قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ليل الثلاثاء، إن الدول الراغبة في حل نزاع الصحراء مُطالبة بالانخراط في مبادرة الحكم الذاتي بوصفها الحل الوحيد والممكن لقضية الصحراء من أجل إنهاء معاناة محتجزي مخيمات تندوف.
واعتبر بوريطة خلال مؤتمر صحافي عقده بمعية وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس، بمدينة مراكش على هامش الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" المزمع عقده الأربعاء، أن موقف إسبانيا المؤيد للحكم الذاتي في الصحراء يتماشى مع مواقف العديد من الدول الأوروبية والعربية الأفريقية بشأن قضية الصحراء.
وأوضح رئيس الدبلوماسية المغربية أن بلاده تقدر موقف المملكة الإسبانية من قضية الصحراء، لافتاً إلى أن "الموقف الجديد لمدريد يندرج ضمن الحركية الدولية الهادفة إلى إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل".
من جهته، جدد وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس موقف إسبانيا الثابت من مغربية الصحراء، معتبرا أن مبادرة الحكم الذاتي هي الحل العادل والأنسب لنزاع الصحراء.
واعتبر وزير للخارجية الإسباني أن الأزمة بين المغرب وبلاده طويت تماما، مؤكدا أن العلاقة بين البلدين يجب أن تتأسس مستقبلا على أسس متينة.
وأكد بوريطة أن "الأزمة بين الرباط ومدريد قد انتهت بصفة نهائية، ليتم التعويل على بناء علاقات نموذجية في إطار الشراكة الثنائية"، معتبرا أن المحادثات المشتركة بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز وضعت مضمونا جديدا للمرحلة المقبلة.
ولفت إلى أن الرباط تعتمد على مدريد كشريك موثوق وصادق ومسؤول لبناء شراكة نموذجية تتأسس على التاريخ المشترك والمصالح المتعددة والجوار، فيما أن "المغرب يريد الاشتغال مع إسبانيا لوضع إطار للتنسيق في الفضاء الأورومتوسطي والأفريقي".
من جهة أخرى، تأكد غياب وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية، عن الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" الذي سيقام في مراكش الأربعاء بسبب إصابته بفيروس كورونا.
وأبدى أنتوني بلينكن خلال محادثة هاتفية جمعته مساء الثلاثاء بوزير خارجية المغرب، أسفه لعدم تمكنه من المشاركة في الاجتماع، معلنا أنه سيتم تمثيله من قبل مساعدة كاتب الدولة المكلفة بالشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند.
وتستضيف مدينة مراكش المغربية، الأربعاء، الاجتماع الوزاري السنوي للتحالف الدولي ضد "داعش"، وسط تزايد المخاوف من أنشطة التنظيم الإرهابي في أفريقيا.
ويشارك في الاجتماع الوزاري السنوي الذي ينعقد بدعوة مشتركة من وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ممثلون عن 84 دولة في التحالف الذي تأسس في العام 2014 بقيادة أميركية.
وتحتضن القارة الأفريقية للمرة الأولى اجتماعاً للتحالف الدولي ضد "داعش". وسيركز المؤتمر على تعزيز التنسيق والتعاون الأمني في المناطق التي اندحر منها التنظيم الإرهابي.
ويسعى المغرب خلال اجتماع مراكش إلى تركيز الاهتمام الدولي على مواجهة خطر إعادة تمركز التنظيم في منطقة الساحل والصحراء عموم القارة الأفريقية.
ويشكل الاجتماع "مرحلة أخرى في إطار مواصلة الانخراط والتنسيق الدولي لمكافحة (داعش)، مع تركيز على القارة الأفريقية وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى"، وفق بيان أصدرته الخارجية المغربية، الإثنين.
ومن المقرر أن يستعرض وزراء التحالف المبادرات المتعلقة بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات "داعش"، وذلك في مجال التواصل الاستراتيجي في مواجهة الدعاية إلى التطرف التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.