استمع إلى الملخص
- الهجوم وتداعياته: في حادثة دهس بسوق عيد الميلاد في ماغديبورغ، ألمانيا، قُتل خمسة وأصيب 200. أوقفت الشرطة العبد المحسن بعد اختراقه عوائق أمنية، مما دفع السلطات لوضع قواتها في حالة تأهب قصوى.
- مواقف وآراء المشتبه به: العبد المحسن جاهر بآرائه المناهضة للإسلام وارتبط باليمين المتطرف. وُصف بأنه "منبوذ" في الجالية السعودية، ولم تحدد السلطات دوافع الهجوم بعد.
كان السعودي طالب جواد العبد المحسن (50 عاماً) المشتبه بتنفيذه عملية دهس دامية في سوق لعيد الميلاد في مدينة ماغديبورغ في ألمانيا الجمعة، طالب لجوء جاهر بمواقفه المعادية للإسلام. وأوقفت الشرطة العبد المحسن بعدما أسفرت عملية الدهس عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 200 على الأقل، بحسب مصادر رسمية ألمانية. وأعلنت وزيرة الداخلية نانسي فيزر السبت أنّ السائق طبيب "معاد للإسلام".
والرجل الذي درس الطب النفسي، يتحدّر من عائلة شيعية في مدينة الهفوف بمحافظة الإحساء شرقي السعودية. وهاجر عام 2006 إلى ألمانيا حيث نال وضع لاجئ بعدها بعشرة أعوام، بحسب وسائل إعلام ألمانية وناشط سعودي. أقام وعمل سنوات في مقاطعة ساكسونيا أنهالت وعاصمتها ماغديبورغ الواقعة على بُعد 160 كيلومتراً من برلين.
وبحسب مقابلة سابقة أجراها مع صحيفة "فرانكفورتر روندشاو"، قال العبد المحسن إنه تعرّض "للتهديد بالقتل بسبب ارتداده عن الإسلام". ونشط في مساعدة طالبي اللجوء السعوديين خصوصاً من النساء، بحسب ما يقول سعوديون عرفوه في الخارج. وفي حديث أجرته معه "فرانس برس" في أواخر العام 2022 في إطار إعداد تقرير عن ظروف تواجهها نساء سعوديات أو أفراد من المجتمع السعودي خارج المملكة، عرّف العبد المحسن عن نفسه بأنه "سعودي ملحد"، وكال سيلاً من الشتائم للدين الإسلامي.
🧵🪡 THREAD on Taleb Abdulmohsen, the man accused of attacking Christmas market in Magdeburg, Germany. pic.twitter.com/nnKsfzwdfB
— Nora Abdulkarim نورة الدعيجي (@Ana3rabeya) December 21, 2024
وقال يومها إنّ "هؤلاء الشباب لا يهربون فقط من أنظمة الحكم في السعودية، هؤلاء الشباب خصوصاً الفتيات يهربن من الإسلام"، معتبراً أنّ "التربية الإسلامية المتشددة سبب كافة مشاكل المسلمين خصوصاً النساء". ولم يخف الرجل مواقفه المناهضة للإسلام عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو أسّس منظمة "إكس مسلم" (مسلم سابق). ولم تحدد السلطات بعد دوافع المشتبه به الذي تمّ توقيفه إثر الهجوم. وأفادت وسائل إعلام ألمانية بأنّ له صلات مع اليمين المتطرّف في البلاد وكان معروفاً بين المهاجرين السعوديين.
العبد المحسن كان "منبوذاً" في ألمانيا
وقال المدير القانوني "للمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان" (ESOHR) ومقرّها برلين طه الحاجي لـ"فرانس برس": "هو شخص مضطرب نفسياً ومعتد بنفسه بصورة مبالغ فيها". وأضاف "قطعاً هذا ليس هجوماً بدوافع إسلامية"، وتابع "لقد رهن نفسه ووقته للإساءة للإسلام ونشر الكراهية".
وعلى صفحته الخاصة على منصة إكس يضع العبد المحسن صورة بندقية صورةَ غلاف ويعرّف نفسه بأنه ينتمي إلى "المعارضة العسكرية السعودية". وفي منشور يعود الى 21 أغسطس/ آب الماضي، كتب "هل هناك طريق للعدالة في ألمانيا من دون أن تفجر سفارة ألمانية أو تذبح مواطنين ألماناً عشوائياً؟".
وكان قد كتب سابقاً أنّ "ألمانيا تطارد طالبات اللجوء السعوديات داخل ألمانيا وخارجها لتدمير حياتهن"، وأنّ "ألمانيا تريد أسلمة أوروبا". كما أدرج عبر حسابه على "إكس" رابطاً لمنتدى إلكتروني ورد في صفحته الأولى "نصيحتي: لا تطلب اللجوء في ألمانيا". وأشار الحاجي إلى أنّ العبد المحسن كان "منبوذاً" في أوساط الجالية السعودية في ألمانيا.
وكان العبد المحسن خلف مقود سيارة رباعية الدفع سوداء اللون اخترقت عوائق أمنية، ثم أكمل القيادة في شكل مُتعرّج داخل السوق ليل الجمعة، وفقاً لروايات شهود نقلها الإعلام الألماني. وأعاد الهجوم التذكير بعملية مشابهة وقعت قبل ثمانية أعوام واستهدفت سوقاً لعيد الميلاد في برلين. ويأتي هذا الهجوم الذي اعتبره المستشار أولاف شولتز "كارثة رهيبة" في وقت تشهد فيه ألمانيا حملة انتخابية وقد وضعت قواتها الأمنية في حال تأهب قصوى تحسباً لأي هجمات محتملة.
(فرانس برس، العربي الجديد)