنطقة ومطالبة النظام لعدد من الأهالي بمغادرة المنطقة نحو الشمال السوري.
وكان النظام السوري قد تعرّض لهجوم من مجهولين في منطقة تل كروم جبا، قرب أم باطنة، واتهم على أثره عشرة أشخاص في بلدة أم باطنة، وطالب بتسليمهم أو إخراجهم من المنطقة إلى الشمال، بالإضافة إلى تسوية أوضاع المطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوفه من أهالي المنطقة أو أنه سيجتاح المنطقة عسكرياً.
ولم تصل المفاوضات إلى جديد، في ظل تخوف السكان في البلدة من إقدام النظام على عمل عسكري انتقامي بذريعة القبض على المطلوبين. وكان النظام، في وقت سابق، قد أجبر عناصر سابقين من المعارضة في ريف دمشق الغربي على مغادرة المنطقة بعد التهديد بالاجتياح العسكري.
ويخضع معظم ريف القنيطرة لسيطرة قوات النظام والمليشيات المدعومة من قبل إيران، بالإضافة إلى وجود مليشيات محلية تتلقى الدعم من "حزب الله" اللبناني.