المساعي الدبلوماسية الألمانية لاحتواء الأزمة الأوكرانية: لا تقدّم بعد وشولتز إلى موسكو الخميس

11 فبراير 2022
تعويل كبير على مخرجات زيارة شولتز لموسكو (كريستوف غاطو/ فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى اللقاءات والاجتماعات منذ مطلع الأسبوع الحالي في العاصمة الألمانية برلين ضمن محاولات لتحقيق خرق في جدار الأزمة الأوكرانية يمكن استثماره خلال زيارة منتظرة بفارغ الصبر للمستشار الألماني أولاف شولتز إلى موسكو، الخميس المقبل، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفيما لم تسفر المحادثات حتى اليوم الجمعة عن أي أفكار عملية لخفض التصعيد وتبديد المخاوف الغربية من إمكانية اجتياح روسيا للأراضي الأوكرانية، ظهرت إشارات غير مريحة عن اجتماع المستشارين بوساطة مسؤولين فرنسيين وألمان ضمن صيغة النورماندي، الذي انعقد أمس في برلين للبحث بشأن تطبيق اتفاق مينسك للسلام بين روسيا وأوكرانيا.

والتقى شولتز زعماء دول البلطيق (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، لرص الصفوف لمواجهة المحنة التي تعيشها أوروبا مع روسيا في أسوأ أزمة منذ الحرب الباردة.

وذكرت شبكة "ايه ار دي" الإخبارية الألمانية أنه لم يكن هناك تقدم في المحادثات على مستوى المستشارين بين الجانبين الروسي والأوكراني، مشيرة إلى أن موسكو تواصل اتهام كييف بعدم التعبير عن أي أفكار عملية حول مستقبل منطقة الصراع في دونباس.

وأضافت أن روسيا اشتكت من أن الوسطاء لا يمارسون أي ضغوط على الحكومة في أوكرانيا، مبرزة أن المفاوض الروسي ديمتري كوزاك قال إن ممثلي ألمانيا وفرنسا أيدوا خطة السلام لكن للأسف لم يحثوا كييف على الوفاء بنقاط اتفاق مينسك للسلام الذي تعارض أوكرانيا الكثير من بنوده.

ولفت كوزاك إلى أنه يتم تفسير خطة السلام من قبل الحكومة الأوكرانية بشكل مختلف عن تفسيرها من قبل موسكو، وانتقد رفض الأوكرانيين الدخول في حوار مع القادة في لوغانسك ودونيتسك، شرقي أوكرانيا.

وشدد المسؤول الروسي، وفق ما أوردته الشبكة الإخبارية الألمانية، على أهمية تنفيذ قرارات اتفاق مينسك كشرط مسبق لأي حل سلمي للنزاع.

من جهته، اعتبر المفاوض الأوكراني أندريه يرماك أن المحادثات لم تحقق أي تقدم بشأن النقاط محل الخلاف، وأن بلاده تعول على زيارة المستشار الألماني إلى موسكو.

وفي ترجمة لنية ألمانيا تحصين الموقف الأوروبي تجاه ورسيا بعد الجدل المثار حول موقف برلين الملتبس إزاء الأزمة وآلية التعاطي معها، استقبل شولتز، مساء أمس الخميس، قادة دول البلطيق، وأجرى معهم محادثات بشأن أوكرانيا، مشدداً على أهمية وقف التصعيد وتوحيد الموقف الأوروبي.

وأكد شولتز دعم ألمانيا لدول البلطيق التي تتأثر بشكل مباشر بالأنشطة العسكرية المقلقة التي تقوم بها روسيا، مشدداً على أنه لا ينبغي لموسكو أن تستهين بوحدة وتصميم الدول المنضوية ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وحذر من أن أي عدوان روسي ضد أوكرانيا ستكون له عواقب سياسية واقتصادية واستراتيجية خطيرة للغاية، قائلا: "نأخذ مخاوف حلفائنا على محمل الجد ونقف إلى جانبهم"، فيما شدد قادة دول البلطيق على أهمية أن يكون الحلفاء قادرين على الرد بسرعة وحسم، وتعزيز صف حلفاء الأطلسي شرقي أوروبا.

وشددوا على أن أي محادثات مع الكرملين يجب أن تكون من موقع قوة وليس من موقع ضعف، وعلى ضرورة أن تلعب ألمانيا دورا رائدا في توجيه الدول الأعضاء في دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في هذه الأوقات الصعبة.

من جانبها، أبرزت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية تصاعد مخاوف دول البلطيق مع قيام وحدات روسية بمناورات على حدود دول حلف الأطلسي، في ظل قلق متزايد من تدهور الوضع على الحدود الخارجية الشرقية لأوروبا، ولا سيما أن روسيا أطلقت أخيرا مناورات عسكرية مع بيلاروسيا تستمر حتى 20 فبراير/ شباط الحالي.

ترحيب بالانخراط الألماني

وتجري التدريبات بشكل رئيسي على الحدود مع بولندا وأوكرانيا وليتوانيا، وذلك بعد تمركز أكثر من 130 ألف جندي روسي على طول الحدود مع أوكرانيا، وتعزيز القوات الروسية وجودها بشكل كبير في البحر الأسود.

وتقود ألمانيا حاليا وحدات حلف شمال الأطلسي في دول البلطيق، ولديها حوالي 500 جندي في ليتوانيا، وتعتزم إرسال 350 جنديا آخرين، وهو ما كان محل ترحيب من قبل الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا، رغم أن السلطات في ليتوانيا تفضل استقدام تعزيزات أكبر.

ويتوّج شولتز مساعيه الدبلوماسية في 15 فبراير/ شباط الجاري بزيارة منتظرة بفارغ الصبر إلى الكرملين، ستكون الأولى له إلى موسكو منذ انتخب مستشاراً في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

ويخيّم على العلاقات بين موسكو وبرلين موضوع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي أنجز بناؤه، لكنه لم يحز على التراخيص النهائية ولم يدخل الخدمة بعد.

والثلاثاء، أعلن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور ميتش ماكونيل أنّ شولتز أكّد لعدد من أعضاء المجلس أنّ خط أنابيب "نورد ستريم 2" لن يتم تشغيله في حال غزت روسيا أوكرانيا.

المساهمون