المعارك تحتدم في محيط حماة: مطارات وأكاديميات تحت سيطرة المعارضة

04 ديسمبر 2024
المعارضة السورية تسيطر على مناطق جديدة في حماة 3 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تمكنت فصائل المعارضة في حماة من السيطرة على معسكر "سروج" واستخدام الطائرات المسيّرة لتدمير دبابات وطائرات حربية، مما عزز قدرتها على فتح جبهات جديدة وأسر عناصر من النظام والمليشيات الإيرانية.
- في ريف حلب، سيطرت فصائل المعارضة على مواقع استراتيجية مثل مطار كويرس ومطار حلب الدولي، مما يعزز موقفها ويضعف قوات النظام، خاصة مع استيلائها على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
- أكد العقيد عبد الجبار العكيدي أن المواقع التي سيطرت عليها المعارضة لها أهمية عسكرية كبيرة، وكانت تعتبر من أهم القلاع العسكرية للنظام ومقرات للمليشيات الإيرانية.

احتدم الصراع على مدينة حماة بين قوات النظام من جهة و"فصائل غرفة عمليات ردع العدوان" المعارضة، والتي تواصل التقدّم على محور ريف المدينة الشرقي، وتسيطر على معسكر جديد ليضاف إلى عشرات المواقع العسكرية التي سيطرت عليها الفصائل؛ ما يعزز قدرتها على الصمود وفتح جبهات جديدة، ولاسيما أن قوات النظام خلّفت أسلحة وذخيرة نوعية بعد فرارها.

وأعلنت إدارة العمليات العسكرية في غرفة عمليات "ردع العدوان" الأربعاء، السيطرة على معسكر "سروج" بريف حماة الشرقي، والذي يبعد عن ناحية السعن حوالي 20 كم، مشيرة إلى أن الفصائل تواصل تقدمها باتجاه "اللواء 66" صواريخ الاستراتيجي، والذي يبعد عن المعسكر المذكور حوالي 10 كم. وأعلنت إدارة العمليات الأربعاء تدمير دبابة لقوات النظام على جبل زين العابدين بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع، مؤكدة تدمير ثلاث دبابات أخرى واستهداف مجموعة من العناصر بواسطة الطائرات المسيّرة في محيط جبل كفراع قرب مدينة حماة.

وبثت إدارة العمليات العسكرية الأربعاء مقطعا مصورا لعقيد من قوات النظام أُسر في محور حماة الشرقي "بعد إعطائه الأمان"، وفق الإدارة التي أكدت أسر خمسة عناصر من المليشيات الإيرانية في بلدة معرشحور شرقي حماة، منهم اثنان من الجنسية الأفغانية، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين من الفرقة 25 قوات خاصة التابعة للنظام.

وبحسب "ردع العدوان" لقي عدد من ضباط النظام مصرعهم في المعارك المحتدمة في ريف حماة من بينهم رتب رفيعة، فضلا عن عدد كبير من العناصر أغلبهم من "الفرقة 25 مهام خاصة" التي تحاول صد فصائل المعارضة عن مدينة حماة الاستراتيجية. وتعتمد فصائل المعارضة السورية في العمليات على الطائرات المسيّرة التي تطلق عليها اسم "شاهين"، والتي تُوجه من خلالها ضربات "دقيقة" وصلت إلى داخل مطار حماة العسكري وأعطبت طائرة حربية وأخرى مروحية، بالإضافة إلى تدمير عشرات الدبابات والمدافع من خلال هذه المُسيّرات.

من جانبه، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قيام قوات النظام بشنّ هجوم معاكس بعد منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، بدعم جوي من الطائرات الحربية، استعادت خلاله قريتي كفراع ومعرشحور، وأبعدت فصائل المعارضة عن مدينة حماة نحو عشرة كيلومترات. وأشار إلى أن هذه الفصائل فشلت في السيطرة على جبل "زين العابدين" الحاكم لمدينة حماة من شمالها الغربي. بيد أن القيادي في إدارة العمليات العسكرية، المقدم حسن عبد الغني، أكد أن قوات النظام "تحاول رفع معنويات جنودها عبر بث شائعات تفيد باستعادتهم بعض المواقع في أرياف حماة"، مضيفا: "جميع المواقع التي سيطرنا عليها لا تزال تحت سيطرتنا، ولا يزال التقدم مستمراً ضمن عملية ردع العدوان".

إلى ذلك، يواصل الطيران الروسي استهداف المدنيين في شمال غربي سورية، حيث شنّ الأربعاء هجمات على مدينة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى الى إصابة مدنيين بجروح وفق الدفاع المدني. وقتل الأربعاء الصحافي أنس الخربطلي، مراسل وكالة الأنباء الألمانية إثر قصف جوي لطائرات النظام الحربية التي استهدفت مدينة مورك في ريف حماة الشمالي. وأكد الدفاع المدني أن فرقه تواصل عمليات البحث عن جثامين ضحايا الغارات الجوية من الطيران الحربي التابع لقوات النظام وروسيا، على منازل المدنيين في حي الجزماتي في مدينة حلب، مشيرا إلى أنه انتشل جثمان امرأة وتبحث عن خمسة عالقين آخرين من عائلتها تحت الأنقاض بينهم خمسة أطفال.

تقارير عربية
التحديثات الحية

"فجر الحرية" تواصل التقدّم في ريف الحرية

في سياق موازٍ، تواصل فصائل المعارضة السورية المنضوية في غرفة عمليات "فجر الحرية" تقدمها في ريف حلب، حيث أعلنت السيطرة على محطة مياه البابيري الواقعة قرب مطار الجراح في ريف حلب الشرقي. وفي السياق، أكد هشام اسكيف وهو قيادي في الجيش الوطني المعارض في حديث مع "العربي الجديد" أنه "لا حدود جغرافية للعمليات العسكرية"، مضيفا: "والميدان يثبت ذلك". وتابع: "ما دامت لدينا القدرة والإرادة على القتال لن نتوقف. لدينا هدف واضح وهو إسقاط النظام". وطالب اسكيف رئيس النظام بشار الأسد بـ "تسليم السلطة لحكومة انتقالية لحقن الدماء"، مضيفا: "إذا وصلنا الى دمشق فلا أحد يفاجأ بذلك".

 ومنذ بدء عملية "ردع العدوان" الأربعاء قبل الفائت ولاحقا عملية "فجر الحرية"، سيطرت فصائل المعارضة السورية المشاركة في العمليتين على عشرات المواقع العسكرية المهمة التي كانت تابعة للنظام من بينها مطارات ومقرات ألوية ومدارس وأكاديميات عسكرية. ولعل أبرز هذه المواقع مطار كويرس العسكري شرقي حلب أكبر المطارات العسكرية في البلاد والذي يضم الكلية الجوية. كما سيطرت على مطار حلب الدولي ومطار النيرب ومطار منغ، وكلها في أرياف حلب المختلفة، إضافة إلى مطار أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي.

وفي داخل حلب، سيطرت الفصائل على الكلية العسكرية وكلية المدفعية ومركز البحوث العلمية، وفي جنوبها الشرقي فرضت الفصائل السيطرة على معامل الدفاع وهي الأكبر مساحة وتضم معامل تصنيع وتطوير أسلحة صاروخية ومستودعات ذخيرة وأسلحة نوعية. وإلى الشمال الشرقي من حلب، سيطرت الفصائل على مدرسة المشاة، وفي ريف حلب الغربي سيطرت على الفوج 46 الاستراتيجي.

 وبحسب مصادر في المعارضة السورية، سيطرت الفصائل على معسكري وادي الضيف والحامدية بريف معرة النعمان جنوب إدلب، وعلى مقر قيادة العمليات الإيرانية بخان شيخون، ومقر قيادة فوج الرضوان التابع لحزب الله في سراقب.

العكيدي: المواقع التي سيطرت عليها الفصائل لها أهمية عسكرية واستراتيجية

وفي ريف حماة الشمالي، سيطرت الفصائل الثلاثاء على واحد من أهم المواقع العسكرية وهو مدرسة المجنزرات التي تعتبر مقرا لقوات الفرقة 25، واللواء 87. وأوضح المحلل العسكري العقيد عبد الجبار العكيدي في حديث مع "العربي الجديد" أن المواقع التي سيطرت عليها الفصائل "لها أهمية عسكرية واستراتيجية"، مضيفا: "كانت من أهم القلاع العسكرية للنظام ومقرات أساسية للمليشيات الإيرانية وقادة الحرس الثوري الإيراني في حلب". وتابع: "كانت هذه المواقع تدرب وتخرج سنويا مئات الضباط والعناصر وخاصة مدرسة المدفعية والتسليح والأكاديمية والمدرسة الفنية الجوية والكلية التي تخرج سنويا مئات الطيارين الذين كانوا يقصفون الشعب السوري بالطائرات". وبيّن أن الفصائل سيطرت على مطارات "كانت تقلع منها طائرات النظام لارتكاب المجازر سواء كويرس أو منغ والنيرب"، مضيفا: "الأكثر أهمية السيطرة على معامل الدفاع في منطقة السفيرة، حيث كميات هائلة من السلاح في المستودعات ومعامل التصنيع للذخيرة الخفيفة والمتوسطة". وأشار إلى أن خسارة هذه المواقع "ستضعف قوات النظام"، مضيفا: "وفي المقابل، ستسهم هذه المواقع العسكرية في تقوية فصائل المعارضة حيث تمدها بالذخيرة والسلاح والكثير من العتاد. قوات النظام فرت وتركت وراءها طائرات ودبابات ومدافع ومستودعات سلاح وذخيرة بكميات هائلة".