دفعت المليشيات الإيرانية المنتشرة بالقرب من الحدود السورية– العراقية، شرقي محافظة دير الزور، بتعزيزات عسكرية إلى البادية السورية وريف محافظة حلب، شمالي سورية.
وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء ريف محافظة دير الزور، لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات الإيرانية المتمركز في ريف مدينة البوكمال القريبة من الحدود السورية – العراقية، شرقي البلاد، أرسلت، ليل الأربعاء/ الخميس، رتلين عسكريين يضمان أكثر من 60 آلية، غالبيتها سيارات دفع رباعي، البعض منها مزود برشاشات متوسطة، برفقة نحو 250 عنصرا من المليشيات المدعومة من "الحرس الثوري الإيراني".
وأوضح العكيدي أن الرتل الأول اتجه إلى الحدود الإدارية في باديتي محافظتي دير الزور والرقة، وذلك بهدف المشاركة بعمليات التمشيط ضد خلايا تنظيم "داعش" المنتشرة في البادية الجنوبية الغربية من محافظتي دير الزور والرقة، شمال شرقي البلاد.
وأشار الناشط إلى أن الرتل الثاني وصل إلى بلدتي نبل والزهراء (معقل المليشيات الإيرانية بريف حلب)، وذلك بُغية تعزيز انتشارهما في المنطقة، لا سيما عقب التصعيد الأخير من قبل تركيا ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي محافظة حلب.
وأكدت وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أن "اللواء 105" و"اللواء 103" (حرس جمهوري) أرسلا، يومي الأحد والاثنين الماضيين، رتلين عسكريين أيضا من قطعهما العسكرية، المنتشرة في ريف العاصمة السورية دمشق، إلى خطوط التماس مع قوات "قسد"، وتحديداً منطقة الخفسة الواقعة على سد الفرات شمال شرقي محافظة حلب، مُشيرةً إلى أن تعزيزات الرتلين تضمنت 15 دبابة من طرازات مختلفة، و5 عربات "BMB"، و6 مدافع ميدانية، وسيارات ناقلة جند من نوع "زيل"، إضافة إلى 350 عنصراً رافقوا التعزيزات.
وكانت تركيا قد صعدت، خلال الأسابيع الماضية، من استهدافاتها بالطائرات المُسيّرة أهدافاً ضمن مناطق سيطرة قوات "قسد" في أرياف الحسكة والرقة وحلب، ما أسفر عن مقتل عدد من قادة وعناصر تلك القوات، كما طاولت الاستهدافات التركية مواقع عسكرية لقوات النظام السوري في ريف محافظة حلب الشمالي، وتحديدا محيط بلدة تل رفعت، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، وإعطاب دبابتين، وتدمير بعض الدشم العسكرية، لا سيما أن تلك النقاط التي تعرضت للاستهداف ترفع رايات النظام السوري.
النظام السوري وروسيا يواصلان التصعيد في منطقة إدلب
إلى ذلك، لا تزال قوات النظام السوري وروسيا تواصلان التصعيد في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غربي سورية.
وقال الناشط مصطفى الأحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران استهدفت، اليوم الخميس، بقذائف المدفعية والصواريخ، عدة قرى في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وقرى أخرى جنوبي محافظة إدلب، وريف حلب الغربي، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، مشيراً إلى أنه تزامن ذلك مع تحليق طائرتي استطلاع روسيتين في أجواء المنطقة.
كما ذكر فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ اليوم الخميس، أن قوات النظام السوري وروسيا استهدفتا، خلال الـ24 ساعة الماضية، أكثر من 24 نقطة، مسببة ضحايا مدنيين والعديد من الإصابات، مُشيراً إلى أن الخروقات في المنطقة تجاوز عددها 1324 خرقاً منذ مطلع العام الجاري.
وأشار "منسقو الاستجابة" إلى أن هناك تخوفا كبيرا لدى المدنيين في المنطقة من أي تصعيد عسكري، وسط تحضير العديد من العائلات نفسها للنزوح في حال استمرار التصعيد، موضحاً أنه سجلت حركة نزوح لعشرات العائلات في المنطقة باتجاه مناطق آمنة بعيدة عن خطوط التماس.
"منسقو الاستجابة": المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة
وشدد الفريق على أن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة، مطالباً بمنع تكرار العمليات العسكرية والحد من الخروقات من قبل قوات النظام وروسيا، لافتاً إلى أنه لا يزال الآلاف من المدنيين النازحين من مناطق ريف ادلب وحلب غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب سيطرة النظام السوري على قراهم وبلداتهم، إضافة إلى استمرار الخروقات.
وبيّن الفريق أن التصريحات الروسية المختلفة حول ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في سورية بالتزامن مع التصعيد الأخير "يظهر عدم التزام روسيا بأي اتفاق معلن، وكافة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الروس زائفة ولا معنى لها"، طالباً من المجتمع الدولي إجراء "كل ما يلزم" لمنع روسيا والنظام السوري من ممارسة الأعمال العدائية وارتكاب المجازر في مناطق الشمال السوري.