وجه الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين زياد النخالة، مساء الخميس، رسائل للفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي وللوسيط المصري، مُركزاً بالذات على ضرورة الوحدة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كل مكان.
ونظمت حركة "الجهاد" عدة مهرجانات احتفاءً بشهداء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، في كل من مدينتي رفح وغزة بالقطاع، وجنين بالضفة الغربية (لاحقاً أُوقف نتيجة ممارسات الأجهزة الأمنية)، وبيروت ودمشق، بحضور جماهيري ومشاركة من جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة "حماس".
وقال النخالة في كلمته بالمهرجانات الأربعة إنّ قوى المقاومة، بكافة مسمياتها وعناوينها، وحدة واحدة في مواجهة العدو الصهيوني، وإنّ غرفة العمليات المشتركة ما زالت حاجة وطنية يجب الحفاظ عليها وتعزيزها، وذلك في أوضح إشارة إلى ضرورة وقف "المناكفات" بين الفلسطينيين التي كانت حاضرة خلال العدوان وبعده.
وأضاف: "أعلن أمامكم أن مقاومتنا واحدة، وشعبنا واحد، وعدونا هو الاحتلال والمشروع الصهيوني فقط. وليس منا من ينفخ في الخلافات، أو يثير النعرات الحزبية والحساسيات التنظيمية. وأؤكد لكم أننا والإخوة في حماس مقاومة واحدة، تحت راية الإسلام وفلسطين والجهاد، وكذلك كل قوى المقاومة، بكافة عناوينها وفصائلها ومسمياتها".
ولفت النخالة إلى أنّ " تصدي حركةِ الجهادِ منفردة للعدوانِ على غزةَ، جاء نتيجة استهداف العدو لحركة الجهاد على وجهه الخصوص... وكانت حماس وباقي قوى المقاومة تشكل حاضنة تأييد ومساندة لحركة الجهاد وسرايا القدس في مواجهةِ العدوان".
وشدد الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي على أنّ "ما يقوم به الاحتلال الصهيوني من انتهاكات يومية في المسجد الأقصى هو مساس بعقيدتنا وديننا ومشاعرنا، وواجباتنا كقوى مقاومة أن نضع حداً لهذه الانتهاكات"، مشيراً كذلك إلى وقوف الفلسطينيين جميعاً إلى جانب الأسرى وما يقومون به من نضالات ضد ممارسات إدارة مصلحة السجون ومن خلفها الحكومة الإسرائيلية.
وفي رسالة للوسيط المصري، قال النخالة إنّ "العدو ما زال يتملص من التزاماته التي قطعها للإخوة في مصر أثناء معركة وحدة الساحات، وعلى حكومة العدو تحمل كامل المسؤولية حيال ذلك".
وجدد التأكيد على أنّ "المقاومة في الضفة الغربية المحتلة هي امتداد لمقاومة الشعب الفلسطيني في كل ساحات فلسطين، وهي تتكامل مع بعضها في مواجهة العدو"، مستنكراً في ذات الوقت "سلوك الأجهزة الأمنية، وملاحقتها المقاتلين واعتقالهم وتعذيبهم في الضفة الباسلة"، مطالباً هذه الأجهزة بـ"التوقف عن ذلك فورًا حفاظًا على وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة مقاومته".
ووجه النخالة التحية إلى كل من وقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته أثناء العدوان الأخير، وخص بالذكر "إيران، وسورية، وقطر، والعراق واليمن ولبنان، ومصر التي كان لها دور مهم في لجم العدوان الإسرائيلي".
من جانبه، أكدّ المتحدث العسكري باسم سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، أبو حمزة، في كلمة بالمناسبة، أنّ "معركة وحدة الساحات البطولية بأيامها الثلاثة جاءت رداً على اغتيال القائدين الكبيرين، قائد المنطقة الشمالية تيسير الجعبري وقائد المنطقة الجنوبية خالد منصور".
وشدد أبو حمزة على أنّ سرايا القدس "أعدت نفسها ميدانياً للقتال في أصعب الظروف وأعقدها، وكانت ولا تزال تمتلك نفساً طويلاً يتخطى أضعاف أضعاف عمر المعركة التي استبسلت فيها وكانت صاحبة اليد العليا"، موضحاً أنّ "السرايا في معركة وحدة الساحات كسرت هيبة العدو من جديد، وحطمت أحلام الاحتلال الرامية إلى فصل غزة عن الضفة الغربية وكل فلسطين".
وفي رسالة للاحتلال الإسرائيلي الذي هدد باغتيال قادة من المقاومة في الخارج، قال أبو حمزة: "في جعبتنا ما يسوئ وجوهكم ويجعلكم تندمون على اللحظة التي فكرتم فيها بالمساس بقيادة المقاومة، التي ستبقى، وسيذهب عدونا وقادته كما أسلافهم يجرون ذيول الهزيمة والعار".