تستعد فعاليات سياسية ونقابية وحقوقية مغربية لتنظيم يوم وطني احتجاجي ضد التطبيع، بعد غد الأربعاء، وذلك بالتزامن مع تخليد ذكرى "يوم الأرض" الفلسطيني، وسط تنديد بـ"التسابق التطبيعي".
ودعت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع"، التي تضم 15 تنظيما سياسيا ونقابيا وحقوقيا، كافة القوى المغربية إلى "تأكيد دعم الشعب المغربي لحقوق الشعب الفلسطيني عبر تخليد ذكرى (يوم الأرض)، وإلى التعبئة الجماهيرية لإنجاح اليوم الوطني الاحتجاجي الخامس ضد التطبيع الذي سينظم تحت شعار (يوم الأرض: نضال مستمر لتحرير الأرض وإسقاط التطبيع)"، منددة بشدة بـ"التسابق التطبيعي".
وسيشهد اليوم الوطني الاحتجاجي تنظيم وقفات احتجاجية في العديد من المدن المغربية، ستكون أبرزها أمام مقر البرلمان المغربي بالعاصمة الرباط ابتداء من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، في حين سيتم تنظيم مؤتمر صحافي يوم السبت المقبل لعرض حصيلة اليوم الوطني التضامني الخامس.
إلى ذلك، انضمت حركة "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوي لحزب "العدالة والتنمية" المعارض، إلى الفعاليات المغربية المحتجة ضد التطبيع، داعية، في بيان، إلى تنظيم وقفات في المدن المغربية "دعما للنضال الفلسطيني واحتجاجا على كل مظاهر الهرولة والتطبيع الرسمي وغير الرسمي التي تشهدها البلاد".
وجددت الحركة رفضها واستنكارها "الشديد لكل الإجراءات والاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني لما تقدمه من خدمة للصهاينة وتعطي المشروعية لسياستهم العنصرية وجرائمهم واعتداءاتهم المستمرة على أهل فلسطين وعلى المسجد الأقصى المبارك".
واعتبرت الحركة أن "التطبيع مع الكيان المحتل يعاكس المسار التاريخي المشرف للمغرب الداعم لفلسطين، ويشوه صورة المغرب الذي يرأس لجنة القدس"، وحذرت من خطورة التطبيع لما يشكله من "تهديد للمجتمع والدولة".
وقال البيان إن التسارع غير المسبوق للتطبيع الرسمي مع إسرائيل، ينذر بفتح الباب على مصراعيه لاختراق المجتمع وتهديد تماسكه، ولتزوير الحقائق واختراق الذاكرة المشتركة المغربية الفلسطينية.
من جهته، قال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، إن الدعوة إلى الاحتجاج في ذكرى "يوم الأرض" تهدف لإيصال رسالتين، الأولى موجهة إلى الشعب الفلسطيني للتأكيد على وقوف المغاربة معه حتى تحرير فلسطين، أما الثانية، فـ"تخص المطبعين وعنوانها الرئيس أن ما تقومون به من تطبيع مع الكيان الغاصب ومع القتلة والمدنسين لمقدسات المسلمين لا علاقة له بالشعب المغربي، وإنما هو خدمة لمصالحكم الشخصية ولمناصبكم".
إدانة لموقف وزراء الخارجية العرب المشاركين في "قمة النقب"
من جهة أخرى، أدانت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" موقف وزراء الخارجية العرب المشاركين في "قمة النقب"، التي عقدت بمشاركة وزيري خارجية إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، معتبرة أن مشاركتهم "تنم عن انحطاط غير مسبوق وانحدار رسمي عربي بلغ أسفل الدرك في التاريخ الراهن".
وقع المغرب وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأميركية في 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إعلاناً تطبيعيًا تضمّن ثلاثة محاور، أولها الترخيص للرحلات الجوية المباشرة بينهما مع فتح حقوق استعمال المجال الجوي، وثانيها الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة بين مسؤولي الطرفين و"إقامة علاقات دبلوماسية كاملة"، وثالثها "تشجيع تعاون اقتصادي ديناميكي وخلّاق"، إضافة لمواصلة العمل في مجالات التجارة والمالية والاستثمار، وغيرها من القطاعات الأخرى.
ومنذ إعلان استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، تسير العلاقات بين البلدين في منحى تصاعدي، توّج في الأشهر الماضية بعقد لقاءات ومشاورات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، شملت مجالات عمل مختلفة، وأفضت إلى توقيع اتفاقية التعاون السيبراني، واتفاقات اقتصادية ورياضية وفي مجال التعليم.
وبينما يسير التعاون الاقتصادي والثقافي والرياضي بين الطرفين في طريق أكثر سلاسة، تمثل خطوة التوقيع على مذكرة التفاهم الأمني في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، خلال أول زيارة من نوعها لوزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس إلى العاصمة المغربية الرباط، تحولا لافتا في مسار التحالف بين البلدين، منذ توقيع اتفاق التطبيع بينهما برعاية أميركية في أواخر العام الماضي.
ورسمت مذكرة التفاهم الأمني التي وقعها الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، ووزير الأمن الإسرائيلي، التعاون الأمني بين البلدين بمختلف أشكاله في مواجهة "التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة"، كما أتاحت للمغرب إمكانية اقتناء معدات أمنية إسرائيلية متطورة جداً بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملاني والبحث والتطوير.