المستوطنون المتطرفون منتشون بفوز نتنياهو وعينهم على الضم

07 نوفمبر 2022
مستوطنون متطرفون يحتفلون بفوز نتنياهو(Getty)
+ الخط -

على قمة تلة صخرية في الضفة الغربية المحتلة، استكشف مستوطنون إسرائيليون متطرفون، تغمرهم السعادة بالانتصار الانتخابي المدوي الذي حققه اليمين، أرضاً تنتشر فيها القرى الفلسطينية، بحثاً عن مواقع جديدة لاستيطانها، ما يؤشر إلى تصعيد ميداني في الأيام المقبلة.

وشهد الاقتراع في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني صعود حزب "الصهيونية الدينية" الاستيطاني المتطرف، ليحتل المركز الثالث في البرلمان، ما جعله شريكاً قوياً محتملاً في الائتلاف المرتقب لبنيامين نتنياهو. وبدأت المفاوضات أمس الأحد، ومن الممكن أن تستغرق أسابيع.

بالنسبة للمستوطنين، هناك آمال كبيرة في الحصول على ميزانيات جديدة وفي البناء وتشييد البنية التحتية للحفاظ على ازدهار مستوطناتهم.

وقالت دانييلا فايس، وهي مستوطنة قادت المهمة الاستكشافية الصغيرة: "توقعاتنا ضخمة. هذه الحكومة أفضل لليهود منها للعرب. هذا هو أهم شيء".

ووصفت فايس نتائج الانتخابات بأنها "ثورة"، وقالت "بصفتي قائدة لحركة استيطانية، هذا نصر. ليس لدي شك في أنه سيكون هناك تسريع في تطوير المستوطنات".

وتؤكد معظم القوى العالمية أن المستوطنات التي أقيمت في الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب سنة 1967 غير قانونية بموجب القانون الدولي، وكذلك تعتبر توسعها عقبة أمام السلام نظراً لأنه يحدث على حساب الأراضي التي يأمل الفلسطينيون في إقامة دولتهم المستقبلية عليها.

ومع توقف محادثات السلام، التي تهدف لإقامة دولة فلسطينية منذ عام 2014، ومع عدم وجود أي مؤشر على إحيائها، فإن حكومة نتنياهو المنتظرة تزيد الشعور بالتشاؤم الموجود بالفعل على الجانب الفلسطيني.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف لوكالة "رويترز": "بالتأكيد سيكون هناك تصعيد في النشاطات الاستيطانية وإغلاق أي أفق أمام أي عملية سياسية".

نتنياهو

تنفي سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدم شرعية المستوطنات وتستشهد بروابط توراتية وتاريخية بالضفة الغربية، التي تسميها باسمها التوراتي (يهودا والسامرة).

وقال باروخ جوردون من مستوطنة بيت إيل، حيث تنتشر لافتات حزب الصهيونية الدينية الانتخابية في الشوارع: "أشعر بإثارة بالغة لعودتي إلى الأماكن نفسها التي عاش فيها أجدادي".

وزعم جوردون "إنه وطننا الشرعي الذي ورثناه عن أجدادنا"، وعبر عن أمله "في رؤية إسرائيل تبسط سيادتها على المنطقة، فيما سيكون ضماً فعلياً للأراضي".

وأكثر من 450 ألف شخص، يمثلون أقل من خمسة بالمائة من سكان إسرائيل، هم من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، التي يقطنها حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني يمارسون حكماً ذاتياً محدوداً هناك.

ويمثل المستوطنون الذين تم دفعهم بدوافع أيديولوجية إلى الجيوب الأصغر حجماً، في عمق المنطقة، أقلية، لكنهم مع ذلك قوة سياسية قوية في حزب نتنياهو (ليكود).

وفي مدرسة بيت إيل الدينية، حيث يعمل جوردون مديراً للتنمية، انطلق الطلاب في الغناء والرقص ليلة الانتخابات، عندما ظهرت النتائج.

وذهب حوالي 80 بالمائة من أصوات بيت إيل إلى الصهيونية الدينية، حسبما أظهرت بيانات لجنة الانتخابات في الكنيست، وحوالي عشرة بالمائة لحزب ليكود.

وتحالف نتنياهو، الذي أصبح في طريقه لولاية سادسة رئيساً للوزراء، وهو عدد قياسي، مع الصهيونية الدينية التي تدعو إلى ضم المستوطنات، وهو وعد قطعه نتنياهو في عام 2020 قبل أن يتخلى عنه مقابل تطبيع العلاقات مع الإمارات.

وتم تمديد اتفاق التطبيع بعد فترة وجيزة ليشمل البحرين، بعد إبرامه بوساطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وفي ظل إدارة بايدن، الأكثر تشدداً في موقفها ضد المستوطنات، سيتعين على نتنياهو موازنة الأمور بدقة بين ائتلافه الناشئ والبيت الأبيض.

لكن المستوطنين لا يشعرون بالانزعاج. وقال الرئيس التنفيذي للمنظمة الرئيسية الجامعة للمستوطنين إيجال دلموني إنه يتوقع أن يكثف نتنياهو أعمال التطوير بالمستوطنات بينما يقوم بقمع أعمال البناء الفلسطينية.

ووصف دلموني نتنياهو بأنه رجل دولة ذكي وقادر على حل أي خلاف دبلوماسي حول هذا الموضوع، مضيفاً أن الضم مسألة وقت فقط.

وقال "إذا لم يحدث ذلك في القريب العاجل، فسيحدث خلال 10 أو 15 عاماً. لسنا في عجلة من أمرنا". 

(رويترز)

المساهمون