المغرب يطوي خلافه مع الاتحاد الأوروبي: تأكيد على تعزيز الشراكة الاستراتيجية

05 يناير 2023
ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل (نيكولاس إيكونومو/نورفوتو)
+ الخط -

طوى المغرب والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، الخميس، رسمياً صفحة الخلاف الذي نشب بين الطرفين وترتب عليه إلغاء اجتماع ثنائي كان مقرراً في العاصمة المغربية الرباط في سبتمبر/أيلول الماضي، على خلفية تصريحات صحافية للمسؤول الأوروبي تخص ملف الصحراء.
جاء ذلك خلال المباحثات التي جمعت، الخميس، بين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، الذي بدأ اليوم أول زيارة رسمية له إلى الرباط، بعد غياب دام ثلاث سنوات.
وبدا لافتاً، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب مباحثات بوريطة وبوريل، تأكيد الجانبين على الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبروكسيل، حيث اعتبر وزير الخارجية المغربي أن الشراكة التي تجمعهما "استراتيجية ومفيدة للطرفين"، وأن "الزيارة التي يقوم بها المسؤول الأوروبي تعكس تلك الشراكة، لاسيما بعد هذه السنة التي ودعناها والتي تميزت بتعزيز الشراكات الاستراتيجية من خلال التعاون الأخضر والتمويل الأخضر".
وأكد بوريطة أن المغرب سيعمل على تعزيز الحوار السياسي مع الاتحاد الأوروبي بما يشمل الهجرة والأمن والتنمية الاقتصادية، موضحاً أن الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، الذي وصفه بالشريك الاستراتيجي والخيار الأول للمملكة، تقوم على شراكة جوار وقيم ومصالح، وهي قيم الانفتاح والتعاون والاحترام.

إلى ذلك، قال رئيس الدبلوماسية المغربية إن شراكة بلاده مع بروكسيل "تتعرض لمضايقات إعلامية مستمرة وتحرشات قضائية متوالية من داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وفي البرلمان الأوروبي من خلال الأسئلة التي تستهدف المغرب، وهي أسئلة موجهة تستهدف هذه الشراكة".
ولفت إلى أن "التحرش الإعلامي يضر بهذه الشراكة الاستراتيجية، لأن هناك أطرافا أوروبية منزعجة من التقدم الذي يحققه المغرب على الصعيدين التنموي والاقتصادي"، موضحاً أن المغرب يدافع عن مصالحه ويراهن على حلفائه لحماية هذه الشراكة التي تعكس القرب الجغرافي وتبادل القيم.
وفي رسالة مباشرة إلى دول الاتحاد الأوروبي التي مازالت، في نظر الرباط، ترتكن إلى المنطقة الرمادية بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء وتأييد المقترح المغربي للحكم الذاتي، قال بوريطة إن "المغرب عبّر على أعلى مستوى من خلال الخطاب الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب، 20 أغسطس/آب الماضي، أن الصحراء هي النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم ويقيس بها التزام حلفائه".
من جهته، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، إن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي تعترضها عدة إشكالات. ورغم ذلك، فإن الشراكة بين الجانبين قائمة على عدة مبادئ وليس فقط على مصالح.
وكشف بوريل، خلال المؤتمر الصحافي، أنه ناقش مع المسؤولين المغاربة الذين التقاهم اليوم، رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزير الخارجية، قضية الاتهامات الموجهة لبرلمانيين أوربيين بتلقي رشاوى. وقال إن الاتحاد الأوربي "قلق جداً" بخصوص هذه الاتهامات التي نشرتها وسائل إعلام أوروبية، لافتاً إلى أن التحقيقات القضائية متواصلة بخصوص هذه القضية.
وكانت المصلحة الأوروبية للعمل الخارجي أعلنت، أمس الأربعاء، أن بوريل سيجري خلال لقائه مع وزير خارجية المغرب مباحثات معمقة حول تفعيل الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية، لا سيما في أفق الأجندة الجديدة للمتوسط.

كما سيتناول الممثل السامي في الرباط الملفات الجارية، وسيبحث مجالات محددة؛ حيث يمكن تعزيز الحوار والتعاون بشكل أكبر، وكذلك "التباحث حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذات الأهمية الخاصة في السياق العالمي الصعب الراهن، والتأثير الشامل للحرب في أوكرانيا"، وفق المصلحة الأوروبية للعمل الخارجي.
كما يرتقب أن يزور بوريل الجامعة الأورومتوسطية في مدينة فاس، يوم غد، حيث سيلقي محاضرة في المؤسسة الجامعية التي تحظى بدعم من الاتحاد الأوروبي.

المساهمون