بن غفير يثير قلق العالم.. ونتنياهو لا يعترض على تولي سموتريتش وزارة الأمن رغم المخاوف الأميركية
عبّرت محافل رسمية إسرائيلية وغربية عن مخاوفها من تبعات تعاظم نفوذ ممثلي اليمين الديني المتطرف في الحكومة القادمة التي سيشكلها زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو.
وذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قال خلال لقائه، مساء أمس الأربعاء، وفداً يمثل حركة "شاس" الدينية الحريدية في مقره الرسمي: "هناك قضية واحدة لم أتعرض لها، أنتم ستواجهون مشكلة مع المسجد الأقصى، هذه مسألة حرجة جداً، أنا أعلم ذلك، لكنْ لديكم شريك، العالم بأسره من حولنا قلق منه، في الحقيقة أنا أخبرته أيضاً بذلك، وقلت له إن الأمر بيننا وليس للنشر، لا أريد أن أسبب المشاكل، هذا ليس للنشر".
وكان هرتسوغ يعتقد أن الميكروفون مطفأ عندما تحدث بهذا الكلام مع عضو من الحركة، إذ عقّب ديوان الرئيس قائلاً إنه عرض على ممثلي الحركة الشكاوى التي تلقاها، والتي عبّر بعضها عن قلق (دولي وإقليمي) من مواقف عضو الكنيست إيتمار بن غفير في بعض القضايا.
وأشار الديوان في بيان إلى أن هرتسوغ اتصل ببن غفير وأثار معه الموضوع، مشدداً على أن هناك مسؤولية ملقاة على عاتق قادة الأحزاب.
تحذيرات من سياسة بن غفير المتوقعة تجاه الأسرى
إلى ذلك، كشفت قناة التلفزة "12" النقاب عن بعض مخططات بن غفير للتنكيل بالأسرى الفلسطينيين في حال عيّن وزيرا للأمن الداخلي في الحكومة، التي يتوقع أن يكلف نتنياهو بتشكيلها.
وفي تقرير بثته الليلة الماضية، أشارت القناة إلى أن بن غفير سيمنع وجود أكثر من أسيرين في كل غرفة في السجن بزعم أن "وجود 8 أسرى في كل غرفة (كما هو سائد حاليا) يحولها إلى مدرسة للإرهاب".
ونقلت القناة عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إن تنفيذ مثل هذا القرار يمكن أن يُشعل المنطقة بأسرها، فضلا عن أنه يتطلب توفير موازنات ضخمة.
وكان بن غفير، الذي يتوقع أن يتولي منصب وزير الأمن الداخلي، قد توعد خلال الحملة الانتخابية بتغيير ظروف حياة الأسرى في سجون الاحتلال بشكل جذري.
ويستدل مما ذكرته القناة أن بن غفير ينوي تبني سياسة تصعيدية ضد فلسطينيي الداخل، وتحديدا في النقب، بحجة مواجهة "الإجرام" الذي يستهدف اليهود. ولم يتعرض بن غفير إلى الإجرام المنظم الذي يستهدف فلسطينيي الداخل والذي أدى إلى مقتل المئات خلال الأعوام الماضية.
وفي ما يتعلق بتعهدات بن غفير بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، لفتت القناة إلى أن نتنياهو ينوي الاحتفاظ لنفسه بحق اتخاذ القرارات الحساسة في القضايا المتعلقة به. وقد عقب بن غفير على ما بثته القناة مشددا على أنه ينوي المطالبة بأن تمارس إسرائيل سيادتها على الأقصى بوصفه "المكان الأكثر أهمية بالنسبة لها".
نتنياهو لا يعترض على تعيين سموتريتش وزيراً للأمن رغم مخاوف واشنطن
في غضون ذلك، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن نتنياهو، الذي من المتوقع أن يكلّف بتشكيل الحكومة القادمة، لا يعترض على تولي سموتريتش وزارة الأمن.
وفي تقرير بثته اليوم، لفتت القناة إلى أن سموتريتش، الذي يتوقع أن يمثل التحالف الحزبي الذي يقوده ثاني أكبر مكون في الائتلاف القادم، معني بتولي وزارة الأمن، مشيرة إلى أنه أجرى مشاورات مؤخرا مع عدد من الجنرالات في الاحتياط ومع قيادات أمنية سابقة حول قراره هذا.
ويتوقع على نطاق واسع أن يسهم تعيين سموتريتس، الذي يقطن إحدى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ويجاهر بحماسه لضمها إلى إسرائيل، في تصعيد المواجهة مع الشعب الفلسطيني وتوفير بيئة تسمح بتفجر موجات من عمليات المقاومة.
إلى ذلك، كشف موقع "واللاه" أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تبدي تخوفات من إمكانية تعيين أحد قادة اليمين الديني المتطرف وزيراً للأمن في حكومة نتنياهو القادمة.
وفي تقرير نشر مساء أمس، أشار الموقع إلى أن الأميركيين يتخوفون بشكل خاص من تعيين زعيم الصهيونية الدينية بتسلال سموتريتش في هذا المنصب.
ولفت الموقع إلى أن الأميركيين حذروا إسرائيل من أن هوية وزير الأمن في الحكومة القادمة ستكون لها تأثير على مستوى وطابع التعاون المستقبلي بين الجانبين في المجالات المختلفة، من منطلق أن وزير الأمن يُعَدّ المسؤول الأكبر عن إدارة العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة.
وحسب الموقع، فإن ما يفاقم خطورة هوية وزير الأمن القادم حقيقة أنه يحوز العديد من الصلاحيات المهمة المتعلقة بشراء الأسلحة وبيعها، وتحديد موازنة جيش الاحتلال السنوية التي تساهم الولايات المتحدة بأربعة مليارات فيها.
وأوضح الموقع أن واشنطن تنظر بخطورة أيضاً إلى هوية وزير الأمن القادم بفعل تأثيره في ملف العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية، لأنه يحتكر السلطات الأمنية والمدنية في الضفة الغربية المحتلة، ويحدد طابع أنشطة جيش الاحتلال العسكرية في المدن الفلسطينية، وينسق العلاقات مع السلطة الفلسطينية، فضلاً عن أنه يملك صلاحية الموافقة على البناء في المستوطنات.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي كبير قوله: "هوية الشخص الذي سيتولى منصب وزير الأمن في الحكومة الإسرائيلية المقبلة سيكون لها تأثير كبير في العلاقات مع الولايات المتحدة، وليس فقط في ما يتعلق بالعلاقات الأمنية". وشدد المسؤول على أن واشنطن قلقة بشكل خاص من تعيين سموتريتش في هذا المنصب الحساس والخطير.
وكان الباحث الإسرائيلي تومر بريسكو قد نشر على صفحته على الإنترنت، قبل ثلاثة أعوام، نص كلمة ألقاها سموتريتش في اجتماع مغلق لقادة الصهيونية الدينية، قال فيه إنه يؤمن بتطبيق فتوى الحاخام موشي بن ميمون (عاش في القرن الثاني عشر) في مواجهة الفلسطينيين، وأنه يجب، تبعاً لذلك، وضعهم أمام ثلاثة خيارات: المغادرة أو العمل خدماً لليهود أو القتل.
هرتسوغ يعلن عن تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة الأحد المقبل
وفي السياق، يواصل الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ مشاوراته مع الكتل البرلمانية لتحديد النائب الذي سيكلف بتشكيل الحكومة القادمة.
وبات في حكم المؤكد أن يعلن هيرتسوغ، الأحد القادم، عن تكليف نتنياهو بمهمة تشكيل الحكومة، لأنه يحظى بدعم 64 نائبا في الكنيست الجديد.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن تطبيق الاتفاقات الائتلافية، التي على أساسها ستتشكل الحكومة، ستكلف إسرائيل 10-15 مليار شيقل (2.85 -4.28 مليارات دولار).
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس، إلى أن هذه التكلفة ستكون ناتجة عن إصرار الأحزاب الدينية الحريدية على إلغاء القانون الذي يفرض ضريبة على المشروبات المحلاة والسجائر الإلكترونية، وتعهد نتنياهو بدعم المواد الأساسية.